جئتَني نسمةً صيفيّةً باردةً هادئة، أخذتَ خصلاتَ شعري المُنسَدِلة، ولامستَ خدّي، شعرتُ وكأنّي أطيرُ وأعلو، أين أخذتَني أيّها اللطيف؟! ها أنا أشعر بيدكَ تُمسكُ يدي، يا لهُ من إحساسٍ غريب! أيُعقلُ أن أترُكَني معكَ وأنا التي لطالما عانيتُ من الخوف والقلق والضّياع؟! أتعلم؟ يبدو لي الأمرُ وكأنّهُ حلمٌ يستحقُّ المُجازفة، يستحقُّ أن أذهبَ معك وأسلّمكَ أحاسيسي وحواسي وأنا بكاملِ الرّضا، لعلّني أجدُ نفسي وما أبحثُ عنه بك، حدسي يُخبرني أنّك النّور في آخر النّفق، والعوضُ الجميلُ الذي طالَ انتظاره.
عِدني ألّا تتركني وحدي، وأن نمضيَ قدماً جنباً إلى جنب، عِدني أنّك ستكون الملجأ والملاذ الوحيد لي، وأن يكون مخاضُ أحلامنا واحد، فلستُ أهوى غيركَ قَدَراً، ولا أطيقُ بعدكَ حياة.