آخر الموثقات

  • أنا والليل
  • استحوذ عليهما الشيطان
  • "الصراع": تمرد..تسلط..خضوع
  • سلم الناس منك ، وانشغل بنفسك 
  • الرسول خبيرًا في الشؤون الإيرانية
  • إيران ومشاورات شرم الشيخ
  • وداعا د. عمرو دوارة
  • أدب المكاشفة
  • مابين كلماتي والمعاني..
  • توافق الطرفين..
  • الوشم الجزء ٩
  • الوشم الجزء ٨
  • الوشم الجزء ٧
  • الكلب ونوبل!
  • ما هي الهشاشة،،؟
  • بدلا من إضاعة أعمارهم
  • لماذا لا نهتم بالصياغة،،؟؟؟
  • إلى روحه: عمرو كريم
  • الصراخ على الطريقة الصامتة
  • نقاط بشرية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د محمد عبد الوهاب بدر
  5. تأملات ... جنائزيه

السلام عليكم و رحمة الله ...

في آخر ايام عام 2009 كنت مع اصدقائي في حفل خطوبة ما ... و كان الجميع سعيدا ... مبتسما ... راقصا ... و كان اليوم يوم "خميس" ...

بعدها بأسبوع فقط ... و كان اليوم يوم جمعه ... علمت ان والد احد اصدقائي الذين كانو معي في ذلك الحفل ... مصابا بوعكة صحية شديده تم احتجازه علي اثرها بمستشفي جمال عبد الناصر للتأمين الصحي بالاسكندريه ...

قررت ان ازور والد صديقي ... ذهبت قبل صلاة الجمعه فاكتشفت ان الزيارة لا تكون الا بعد صلاة الجمعه .. اي الساعه الثانيه ضهرا تحديدا .. فتلفت حولي لأجد مسجدا كبيرا نيفا ضخما حسن البنيه و البنيان ... علمت انه يسمي مسجد المواساه ... فعزمت امري ان اصلي فيه صلاة الجمعه ثم اذهب بعد ذلك لزيارة والد صديقي ... لقرب المسجد من المشفي ...

كان الامام رائعا بحق .. و كان يسرد في حلقات علي ما يبدو غزوة احد ... مستنبطا العبر و الدروس من هذه الغزوه ... و رغم حفظي لهذه الغزوه ... الا أن استمتعت و اضفت لمعلوماتي المزيد مما تفضل به امام المسجد الرائع ...

بعد الفروغ من الصلاة ... نادي الامام علي الجنازة مباشره ... لاكتشف اني سأصلي علي 8 مسلمين ... رجلين و "ست ستات" ... و رغم مهابة الموقف و جلاله ... الا أن ابتسامة صغيرة تسللت بسرعة البرق الي شفتاي عندما قال الامام "ست ستات" ... طبعا تحت تأثير المسلسل الشهير الذي يحمل نفس الاسم و الذي لا انكر اني احبه ... و احب ابطاله ... بما فيه .. ازياء لقاء الخميسي المثيره.. :)

انتهت صلاة الجنازه ... و بدأت اتابع المحفات و هي تحمل جثامين ثمانية من البشر .. كانوا علي قيد الحياة منذ ساعات ... ثم اصبحوا علي قيد الاموات ... و تم "خصمهم " فجأه من رصيد الاحياء في الدنيا ..

لا اريد ان ازعجكم بما دار في خلدي و انا اتابع المحفات الثمانيه و هي تذهب الي سيارات الموتي المصطفه امام المسجد في طابور لم اشاهده من قبل فهذه المرة الاولي التي اصلي فيها الجنازه علي كل هذا العدد ... فما دار في خلدي هو نفس ما سيدور في خلدكم في نفس هذا الموقف المهيب ..

لكن ما كان خارج المسجد كان عجيبا بحق ... فعلي درجة و مقام المتوفي كانت مظاهر الجنازة و السيارة التي ستقل الجثمان ... !!

فقد شاهدت سياره من الماركات الفخمه ... بزجاجها من النوع "الفاميه الاسود" ...و لونها الفضي "الميتالك" تستعد لنقل احد الجثامين ... و لم اصدق ان تكون هذه السياره "الفخيمة" قد أُعدت لهذا الغرض ... و لكن تبدد شئ استغرابي عندما تأملت اهل المتوفي في اناقتهم و ارستقراطيتهم و بكائهم الراقي الرقيق ... و مشيتهم التي تدل علي تربيه عالية المستوي ... مع ارتداء سيداتهم لحليهم الكامل و ازياءهم المهندمه تمام الهندام ... و التي يصلح ان يحضرن بها مناسبه زفاف !!! ... رغم قتامة الالوان !!

علي بعد خطوات من هذه السياره .. كانت هناك سياره أخري تستعد لاستقبال جثمان شخص يبدو واضحا انه كان رتبة عسكريه في الجيش .. فمراسم الجنازه العسكرية و جنود الشرطه العسكريه بقبعاتهم الحمراء المنتشره حول السياره .. لا تخفي علي الناظرين ..

و مع تأمل باقي الجثامين ... و مراسم جنازاتهم ... تستطيع ان تكون فكره عن طبيعة و اهمية و بيئة و تربية كل متوفي ... و كان السؤال الكبير : هل هذه المظاهر ستتدخل لصالح المتوفي ؟؟!! ..

انفض زحام اقارب الثمانيه من امام المسجد و ذهبت السيارات بالجثامين الي دار القرار ... فتوجهت الي باب المستشفي لانتظر زميلي لأدخل معه لزيارة والده ... و لأن زميلي العزيز دائما ما يتأخر :) ... فلم يكن غريبا ان يتأخر علي هذه المره ... مما دفعني الي التأمل الي ذلك الزحام الرهيب امام المستشفي ... و كأن واجب الزياره اصبح مقدسا هذه الايام فهرع المواطنون فجأه لزيارة ذويهم .... الا ان صديقي اخبرني ان الزياره يوم الجمعه "مجانيه" .. ففهمت لماذا هذا الزحام :) :)

في مستشفي جمال عبد الناصر للتأمين الصحي ... تقرأ علي الجدران "المانشيطات " التي يكتبها مسؤولوا الجوده في المستشفي .... مما يجعلك تأخذ انطباعا ان اطباءا من الملائكه ... و اطقم تمريض من نوع ملائكي ... يسهرون علي المرضي المساكين و يخففون عنهم الآمهم .... و لكن حين تسمح لأذنك ان تركن لحكايات الاهالي عن مدي الاهمال الجسيم و البرود الغير طبيعي الذي يضرب بقوه اوصال مستشفي التأمين الصحي بالاسكندريه ... بأطبائها و اطقم تمريضها ... يجعل شعرك يقف من هول ما تسمع ... و بالتأكيد كان من ضمن هذه الحكايات .. حكاية والد زميلي الذي تدهورت حالته لسنوات طويله ... من جراء استخفاف احد الاطباء بالحاله فكان ما كان من معاناة اسرة كامله ...

و يبقي المرض هو المرض ... و يبقي الانسان احقر من يفكر في ان يتعالي .. فيا له من كائن ضعيف لا يساوي شيئا في الحقيقه ..

اكملت مهمتي ... و ذهبت في نفس اليوم لأقابل صديقا آخر كان ايضا معي في حفل آخر العام ... و مكثت معه حتي الليل ... و في نفس الليله جائنا خبر وفاة والد هذا الصديق... و حتي لا يلتبس عليكم الامر .... فالمتوفي ليس والد صديقي الذي زرته بالمستشفي ... و لكنه والد صديقي الآخر الذي ذهبت اقضي معه ما تبقي من يوم الجمعه ... !!!

و لأن صديقي من مدينة بورسعيد ... فقد شددت الرحال معه الي المدينة الباسله لحضور مراسم الجنازه و لأكون لجانبه في هذا الموقف المهيب ... و لأن "الشبوره" المائيه كانت تضرب كل اقاليم مصر .. طولا و عرضا .. فقد فشلنا في الحصول علي اي وسيلة مواصلات الا "اتوبيس" الثامنه صباحا الذي دخل بورسعيد في الثنايه عشره ضهرا من مساء يوم السبت ...

بصعوبه شديده وصلنا للمسجد .. و كانت صلاة الضهر في ركعتها الثانيه ... توضئنا و لحقنا بالصلاة .. ثم استعددنا لصلاة الجنازه علي والد صديقي ... لافاجئ باننا سنصلي صلاة الجنازة علي ستة من البشر ... رجلين و اربعة سيدات ...

و سبحان الله .. فلم اتخيل ان اصلي في 48 ساعه علي اربعة عشر شخصا من البشر ... 8 في الاسكندريه ..و سته في بورسعيد .. و لله حكمة في ذلك

و بنفس السيناريو ... اخذت اشاهد المحفات السته و هي تنقل الجثامين الي السيارات .. و نفس ما دار في خلدي بالامس .. هو ما دار اليوم ...

توجهت الي المقابر .. و شاهدت الدفن يتم لوالد صديقي ... و تأملت البشر فوق المقبره ...

بكاء و حزن لابناء المتوفي ... و نزاع مالي بين الدفان و اقارب المتوفي حول ثمن مواد البناء التي تستخدم في غلق باب الضريح ..

تأملت وجه الدفان .. و هو يدفن ... ثم يغلق الباب ... ثم ينازع و يغالي في ثمن مواد البناء البسيطه فيطلب مبلغا ضخما لا يتناسب مع الكميه المستخدمه ... مستغلا ظرفا نفسيا قاتلا لأهل المتوفي ..

كنت اتمني ان اسأل هذا الدفان عن شعوره ... مشاعره .. احاسيسه ... و هو يدفن اخا له في الانسانيه بيديه .... هل تعود؟ ... هل فقد الاحساس بالحاله نظرا لانها مهنته؟ ... هل يعلم انه يوما سيدفن مثل من قام بدفنه منذ لحظات .... ؟ ... كيف يغالي و يستغل في هذا الموقف و هو الذي فرغ منذ ثوان من غلق باب علي شخص مات ؟ !!!

في طريق انسحابنا من مكان الضريح ... مررنا بأضرحة اخري للسابقين من الموتي ... اخذت اتأمل اسماء اصحاب الاضرحه .... اللواء فلان .... و المستشار فلان ... و الدكتور فلان ... و المهندس فلان ... و كأن الالقاب تعطي للضريح قيمة و مقاما !!!!

و انا لله و انا اليه راجعون ..

و عذرا علي هذا الموضوع 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↓الكاتبمدونة خالد العامري
4↓الكاتبمدونة غازي جابر
5↓الكاتبمدونة محمد شحاتة
6↑2الكاتبمدونة هند حمدي
7↓-1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
8↓-1الكاتبمدونة خالد دومه
9↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
10↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑22الكاتبمدونة سارة القصبي135
2↑21الكاتبمدونة شرف الدين محمد 210
3↑12الكاتبمدونة عزة الأمير143
4↑8الكاتبمدونة رشا ماهر111
5↑8الكاتبمدونة خولة سعيدان138
6↑8الكاتبمدونة سالي علاء الدين177
7↑7الكاتبمدونة محمود سليمان (الشيمي)157
8↑7الكاتبمدونة شيماء حسني216
9↑6الكاتبمدونة احلام السيد68
10↑6الكاتبمدونة محمد جاد90
11↑6الكاتبمدونة آيات القاضي120
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1107
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب707
4الكاتبمدونة ياسر سلمي671
5الكاتبمدونة اشرف الكرم592
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري511
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني433
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين426
10الكاتبمدونة سمير حماد 409

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب356974
2الكاتبمدونة نهلة حمودة211487
3الكاتبمدونة ياسر سلمي194255
4الكاتبمدونة زينب حمدي177612
5الكاتبمدونة اشرف الكرم141651
6الكاتبمدونة مني امين119624
7الكاتبمدونة سمير حماد 115022
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي106150
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين104898
10الكاتبمدونة مني العقدة100379

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة بيان هدية2025-09-27
2الكاتبمدونة محمد فتحي2025-09-01
3الكاتبمدونة أحمد سيد2025-08-28
4الكاتبمدونة شيماء حسني2025-08-25
5الكاتبمدونة سارة القصبي2025-08-24
6الكاتبمدونة يوستينا الفي2025-08-08
7الكاتبمدونة منى كمال2025-07-30
8الكاتبمدونة نهاد كرارة2025-07-27
9الكاتبمدونة محمد بن زيد2025-07-25
10الكاتبمدونة ناهد بدوي2025-07-19

المتواجدون حالياً

399 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع