مرحباً ياصاحبَ القلبِ الرّماديّ، أأتيتَ هذه المرّة لتدّعي الحب أم كعادتك؟ تمنحُ عشقاً ثمّ ترحل، وأنا؟ ماذا عن قلبي؟
ماذا عن التي أحبّتك بفؤادِ طفلة ودموعِ يتيم؟ لا أظنّ أنّ أمثالكَ يتغيرون، زرعتُ الأملَ داخلي مراراً وتكراراً، وفي كلّ مرّةٍ أعودُ إلى ذات النّقطة، جسدٌ هزيل، ودموعٌ لا تتوقّف، وحضن بارد كالثلج، تأتي يوماً لتشعلَ ناري وتختفي بعدها أيام، ماذا تظنُّ نفسكَ فاعلاً؟ تلقنني درساً أم أنها خطة غبية لتعلّق فؤادي بكَ أكثر؟ في الحالتين أنا لا أحتاجكَ صدقني، فقد أمسيتُ فتاةً لا أعرفها، لا تشبهني، وبفضلك لا أرغب حتى في أن أكون تلك التي كنتُها، هكذا أفضل، استمتع في غيابك وسأستمتع بنسختي الجديدة، نسختي القوية الباردة المستغنية، تلك التي وضعت سلامها النفسي أول أولوياتها، وما عدتَ تعني لها شيئاً.
لكن عليّ إخباركَ بشيءٍ قبل رحيلي، اذهب ولا تعد، ارحل بعيداً عن عقلي وقلبي وعاطفتي، كن وفياً لغيابكَ هذه المرة على الأقل، وإن فكّرت يوماً بالعودة، إيّاكَ أن تصغي لعقلك، فإنّه يخدعكَ هذه المرة؛ أنا لم أبقَ أنا، رحلتُ مع رحيلكَ الأخير، ولن أعودَ كما تفعل أنت، لأنّي لا أودّ حتى أن أشبهكَ في هذا، ولا في غير هذا.