علمتنا الأكاديمية أن لانتكلم في العلم إلا بعد تثبت ومراجعة ، وأن لانكف عن تحضير المحاضرة حتى ولو شرحت ألف مرة قبل ذلك ، كما تعلمنا ان الاستاذ بصدق لايستهين أبدا بطلابه ولكن يحترمهم ، واحترامهم في أن يقدم إليهم كلاما علميا مدروسا ومراجعا وموثقا .
و اذا فوجأ الأستاذ بسؤال يرى أنه غير مستوثق من الإجابة عنه فعليه أن يطلب إمهاله حتى يراجع المسألة ثم يجيب ، ولايستحيي أبدا من قوله " لاأدري "
وهكذا كان اساتذتنا العظماء الذين أثروا في حياتنا بعمق.
أما نجوم الفضائيات من المفتين : فتحكمهم تلك النظرية الأدبية المهجورة ، أعني نظرية الراوي العليم بكل شيء ، فالمفتي جاهز لكل أسئلة الناس على تنوعها
جاهز للجواب عن أسئلة دينية ومدنية وقضائية وسياسية وتربوية ونفسية وأمنية …. ماهذا؟
اتمنى أن أسمع يوما مفتيا يقول : " لاأدري " أو يقول " ليس هذا من اختصاصي " أو يقول " هذه المسالة شأن دنيوي وأنتم أعلم بشئون دنياكم " أو يقول " هذا نزاع محله الجلسات العرفية أو ساحات المحاكم "
يامشايخنا النجوم : هل تريدون أن تقنعونا بأن كل واحد منكم أعلم من مالك، الذي لأجله كان هذا المثل الشهير " لايفتى ومالك في المدينة "
تعلمون جميعا أن الامام مالكا سئل عن أربعين مسألة فقال في ست وثلاثين منها : لاأدري ،. على الرغم من بساطة الحياة والناس وقتها ، فعلى أي مذهب علمي أنتم ؟