مسائي الذي يشبهك”
كما ينحني الضوء على رُكبَتَي المساء،
أجلسُ وحدي…
وفي الكوب ظلّك،
وفي النافذة رجعُ خطاك.
مسائي يشبهك حين كنتَ تأتي دون موعد،
وتترك على الطاولة
حكايةً ناقصة،
وأثرَ يديك على الغياب.
هل تعلم؟
حين تغيب، لا يعود المساء مساءً،
بل مجرّد امتدادٍ لوجهي في الزجاج،
أراقب به الطريق،
كمن ينتظر أن يُشفى منه.
في المساء أفتح دفاتر لا أحد فيها سواك،
وأمشي جملةً جملةً
على حواف صوتك،
كمن يفتّش عن نشيدٍ
سقط من قلبه قبل أن يُقال.
المقهى ناقص الكرسيّ،
والمدينة ناقصةٌ من زاوية الحنين،
والأغنية تُكمل نفسها حين أناديك:
يا أنت…
أعد لي هدوء هذا المساء،
فقد صار ثقيلاً عليّ وحدي.
أعرف أنك لن تأتي،
لكنّني ما زلتُ أُعدّ لك الشاي،
وأرسمُ ظلّك على مفرش الطاولة،
كما يفعل الأطفال حين يفتقدون والدهم
ويُصرّون أنّه سيعود.