السلفيون و الاخوان .... ام الحرية و العدالة ... و الحرية و التنمية
السلام عليكم و رحمة الله ....
المسميات أخطر من الخلفيات ....
ابدأ بهذه العبارة .... مقالتي هذه ... و التي اريد من خلالها ارسال تبيه خطير للنخب و اشباه النخب .... و ايضا لمعشر العوام الذين ينشدون للاستقرار سبيلا ....
مهما اختلفت الخلفيه للفرد او التجمع او الحزب او الجبهه .... فاختيار المسمي مهم و خطير ....
مثلا .... الاخوان المسلمون .... جماعة تحمل عنوانا خطيرا .... و مؤثرا ... بل و يكاد المرء يشعر بتأنيب الضمير و احساس بالذنب ... اذا كان غير منضم لهذه الجماعة التي تحمل هذا الاسم العريض ....
انا شخصيا لم انل شرف الانضمام لهذه الجماعة ... و لا اعتقد اني فكرت او افكر في ذلك ..... و لكن اذا ما سبرت اغوار نفسي .... اجدني مسلما باذن الله ... مؤمنا بالله و بالاسلام ... و اشهد ان محمدا عبد الله و رسوله .... و مع ذلك لست من الاخوان المسلمين .... مع ان المسلمين كلهم اخواني !! ....
المثال الآخر .... السلفيون .... فهم مسلمون ملتزمون .... ينتهجون نهج السلف الصالح .... و مع اني مسلم موحد بالله .... احاول جهدي ان انتهج نهج السلف الصالح .... فلم انل ايضا شرف الانضمام الي جماعة "السلفيين" .... و لا اعتقد اني فكرت او افكر في ذلك ....
دعكم مني الآن ... و لنتحدث بطريقة اشمل و اعمل في ظل الظروف الحالية .... و كعادتي .... ببساطه ...
الجميع في هذه المرحلة يسعي ان يكون له دور .... و الجميع اجمع ان الدور يجب ان يكون سياسيا ... "و لا ادري لماذا لم يعتمد احدهم دورا اجتماعيا كطريقة حياة او كسبيل لخدمة الوطن " ....
من هذا المنطلق ..... قرر "الاخوان" دخول معترك السياسة الصريح "بعدما سنحت الفرصة قانونا في ظل ثورة 25 يناير ".... كما قرر ايضا السلفيون دخول نفس المعترك .....
في السياسة قلما تتوافق وجهات النظر .... و دائما الاختلافات هي صاحبة المقام الرفيع .... اذا من المتوقع ان يختلف "السلفيون" مع "الاخوان" سياسيا ....
في هذه الحاله .... سيقال ان الاخوان اختلفوا مع السلفيين .... !!
و الذي سيتبادر الي ذهن كل شخص من العوام ..... ان الاخوان اختلفوا مع السلفيين في الدين ... و النتيجه الخطيرة التي سترسخ في ذهن العوام ان الفصيلين مختلفين دينيا و ليس سياسيا او فكريا ...
هذا خطير جدا جدا .... ان ترسخ في الاذهان اختلافات دينية بين فصائل متشابهه .... قد يؤدي في النهاية الي افراز مذاهب .... ثم صراعات بين المذاهب .... قد تأخذ اشكالا غير مرغوبه ...
و لعل اشهر الاختلافات السياسية التي انقلبت الي صراع ديني مذهبي .... هو اختلاف اتباع الامام علي بن طالب كرم الله وجهه الخليفة الرابع للمسلمين و احد المبشرين بالجنة .... مع اتباع الامام معاوية بن ابي سفيان الخليفة الخامس للمسلمين .... فالخلاف اصلا سياسي .... و النتيجه هو افراز مذهب الشيعه .... و ما تلي ذلك من ترسيخ لشق عقائدي في صفوف المسلمين ....
لذا استحسن جدا .... ما قامت به جماعة الاخوان من تأسيس حزب سياسي بمسمي "الحرية و العدالة" ..... و اتمني ان يحذو حذوهم السلفيون او اي فصيل آخر ينوي دخول معترك السياسه سواء اكانت خلفيته دينيه او اي ايدلوجيه اخري .... فلو افترضنا ان السلفيون علي سبيل المثال اسسوا حزب بمسمي "الحرية و التنمية" .... سيكون مقبولا جدا ان يكون هناك خلاف بين حزب "الحرية و العداله" و حزب "الحرية و التنمي" .... و لكن لن يكون مقبولا او مستساغا او آمنا .... ان يكون هناك خلاف بين الاخوان و السلفيين .... فهذا خطير علي المديين .. القريب و البعيد ..
هذا ايضا ينسحب علي جميع الطوائف الاخري ... فالمسيحيون مثلا لن يكون مقبولا منهم ان يؤسسوا حزبا تحت اسم الحزب المسيحي .... و لكن مقبول جدا ... ان ينضم معظمهم لحزب المصريين الاحرار .... و عندما يكون هناك خلاف - طبيعي - بين "الحرية و العداله" و بين "المصريين الاحرار" ... لن يكون هذا الاختلاف ... اختلاف طائفيا او دينيا ... و انما سيكون اختلاف سياسي فكري .... اي انه اختلاف بين ايدلوجتين مختلفتين ... و هذا في اطار الديمقراطيه .... صحي و مفيد ... و مقبول
لذا اتمني ان نقلل الي اقصي حد لاستعمالنا لمصطلحات : السلفيون , الاخوان , المسيحيون و الشيعه ..... طالما اننا نتحدث في اطار سياسي و حزبي ..... فلنختر مسميات عامه .... فهذا للوطن افضل ...
اما في القلوب .... من نوايا و اتجاهات و خطط و مسقبليات .... فهذا لا يعلمه الا الله .. و نحن كبشر لسنا مسؤلين عن محتويات القلوب ... و انما عن الافعال .... فديننا لن يحاسب اصحاب النوايا علي النوايا .... و انما يحاسب المرؤ علي ما انتهت به النوايا من فعل مادي ...
و اختم بدعوتكم لتأمل و تدبر تجربة حزب "العدالة و التنمية" التركي ذو الايدلوجية الاسلامية التي تقترب تقريبا من "الاخوان" .... الذي حقق نجاحا باهرا علي مستوي دولة مدنية ديمقراطية .... علمانية متطرفه .... فاذا بهذا الحزب يقودها باقتدار .... و يكتسح انتخابات شعبها ثلاث مرات متتاليه .... تحت ثنائي تاريخي " اسمه اردوغان و جول " .... و لم نسمع ان هناك صراعا بين الاسلام و العلمانية في تركيا ..... رغم ان الحقيقة " انه يوجد صراع حسمه الاتراك لصالح الجهه الصحيحه من وجهة نظرهم "
تحياتي العطرة
:)