“فصنائع المعروف تقي مصارع السوء “ كما قال صلى الله عليه وسلم .
وكلنا يدرك إلى كم تفننت حياتنا المعاصرة في توليد أشكال وألوان من مصارع السوء بقدر ماجادت به من رفاهيات وملهيات .
قوا أنفسكم وأهليكم مصارع السوء ولو بما تحقرون من الأشياء .
تأملوا هذا النداء النبوي " يانساء المسلمات لاتحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة "
وفرسن الشاة: شيء حقير يكون في أطرافها لايهتم به الناس في عادتهم . 
وقس علي ذلك كل مايحقره الناس من صنائع الخير ، ولكنه عند الله قد يزن الجبال الرواسي ، حين تخلص النية في بذله فتزيل به عن إنسان كربة ، أو ترفع عنه غما أو تقضي له حاجة ، أو لمجرد التأنس وقت الوحشة - فيشعر المكروب بأن هناك قريبا له أو جارا يشاركه ألمه أو فقده ويربت على كتفه في هدوء بما معناه " لست وحدك "
ولعل هذا المعنى هو ماقصده صلى الله عليه وسلم من حثه الناس على التودد إلى بعضهم بمحقرات الأشياء ، يكفي التأنس أو التودد ، ومافيه من معان خلت منه علاقات الناس اليوم ، حتى باتوا يعانون الفقد وسط ذويهم .
حاول أن لا تلقى أحدا من الناس إلا وقد صنعت له معروفا أو تأنسا في قلبه يذكرك به ، حتى ولو بالكلمة الطيبة فالكلمة الطيبة صدقة ، كما أخبر صلى الله عليه وسلم ، وأصلها ثابت وفرعها في السماء " كما في كتاب الله تعالى "ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبةأصلها ثابت وفرعها في السماء "
اصنعوا المعروف وستجدونه وقت محنتكم ينقذكم من يأس ومن فقر ومن ألم ومن حاجة ومن سقوط . تماما كما فعلتم وادخرتم لأنفسكم وأبنائكم من صنائع المعروف في الناس.
فالأيام دول وصدق الله العظيم " وتلك الأيام نداولها بين الناس "