???? معلومه من تاريخ الشعوب ????
????وثيقة "الماجنا كارتا - Magna Carta ????
("الميثاق الأعظم" الذي به تحكم بريطانيا)
???? هل تعلم أن بريطانيا ليس لها دستور تقليدي مكتوب مثل باقى دول العالم ؟‼️
يوافق الخامس عشر من يونيو من كل عام ذكرى وضع الملك جون ملك إنكلترا ختمه على وثيقة أو الميثاق الاعظم ماجنا كارتا Magna Carta، التي تمثل أهمية كبيرة في تاريخ الحضارة الغربية.
ورغم أنها كانت تهدف بالأساس إلى الحيلولة دون نشوب حرب أهلية في البلاد، إلا انها أصبحت فيما بعد رمزا لمبادئ الحرية والديمقراطية.
فما قصة ماغنا كارتا، ولماذا يتم الاحتفاء بها إلى الآن؟
????ملك مستبد وبارونات متمردون????
تعني عبارة ماجنا كارتا "الميثاق العظيم" باللغة اللاتينية، وقد صاغها النبلاء البريطانيون في القرن الثالث عشر الميلادي بهدف تقليص صلاحيات الملك ونفوذه وقدرته على الانفراد بالحكم.
حكم الملك جون بريطانيا بين عامي 1199 و1216، ويذكر التاريخ أنه كان ملكا قاسيا يعشق السلطة والنفوذ. وقد ساعدت القصص التي كتبت في أعقاب انتهاء حكمه في تكوين هذه الصورة عنه. من بين من كتبوا عنه الأديب الإنجليزي الشهير ويليام شيكسبير الذي ألف مسرحية بعنوان The Life and Death of King John (حياة الملك جون ووفاته) في أواخر القرن السادس عشر، حيث صوره على أنه ملك دموي ضعيف الشخصية
عندما تولى جون العرش، كانت إنجلترا غارقة في الديون، ووجد الملك الجديد نفسه مضطرا لخوض حرب على عدة جبهات: مع فرنسا (التي تمكنت من استعادة الكثير من الأراضي الفرنسية التي كانت خاضعة لسيطرة إنجلترا)، مع البابا (بسبب خلاف حول مرشحه لتولي منصب كبير أساقفة كانتربري)، ومع النبلاء الإقطاعيين، أو "البارونات" في بلاده، الذين كانوا غاضبين لفرضه ضرائب باهظة عليهم.
بينما كان الملك جون يشن حربه الكارثية في فرنسا، اجتمع كبار البارونات الإنجليز سرا واتفقوا على إجباره على احترام حقوقهم وحقوق رعيته. وعندما عاد، قدّموا له سلسلة من المطالب.
حاول الملك حشد التأييد لكي يتفادى الرضوخ لتلك المطالب، لكن يبدو أن غالبية أتباعه انفضوا من حوله. ومع ضعف موقفه وانخفاض شعبيته،
لم يتمكن الملك جون من مقاومة البارونات والأساقفة الذين أيدوهم، وقبل في نهاية المطاف الاجتماع بهم، ووضع ختمه على وثيقة المطالب التي عرفت بالماغنا كارتا في 15 يونيو عام 1215.
???? بنود وثيقة الماجنا كارتا ????
يتألف "الميثاق العظيم" من 63 قسما، تناول معظمها حقوق الإقطاعيين وواجباتهم، ولكن بعض بنودها نص كذلك على حماية حقوق الكنيسة والتجار وسكان المدن والقرى.
كما أنها كفلت حقوق النساء والأطفال في الميراث، ونصت على أنه لا يجوز معاقبة الأشخاص على ارتكاب أي جرائم إلا إذا أدينوا بشكل قانوني.
وأعطت الوثيقة كذلك الحق للبارونات في إعلان الحرب على الملك إذا لم يلتزم ببنود الميثاق.
كانت ماغنا كارتا أول وثيقة مكتوبة تؤسس لحكم القانون وتحَجّم صلاحيات الملك ونفوذه وتسمح لملاك الأراضي الأثرياء بأن يكون لهم رأي في أي ضرائب جديدة يرغب الملك في فرضها. ولكن عند صياغتها، كان الهدف الرئيسي من ورائها هو أن تكون ببساطة اتفاقية مؤقتة لتحقيق السلام ومنع نشوب حرب أهلية.
لم يلتزم الملك جون ببنود الميثاق، مما أدى إلى نشوب حرب أهلية بين الملك من جهة، والبارونات الذين استعانوا بالجيش الفرنسي نظرا للعداء التاريخي بين إنجلترا وفرنسا من جهة أخرى.
استمرت الحرب، التي عُرفت بحرب البارونات الأولى لمدة عام، وانتهت بوفاة الملك جون وتولي ابنه البالغ من العمر 9 سنوات هنري الثالث عرش البلاد. تعهد الملك الجديد بالالتزام ببنود ماغنا كارتا وحظي بدعم البارونات.
أعيد إصدار الميثاق مرة أخرى في عام 1225، وبحلول ذلك الوقت، أصبح أكثر من مجرد إعلان للقانون العام. فقد تحول بحسب مؤرخين إلى رمز للكفاح ضد القمع والاستبداد. ومتى باتت الحرية في خطر، كان يتم الاستشهاد بالميثاق للدفاع عنها.
الأثر الذي تركه ماغنا كارتا على إنجلترا، ثم على مستعمراتها لاحقا، لم يأت من البنود المتعلقة بتنظيم العلاقات الإقطاعية، بل من البنود الأكثر عمومية التي فسرتها الأجيال اللاحقة بوصفها حماية لحرياتهم وحقوقهم.
على سبيل المثال، أشهر بنود الميثاق، والذي ينص على أنه "لا يجوز اعتقال أي شخص حر أو سجنه أو تجريده من ممتلكاته أو تجريمه أو نفيه أو معاقبته بدون وجه حق بأي شكل من الأشكال، [أو مهاجمته]، إلا بعد صدور حكم عادل من قبل أقرانه أو بموجب قانون البلاد".
هذا كان مصدر إلهام لإعلانات حقوقية لاحقة، مثل "التماس الحقوق" الذي قدمه البرلمان الإنجليزي إلى الملك تشارلز الأول في عام 1628 للمطالبة بعدم سجن أي شخص بدون سبب، وعدم إيواء الجنود في مساكن خاصة بدون إذن أصحابها وعدم تطبيق الأحكام العرفية في وقت السلم.
بل إن هذا البند أصبح فيما بعد بمثابة حجر الأساس لمفهوم "due process" (أو الإجراءات القانونية الواجبة والسليمة) في نظام القضاء الأنجلو-أمريكي.
في كثير من الأحيان، كان ملوك إنجلترا يحاولون تجاهل ماغنا كارتا. ولكن الوثيقة كانت الخطوة الأولى باتجاه تقليص صلاحياتهم وسلطاتهم.
وبينما تآكلت تلك الصلاحيات تدريجيا، تعاظم نفوذ النبلاء أولا ثم البرلمان لاحقا، حتى لم يعد للملك أو الملكة أي دور سياسي على الإطلاق وبذلك وحتي يومنا هذا فى بريطانيا الملك يملك ولا يحكم واعلي سلطة فى المملكة الان هو "برلمان الشعب ????