سألني أحدهم عن رأيي فيه بصراحة، فقلت ما يلي صدقاً وبما أراه بعقلي: "شخصيتك غريبة الأطوار، أحياناً أجدك هادئاً وناعماً كرقة النسيم، وأحياناً تتمرد على كل ما هو مألوف، حريص جداً في تصرفاتك حرصاً يجعل الآخرين ينفرون منك، تنطوي على نفسك حُبّاً فيها. مُتغير ومُتبدل في أغلب الأحيان ، ظاهرك شيء وباطنك مدفون لا يظهر بسهولة، روعتك في إحساسك بالجمال في كل شيء، لديك هاجس دائماً ما يلتف حولك ويقيدك، خوفك من المستقبل يؤرق بالك، وأخيراً لا تعرف ماذا تريد؟ وكأنك ريشة تأخذها الرياح كيفما شاءت ولا تقاوم، فقط تستسلم، وسرعان ما ترجع لعالمك الخاص، وإذا اتخذت لك عنواناً فعنوانك هو (قطرات في مهب الريح)، هذا هو رأيي في مَنْ يهمه الأمر.
ولكن استجدت صفتان جديدتان اكتشفتهما مِن خلال حواري معه، ومِن منشورٍ كتبه أثار حفيظتي واستفزني كثيراً، هاتان الصفتان سأعلن عنهما بنهاية سطوري بعد أن أنشر لكم ما كُتِبَ منه نصياً.
يقول مَن يهمه الأمر: (إن الجمال والوعى والذكاء والشغف الحقيقيّ أشياء لا يُحسد عليها صاحبها، ولا تجلب سوى التعاسة والمزيد من الوحدة والعُزلة)، هذا ما كُتب منه تحديداً فيما بين القوسين.
وتعليقاً على ما كتبه أقول: مَن مِنا لا يتمنى أن تتوافر فيه هذه الصفات، لأنها لو توافرت فحتماً سيتميز ويتفرد صاحبها، وسيُحسد -بالطبع- لِما تتمتع به شخصيته بتلك المزايا؛ فالجمال والوعى والذكاء والشغف الحقيقيّ هي صفات تؤتي ثمارها على من يتحلى بها، ونتيجتها الطاقة والإقدام وروح المغامرة والفاعلية في تعاملاتنا، والتفاؤل والعلاقات الطيبة، والنجاح والتقدم من حينٍ لآخر.
ما كتبته -يا مَن يهمك الأمر- لا يمت للواقع بصلة، هو فقط يعكس إلحاحاً داخلياً لتحقيق مبدأ (خالف تُعرف).
الاختلاف رحمة واجتهاد، وتجديد للفكر، وانطلاقة للعقل وقناعاته، ولكن سطورك ماهي باختلاف، ولكنها مُخالفة تُخَلِّف ورائها تغييباً لكل الثوابت المتعارف عليها، مع كامل تقديري واحترامي، وعدم قناعتى بما كتبت.
أما عن الصفتين الجديدتين حديثتي العهد بشخصيته، فهما أنه مفتون بذاته لحد التسلط، وكأن بصيرته لا ترى، وعقله لا يقبل ولا يسمع إلا صوت نفسه، غير آبه وغير مهتم، وجهله بواقعه مطبق، والصفة الثانية هي أنه انطفأ بريقه ولمعانه بنظري، ولم يعد يجذبني كما كان من قبل، لأنه لم يأخذ القرار بعد بأن يتغير.