عندما كنت صغيرة كان اكثر شئ يخيفنى هو كلمة باقي من الزمن التى كانت تصدع فى ارجاء لجنة الامتحان ويعلو صوتها كل فترة .انتفض عندما اسمعها مذعورة كمن أفاق من حلمه للتو فعندما أعود للامتحان مرة اخرى أشعر بأثر تلك الانتفاضه يؤثر على كل حواسي فترتعد اوصالى وآخذ وقتاً كى استعيد وعيي مثلما يفيق تواً من غيبوبته
كبرت وصرت زوجة وأم ومازالت تلك الكلمة ترن ويتردد صداها على مسامعى كلما مر على موقف صعب ،وكأنه امتحان حقيقي .فأنا اعتبرها أسوأ كلمة تربوية سمعتها فى حياتى كبعض الجمل التربوية الخاطئة التى تربينا عليها كجملة "نسيت تاكل نسيت تشرب" فهى من اكثر الجمل التى كانت تصيبنى بالاحباط واتوقف فعلاً عن الطعام والشراب عندما أتذكرها
ونعود ل باقى من الزمن التى كانت سمة خاصه تتسم بها الامتحانات الجملة الأكثر شهرة أثناء المراقبة،وكأنهم يراقبون شخصاً بالغاً ذو عقلٍ راشد لكننا كنا صغاراً تهتز أجسادنا وعقولنا عند سماعها نرتجف منها فننسي ماكنا سنكتب حينها
احياناً اسمعها عالية مدوية توقظنى من غفوتى وكأنها تنبهنى لشئ أو انها اصبحت عقدة نفسية ارتبطت بى.
فكم باقى من الزمن لانجاز ذلك العمل وكم باقى من الزمن فى العمر وكم باقى من الزمن للخلاص والنجاة من شئ يخيفنا ويهدد مستقبلنا.