فى بداية مشوارى الإذاعى كنت أقوم بإعدا وتقديم برنامج ( نحن معك ) وهو برنامج يعالج مشاكل الموطنين مع كافة الأجهزة الإدارية ومؤسسات الدولة .. وفى أحد الأيام حضر رجلان وطلبا مقابلتى لعرض شكوى لهما .. قابلتهما واستمعت لشكواهما والتى تتعلق بطلب كشك من المحافظة ليأكلا منه عيش .. وشرحا معاناتهما مع موظفى المحافظة .. كتبت لهما الشكوى حيث إنهما لايجيدان القراة والكتابة وذ تمهيدا لعرضها على المسؤولين بالمحافظة .. بعد عدة أيام حضر للإذاعة ضابط مباحث بأحد الأقسام فى القاهرة ومعه صور للرجلين وسألنى عنهما وهل حضرا للإذاعة .. كما سألنى عن يوم حضورهما والوقت الذى حضرا فيه .. فقلت نعم كانا عندى يوم الربعاء ظهرا .. وإن كنت لاأذكر الساعة التى حضرا فيها الضبط .. وسألتهما عن السبب ... قال لى إن شقة سُرقت فى نفس اليوم ظهرا وبنفس أسلوبهما فى سرقة المنازل وانه قد تم الإفراج عنهما فى نفس اليوم .. فقلت ممكن نتأكد من رجال الأمن على بوابة الدخول لأنهما يسجلون إسماء الزوار وموعد الزيارة . وللأسف لم نجد إسميهما ولاموعد الزيارة ... وتعجبت !! فرجال الأمن هؤلاء لايسمحون بدخول أى إنسان المبنى إلا بعد عمل تصريح موثق وبعد الإتصال بالإعلامى طالب التصريح .. وكانوا يتلذذون بتعذيب الزائر فى الإنتظار إذا تأخر التصريح .. وكلما ارتفع شأن الضيف زادوا فى تكديره والتعالى عليه .. ورغم أنى لاأحب ان أكون سببا فى أذية أحد إلا أنى رايت أن مصير رجلين متوقف على كلمة منى .. لذا تقدمت بشكوى فى طاقم رجال الأمن المتواجدين فى هذه الفترة وطلبت من مدير امن الإذاعة أن يشدد عليهم ضرورة تسجيل البيانات للزائر ولايسمح بدخوله المبنى إلا بتصريح أو الإتصال بصاحب الشأن . . خصوصا أنى تعرضت لمخاطر هددت حياتى بسبب دخول أشخاص خطرين المبنى بدون تصريح وساحكى لكم عنها فى موضوع قادم بإذن الله ... ورغم صعوبة الموقف ومعاناتى النفسية .. حيث لايمكننى إتهام الرجلين بالسرقة فيعودا للسجن .. أوتبرئتهما و قد يكونا مذنبين فأظلم صاحب المسكن الذى تعرض للسرقة ... إلا أنى تعلمت أن أسجل موعد حضور الضيف بدقة خاصة إذا كان شخصية غير معروفة .. مع الإستعلام عنه من الأمن .