تردد في الآونة الأخيرة
أن خدمة الزوجة لزوجها واجبة تبعا للعرف !
ولا أدري عن أي عرف يتحدثون ؟
وهل جهل أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد هذا العرف ثم أكتشفه هؤلاء اليوم ؟!
وإن كان هذا عرف معتبر لماذا لم يقل أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بوجوب خدمة الزوجة لزوجها تبعا لهذا العرف المزعوم ؟!
هناك فرق كبير بين العرف المعتبر والعرف الغير معتبر !
وفارق كبير بين العرف العام والعرف الخاص !
وفارق كبير بين العرف الباطل والعرف الفاسد !
وخدمة الزوجة للزوج لا يعتبر عرفا معتبرا لأنه غير مطرد فالمدينة تختلف عن القرية في هذا الشأن
والأسر الغنية تختلف عن الأسر الفقيرة
والأسر التي تعمل فيها الزوجة تختلف عن الأسر التي لا تعمل فيها الزوجة فلا يمكن اعتبار خدمة الزوجة لزوجها عرفا معتبرا لأن العرف المعتبر عند الفقهاء
هو المطرد أما إذا اضطرب أو تفاوت أو اختلف فليس معتبرا شرعا !
هناك عرف في بلاد الأرياف والقرى والنجوع أن زوجة الابن تنزل في الصباح الباكر من شقتها إلى شقة حماتها للخدمة ولا تصعد إلا بعد منتصف الليل فهل هذا العرف معتبر شرعا لا والله بل هو عرف فاسد وجائر وباطل فالعرف الذي يخالف الشريعة عرف باطل !
فالحق الذي لاينبغي أن يحيد عنه أحد أن خدمة الزوج ليست واجبة على الزوجة ولكنها من باب حسن العشرة و المودة والرحمة ونحن ندعوا الزوجات للقيام بهذا الأمر ولكن شريطة أن يشكر الزوج لها صنيعها لا أن يعتبره حق مكتسب ولا يحملها فوق طاقتها فإن حملها فوق طاقتها وجب عليه شرعا معاونتها ومساعدتها أو إحضار من يساعدها ويعاونها !