الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
في معرض الكتاب لهذا العام ٢٠٢٥ صدر لي هذان الكتابان 👇👇👇👇
الكتاب الاول :
"الطلاق أمام القاضي في ضوء ضوابط تشريع الطلاق ومقاصده "
ويأتي هذا الكتاب في محاولة لطرح حل فقهي علمي مؤصل لمشكلة فوضى الطلاق أو مايصح تسميته بالطلاق العبثي الانتقامي ، الذي يتم بصورة عبثية ثم تتبعه سلسلة من الانتقامات من قبل الطرفين معا ، الزوج والزوجة وهي المشكلة الأهم التي تعانيها مجتمعاتنا العربية على اختلافها .
وقد وفقني الله تعالى في هذا الكتاب في أن أسلك سبلا غير مأنوسة في الطرح والمعالجة ، وفي أثناء رحلتي أزلت اللثام عن آراء فقهية مهمة في ذات القضية ، ظلت إلى يومنا هذا دفينة الكتب ، لنظل ندور في رحى التقليدية ، والتمسك بقضايا اجتهادية أغلقنا ملفاتها ، وحذرنا من يقترب منها بقطع رقبته بسيف ادعاء الإجماع البتار .
أعود فأقول : في مقدمة هذا الكتاب أثرت عدة تساؤلات، حاولت جاهدة أن أجيب عنها طوال رحلتي في معالجة مباحثه ، أبرزها :
١- هل يتم الطلاق في مجتمعاتنا على الصورة التي أرادها الله ، وماهي الصورة المثلى التي يجب أن يتم الطلاق وفقها في شريعتنا ؟
٢- وهل هناك وعي لدى الأزواج والمجتمع بمقاصدية تشريع الطلاق، والضوابط التشريعية التي تكتنف هذا التشريع ؟
٣- وهل الزوج وحده هو من يملك حق الطلاق و بشكل مطلق ، ولاتملك الزوجة حق إنهاء حياة هي لها مبغضة ؟
٤- وماذا لو تعسف الزوج في استخدام حقه في التطليق ؟
٥ - وهل ماصدر من تشريعات قانونية للحد من ظاهرة فوضى وعبثية الطلاق ، وماينشأ عنه من احتراب وبخس للحقوق وتشريد للابناء ، هل هذه التشريعات أثبتت جدواها في أرض الواقع ؟
٦- ثم هل يوجد في الشريعة الإسلامية مايؤيد فكرة أن الطلاق لايقع إلا أمام القاضي ابتداء ؟ وماهي الأسس التشريعية في ذلك؟
ومن أعظم ماجليته وتوقفت أمامه بالدراسة والتعقيب في هذا الكتاب هو رأي الشيخ محمد عبده رحمه الله في هذه القضية ، وهو يكاد يكون غير معلوم لسبب أو لآخر لدى الخاصة قبل العامة .
أما الكتاب الثاني فيحمل عنوان :
"دور مقاصد الشريعة في مجابهة الإفساد البيئي -مع دراسة مقارنة بين الأهداف السبعة عشر للتنمية المستدامة الصادرة عن الأمم المتحدة والشريعة".
وهو كتاب فقهي تثقيفي أظنه مهما في موضوعه ومادته وطرحه ومنهجه، وقد سلطت فيه الضوء على الغائب عنا جميعا ونحن نخوض معركة الحياة الدنيا ، حين فصلنا فصلا حادا بين ممارسة شعائر الدين التعبدية ، والمقصد الأجل الذي خلقنا لأجله في هذه الحياة ، أعني المقصد الإعماري الذي به تتحقق مهمة استخلافنا عن الله في الأرض .
واذا كانت الأمم المتحدة بعد دراسات ومؤتمرات عديدة ، قد خلصت إلى تحديد سبعة عشر هدفا لتحقيق التنمية المستدامة ، فقد أثبت من خلال دراستي أن القرآن الكريم قد تضمن هذه الأهداف في حديثه الإنساني الإعماري الكوني ، وكذا الحال بالسنة المشرفة المبينة للقرآن الكريم ، وبما لم يصل إليه التفكير الإنساني بعد .
والجديد هو أنني حاولت في هذين الكتابين أن أتخفف قليلا من منهجيتي الصارمة المعهودة عني في أبحاثي ، ليخرجا قدر الإمكان أقرب إلى الطابع التثقيفي حتى يكونا مناسبين لكافة المستويات ، المتخصص والباحث ، والمثقف ، والطالب ، لأن موضوع الكتابين يهمان الجميع .
وهذا ماعهدته عن عدد كبير من أشياخي وأساتذتي ، يحرصون في النهايات على التخفف مما ألزموا به أنفسهم في البدايات
، رغبة أو عزوفا .
ورحمة الله تعالى على أستاذي المفكر الكبير وأستاذ التاريخ والحضارة اد / عبد الحليم عويس فقد صنف في أخريات حياته مجموعة من الكتب دون هوامش توثيقية تخففا ، وحين سئل عن ذلك أجاب : ( الكبار لايوثقون)
ونحن بالطبع لاندعي أننا كبار كهؤلاء الأساتذة ، فالهوامش والحواشي موجودة ، ولكن هو التخفف قدر الإمكان من الصرامة المنهجية التخصصية ، لتوسيع قاعدة القراء ، وماأجمل أن يبسط الاكاديميون القضايا المجتمعية للقاريء العادي ليخرجوا من حيز الأكاديمية والأكاديميين الضيق، لاسيما بعد أن قل شغف الباحثين الأكاديميين بالقراءة الورقية ، وأدمن أكثرهم الاطلاع الاكتروني الذي يتيح لهم عمل كوبي وبست ، وهجروا مختارين اللذة الحقيقية للباحث والعالم ، أعني : لذة صرير الأقلام على الأوراق والصفحات .
والحمد لله على ماأنعم وذلل ونسأله تعالى أن يتم علينا إنعامه بالقبول ، وأن يعفو عما زل به القلم وطاله التقصير . آمين يارب العالمين