كان غيابكَ قاسٍ أتعلم مثلَ ماذا؟!
مثلَ الوقوف على قمّةِ جبلٍ والصّراخ بأعلى صوت، لكن لا أحد يسمعُك، كالمثولِ أمامَ جثمانِ أحدٍ تُحبُّه، مثلَ الوداعِ والحُضنِ الأخير، كخياطةِ جرحٍ بدونِ تخدير، كرؤيتكَ لاحتراقِ منزلكَ أمامَ عينيك لكنّك عاجز.
إنّ كلمة ( أفتقدُك ) لا تكفي أبداً؛ إنّك تنقُصُني بطريقةٍ بَشِعةٍ جداً، تُنهيني كما تفعلُ المخدّراتُ والقلقُ والسَّهَرُ بالجسد، كعمَلِ الدّخانِ بالرّئة، وبعد كلّ هذا تأتي بكلِّ حماقةٍ لتقولَ لي : أنا آسف، ماذا عسايَ أن أفعل؟! أأصفّقُ لذكاءِكَ أم أُبرحكَ ضرباً حتى الموت؟ ماذا تُفضّل؟
لا مرحباً ولا أهلاً ولا سهلاً بك، لا يهمّني حالك ولا أخبارك ولا أيّ شيءٍ يخُصّك، لكن أتعلم؟ واللّهِ تنقُصُني.