جاءته عندما رجعت من المركز الإسلامي في قرية متواضعة لتحفيظ القران الكريم .
وهو جالس في (البلكونة) شرفة أمام البيت طلبت منه هذه الصغيرة أن يحفظها سورة الإنسان
وعندما سمعها تتعتع في آيات الله وتلحن في ألفاظ القرأن
فأصبح يكرر عليها الآية عشرات المرات مع أحكام التجويد ومخارج الحروف حتى ترسخ في ذاكرتها .
سألته لماذا نتعلم القرآن
فأجابها حتى يولد النور في عقولنا وتضيئ بصائرنا وتكون أفكارنا في صفاء .
هو الغذاء لأرواحنا وحتى يكون في ألسنتنا محاسن الكلام و يشع من صدورنا نور وضياء ونتنفس الانوار ويولد في مسامعنا دعاء وصلاة
وفي قلوبنا نبض الحياة وفي حواسنا خضوع وخشوع لله خالق الأكوان .
فقالت له: الصغيرة زدني ما أجمل وأروع هذا الكلام
فقال لها: سمعت من الصالحين أن موسى كليم الله من بني إسرائيل وأنتِ وأنا حين نقرأ القرآن فإن الله يتكلم معنا في كل حرف وكلمة وآية نقرأها
وأننا أذا صلينا فإننا نتكلم مع الله في كل صلاة نؤديها
كما قال الصالحين
أذا أردت أن تكلم الله فصلي وإذا أردت أن يكلمك الله فاقرأ القرآن .
ثم قال لها أولا تعلمين أن حافظ القران في الناس نبيا إلا أنه لايوحى إليه
وأنه في قبره مكرما لايقربه الدود .
قالت له: كيف ذلك
قال لها : ألم تسمعي سيد المرسلين
قال من حفظ ثلث القرآن أوتي ثلث النبوة ومن حفظ نصف القرآن أوتي نصف النبوة ومن حفظ القرآن أوتي النبوة ألا أنه لايوحى إليه
قالت :كيف لايقربهم الدود في قبورهم؟
فقال لها:
ثلاثة لايقربهم الدود في قبورهم الانبياء والشهداء وحفظت القرآن
كما أن النظر في القران عبادة أولم تسمعي أنه النظر في ثلاث عبادة
النظر للكعبة المشرفة والنظر في القران الكريم والنظر في وجه الوالدين
قالت له :كم هذا جميل وماذا بعد
قال لها:
القرآن للعقل سليم والاعضاء لا تكن بفضله رميم والسمع فيه نغم والبصر فيه نعيم أن تعلقتي به تُتيمي
وأن تُعرضي عنه تيتمي ولا ترضي سواه حميم وللسائل فيه علوم
وخير ما احتكم إليه حكيم وللغاضب فيه حِلم وهاجره من النور إلى الظلام وخير ما ارتوى منه ظامي وللمريض السقيم فيه شفاء وبلسم والتأم وهو سعادة للروح ووئام ورضا و وبلاغة الفصيح وتاديب للنفس .