مسرحية " أين الملك "
المكان : بيت الطيور ..شجرة كبيرة جدا فيها اعشاش لكثير من الطيور
الشخصيات : العصفور الصغير
أم العصفور الصغير
النسر
الحمامة
النعامة
الطاووس
الغراب
الهدهد
العصفور الصغير [ متسائلا ] : أمي .. أمي .. هذه الشجرة كبيرة جدا وفيها جيران كثيرون جدا
الأم [برفق ] : نعم ياولدي ,هذا صحيح , إنها بيت الطيور
العصفور الصغير [ بفضول ] : أمي .. قلتِ لي إن هذه الغابة فيها ملك هو الأسد .. أين الملك هنا في بيت الطيور؟؟
سألت الأم [بحنان] " ما رأيك أنت يا ولدي .. من تراه يكون الملك ؟؟
العصفور الصغير [ مفكرا ] : هل هو هذا الجار الذي يسكن أعلى أعلى الشجرة ذو الجناحين الكبيرين والرأس الأصلع ؟؟
سألت الأم : تقصد النسر ؟؟ ولماذا في رأيك يكون هو الملك ؟؟
العصفور الصغير [ متوقفا برهة] : لأنه[ يتردد قليلا] .. لأنه قوي قوي جدا
الأم [وابتسامتها تتسع ] : نعم هو قوي جدا ..لكن هل تعرف كيف يستخدم قوته ..إنه يطارد الأضعف منه
[ مشهد للنسر يطير ويحط على عش حمامة ملتهما أفراخها الضعاف .. والحمامة تصرخ بألم ]
العصفور الصغير [ متوقفا برهة] : [ مندهشا] : إذًا ليس هو الملك .. من ياترى يكون ؟؟هل هو جارنا الضخم الذي لا يطير ويجري بسرعة على الأرض ؟؟
الأم : تقصد النعامة ؟! ولماذا برأيك؟
العصفور الصغير [ رافعا كتفيه كشيء بديهي ] : لأنها كبيرة .. كبيرة جدا .. ضخمة
الأم [ضاحكة ] : ولكنها تضع رأسها في الرمال ..
[ النعامة تتحرك بسرعة ودون هدف خائفة من صوت سمعته ]
العصفور الصغير [ فاغرًا فاه ] : وليست هي أيضًا!! .. من يكون ؟؟ هل هو جارنا الجميل جدًا ذو الريش الرائع الذي يمشي متبخترا بألوانه الزاهية ؟؟
الأم : الطاووس ؟؟!! ولكنه لايفعل شيئا سوى هذا التبختر .. هل تعتقد أنه يستحق أن يكون الملك ؟؟
[ مشهد الطاووس ينشر ذيله بخيلاء ويدور مستعرضًا ريشه ]
العصفور الصغير [ متحيرا ] : لا أظن .. من يكون ؟ هل هو جارنا ذو اللون الأسود ؟؟
الأم : هل تعني الغراب ؟ ولماذا تظن أنه الملك ؟!
العصفور : لأن صوته مرتفع جدا .. كل من في بيت الطيور يسمعه .
الأم [باستنكار ] : وبماذا ينتفع الناس بالصوت العالي ليتحق صاحبه أن يكون الملك ؟؟!!
[ مشهد الغراب ينعق مصيبًا من حوله بالضيق بسبب ارتفاع صوته ]
العصفور : صحيح ..إذًا ليس هو !! هل هو ياامي ذلك الجار الجميل ذو التاج من الريش على رأسه ؟؟
قالت الأم : انت تعني الهدهد . لكن هل تعرف لماذا عنده التاج ؟؟
العصفور الصغير [ باهتمام ] : صحيح .. لماذا ياأمي هل تعرفين ؟؟
الأم : أعرف فقط ما قرأته في كتاب قديم أن الهدهد كان له أبوان يخدمهما بإخلاص فلما كبرا في السن وعجزا عن الطيران للبحث عن رزقهما خرج هو باحثًا عن الرزق وعاد ليطعمهما في الفم كما فعلا معه عندما كان صغيرًا , ولما ماتا أحب أن يكرمهما فحملهما فوق رأسه باحثا لهما عن مكان يضعهما فيه وظل يحملهما ويتنقل بهما فلما وضعهما نبت له هذا التاج الجميل من الريش جزاءً له لبر والديه
العصفور الصغير [ بتأثر ] : ما أشرف هذا التاج الذي كان مكافأةً لبر الوالدين .. أمي لو كان للطيور ملك لكان الهدهد المتوج ببر الوالدين