هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • حوار مع زعفرانة 6
  • الحاجة الي استخدام التوازن في استخدام التكنولوجيا
  • حوار مع زعفرانة 5
  • رؤيـــة جديـــدة لـــلأدب الإســــلامي عند المخرج الأديب الراحل ( أسعــــــــد الكاشـــــــف )
  • الجُرحُ الخفىِّ !!!
  • سطور مضيئة من حياة شيخ شعراء شمال سيناء الراحل الكبير (محمد عايش عبيد)
  • اول طريق للاكتئاب
  • زي حب بليغ لوردة
  • لماذا أصبحت هي strong independent woman ؟
  • ثم ماذا ….بعد ما تقضي نصف المده
  • عكس عقارب الساعة - الفصل ( 6)
  • العمارة و العملاق حسن فتحي
  • الوصل في العربية
  • ايلافهم رحلة الشتاء و الصيف
  • التواصل في زمن آبائنا
  • الفصل الأول : النص الأدبي والتحليل البيوغرافي
  • الزنزانة ١٥٤
  • أنيين اللات الثلاث
  • الجائــــــــع
  • فهم النص الأدبي من وجهة التحليل البيوغرافي والسيكولوجي - المقدمة
  1. الرئيسية
  2. مدونة مني أمين
  3. عنها أتحدث ....

جلست على فراشها الأبيض وهي تتحسس رباط عينيها وتتساءل مع نفسها لما ذلك الرباط الذي يعصب عينيها ... ويبدو أن الأخرى سمعت تساؤلها فقالت "لابد ان تغلقي عينيكي بالقوة الجبرية حتى لاتتعرضين للصداع في هذه المرحلة الحرجة من العملية التي أجريت لك وخاصة أنكي لاتستمعين لتعليمات الطبيب فاضطر إلى تلك الطريقة ليجبرك على غلق عينيكي" .. تركتها وخرجت ... كل شيء مظلم .. لم يكن يرضيها اللون الأبيض ها قد تحول كل شيء للون الأسود .. ولكن الغريب أنها كانت أهدأ نفسيا .. هل لأنها كانت تهوى تعصيب عينيها عندما كانت تريد التفكير في موضوع ما أو عندما تحب الاختلاء إلى نفسها .. ولكن الآن بداخلها تشعر ببعض الحنق , ربما لأنها لم تختر الوقت الذي تعصب فيه عينيها أوربما لأنها تعصب عينيها في مكان غريب عنها مما يشعرها بالوحدة ... حاولت الهروب من الموقف كله بالنوم كعادتها .. وبعد محاولات مضنية استسلمت للنوم .. ولكن حينما استيقظت ولم تستطع فتح عينيها صرخت .. تريد انهاء هذا الظلام المقبض الذي ضاق له صدرها .. كانت تعلم أن نعمة البصر نعمة كبرى ولكن لم تكن تتصور أنها كبيرة وعظيمة لهذا الحد .. حقا إن من فقدها وصبر عليها يستحق أن يوعده الله بالجنة ..
ولأنها عنيدة بطبعها وترفض دائما الانصياع لما تفرضه عليها الظروف اتخذت كل وسيلة تشعرها أنها مازالت على اتصال بالعالم وأنها مازالت تعيش لأن احساس المرض والحاجة يشعرانها بالضعف الذي يفقدها الشعور بالحياة قلبا وقالبا ...
ظلت على هذا الوضع أياما طويلة تتلهف للي وم الذي سيزال هذا الرباط ويعود اليها بصرها مرة أخرى ..... وجاء اليوم
الذي دخلت عليها الممرضة تنقل اليها البشرى بأن الطبيب هينزع لها العصابتين ... عينيها ورأسها ... فك عصابة عينيها وبدأ النور يتسرب اليهما رويدا رويدا وبدأت نفسها تهدأ وتصفى ... ثم ............ عكف الطبيب على ازالة عصابة رأسها وبعد لحظات انقلبت فرحة عودة بصرها لغصة كبيرة جدا في حلقها ... فقد رأت رأسها خالية تماما من الشعر في شكل بشع لم تكن لتتخيله في يوم من الأيام .. صاحب ذلك صوت الطبيب "حمدالله على السلامة ومعلش شوية ويرجع شعرك تاني المهم ان ربنا سلّم" لاتدري .. أتفرح أم تحزن أتفرح لنجاح العملية أم تحزن لهذا المسخ الذي تراه أمامها في المرآة التي حرصت ان تكون معها دائما لتكون اول من يرى شكلها .. لم تكن تدري اتفرح لعودة بصرها أم تتمنى لو انه لم يعد لترى ذلك المنظر التعس أمامها .. مشاعر متضاربة غريبة الا أنه في مجملها حزيييييييييييييييييينة.....
خرج الطبيب والممرضة بعد أن أنجزوا عملهما وتركوها لحزنها أو فرحها .... الا ان ظهر أمامها المرافق لها وهو بلاشعر تماما أيضا وهو يقول في ابتسامة ودود " حلقت شعري علشان يكبر شعرنا سوى ههههههههه زي احمد حلمي في فيلم الف مبروك..... هو حلقها لأمه وانا مش هلاقي اغلى منك علشان اعمل كده علشانها"
بعد ان انتهت من سرد قصتها قالت لي هكذا دائما الله سبحانه في احلك المحن والظروف يرسل لنا ابتسامة لكي تلطف عنا ما نشعر به"
.
.
.
عنها أتحدث

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
المتواجدون حالياً

1906 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع