هل هي زيارتك الأولي ؟دليل الزيارة الأولي

آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة رشا شمس الدين
  5. رهف - ج2

ما أقسى الحياة حين نكره مَن نعشق، حين نُجادل مشاعرنا ونُدمي قلوبنا ونُشقي أنفسنا، نختار الفشل هربًـا ممن نحب، نقضي أيامنا في صحبة الألم والحسرة والوجع ونرتضي ذلك صاغرين...

رهــــــــــــــــــــــف

( الجزء الثانــي):

كانت أمي تؤمن بالمقولة التي ترى أن التوأم يعانون دومًا من نفس الأمراض، وأنهم يتفقون في المشاعر والأحاسيس والأهواء، تجمعهم طريقة التفكير نفسها حتى لو لم تتم تربيتهم في مكان واحد وفي ظروف واحدة، فالتوافق الفكري ووحدة المنشأ داخل الرحم تؤلف وتجمع شتاتهم، هكذا قرأت ماما في العديد من الكتب؛ فتوقعت أن تتطابق صفات توأمها رهـف وجومانة، وصدقت توقعاتها خاصة بعد تلك الواقعة التي مرت بنا حين كنا في السابعة من عمرنا والتي دفعت أمي لتؤمن بشدة أننا كيان واحد لا ينفصم، روح واحدة في جسديـــــن!

حينها سافر أبي إلى الأسكندرية في مهمة عمل مفاجئة، ولارتباطي الشديد به أصررت على مرافقته إلى هناك في حين بقيت رهـف مع أمي العزيزة، وفي مساء اليوم التالي لوصولي وأبي إلى نُزلنا الصغير في المعمورة تلقينا مكالمة من ماما وإذا بها تبكي بشدة وتسأل في لهفة عن أحوالي وصحتي وتريد إجابات بدقة متناهية، استفسر أبي عن الأمر، فإذا بها تخبره أن رهـف مصابة بحمى شديدة الوطأة وحراراها المرتفعة تقاوم كمادات الماء والأشربة الخافضة للحرارة التي تصبها ماما في فمها صبًّـا كل أربع ساعات، طمأنها أبي أنني بخير ولا أعاني شيئًا، فلا داعي للانزعاج والتوتر والقلق الذي قد يدفعها إلى مزيد من الاجراءات التي لا داعي لها، طلب منها الهدوء والانتباه جيدًا لتطورات حالة رهـف، وأنه سيعود إلى القاهرة بعد يومين على الأكثر، وفور انتهائه من مهمته العاجلة وستكون رهـف بخير حال حينئـــذ... وضع أبي الهاتف جانبًا واحتضنني بقوة، كنت أغوص في حضنه الواسع بأمان، أتجرع كأس حنانه الهادئ المتدفق دون إفراط، فإذا بي أسمعه ينادي على مريبتي، دادة زينب، التي أصرت أمي على إرسالها معنا لتعتني بي عناية فائقة وتحرص على 

إطعامي وتنظيم مواعيد نومي وشئوني كافة وأنا بعيدة عن عينيها، فلا طاقة للرجال على رعاية الأطفال وخدمتهم على النحو الصحيح مهما حرصوا على ذلك!

سمعت بابا يسألها الإسراع إلى الصيدلية لإحضار شراب خافض للحرارة وأكياس جيلاتينية مُعدة خصيصًا لهذا الغرض، لقد استشعر حرارتي المرتفعة فور ملامسته لي، نعـــــــــــم، لقد أُصبتُ أنا أيضًا بحمى شديدة وارتفعت درجة حرارتي بشكل مفاجــئ!

ثم كانت حادثة أخرى بعدها بثلاث سنوات حين سقطت رهـف في فناء المدرسة وشُـج جبينها، بينما أنا لم أذهب للمدرسة يومها متعللة بوعكة صحية، إلا أنني أُصبت بنوبة حادة من الصداع النصفي على غير العادة، هاجمتني النوبة بضراوة وكشر الصداع عن أنيابه بشراسة؛ فالتهم رأسي الصغير التهامًا حتى إنني تدحرتُ من فوق الدرج الذي يصل بين طابقي الدار، سقطتُ وكأن روحًا شريرة دفعتني بقوة وعنف لأسقط ويُشج رأسي أنا أيضًا، وها هي أمي تُسرع إلى طبيب التجميل ذاك المساء ليعالج القطعين بما يراه مناسبًا فلا يتركا أثرًا في جبهتينـــا..

قدم الطبيب لأمي تفسيرًا لما حدث معنا، أخبرها أن الدراسات الطبية والنفسية قد استقرت إلى أن التوأم قد يعاني من نفس الأمراض التي يعاني منها نصفه الآخر بشكل إرادي أو لاإرادي سواء الأمراض العضوية مثل نوبة الحمى تلك نظرًا لأننا نشترك في الجينات والاستعداد الوراثي أو حتى في الأمراض النفسية لا قدر الله، أما واقعة الإصابة فيالرأس التي تعرضت لها أنا ورهـف فالأمر ليس أكثر من توارد خواطر ووحدة مشاعر تربط بين التوأم في الغالب، فلا داعي للقلق، فالجميلتان بخير والقطع لن يترك أثـرًا في أي منا إن شاء الله..

نعـــم، كان هناك تشابه يجمعني بنصفي الآخر، ليس التشابه في الشكل هو ما أعنيه بل التماثل في الأفكار، الصفات، المشاعـــر أيضًـا.. ففي طفولتنا كنا نستمتع بحالة التربط الروحي التي تجمعنا، فحين كانت أمي تعاقب إحدانا على أمر كانت الأخرى تتذمر تعاطفًا مع شقيقتها، ففي إحدى المرات عُوقِبت رهـف على درجة واحدة خسرتها في امتحان اللغو الانجليزية وهي التي لم تعتد على ذلك، وجدتني أمي أبكي بحرارة وأرتعد، سألتني: لما البكاء هذه المرة يا جومانة وأنتِ معتادة على أن تخسري قدرًا من الدرجات بسلاسة ولا تغضبين؟، هل استيقظ ضميرك وقررت الحصول على مجموع أكبر هذا العام؟!

فوجئت ماما أنني أبكي لأنها عاقبت رهـف، طالبتُها أن أشاركها العقاب، وأن أُحرم أنا أيضا من الخروج والتنزه لعشرة أيام كاملة!

علقت أمي مندهشة: عجيب أمرك يا جومانة، مادمتِ نسخة مكررة من رهـف فلم لا تقلدينها في تفوقها الدراسي واهتمامها الرياضي وحرصها على تعلم الموسيقى؟، لما لا تشغلين نفسك ووقتك بما يفيـد بدلًا من هذا الانخراط الكامل في عالم الانترنت، والفيس بوك والمسلسلات الكوريـــة اللعينـــــة، لمـا يا صغيرتي، لمـــــا؟!

نعـم، كانت الدراسة هي أول مفترق بيني وبين شقيقتي، نعم، ثم نعم، وألف نعم، أحب رهــــف جدا وكان وجودها في حياتي يمنحني ثقة في نفسي وثقلًا لكياني، إلا أنه وبمرور السنوات بـدا الأمر مختلفًا، بدأت كل منا في الانصراف بحياتها نحو طريقٍ مختلف، أردت الاحتفاظ برهـف في حياتي دون أن تُنزع مني نفسي وتختفي رويدًا رويدًا لتنتهي الحال بي كظـلٍ لشقيقتي، مجرد ظـل يلازمها، ولا يفارقها أبـدًا...

أحببتُ رهـف ولكني لم أحب انسياقي خلفها وانغماسي في كل ما تحب هي، الدراسة، الرياضة، البيانو، أردتُ أن أكون قادرة على صُنع عالمي حتى وإن كان باهتًـا لا زينة فيه، ليس براقًا مبهجًا كالعالم الذي صنعته رهـف بارادتها، كانت قادرة على تحريك القلوب الساكنة، وانتزاع نظرات الإعجاب ممن حولها، ليس إعجابًا بالمظهر فقط، فالمظهر أشاركها أنا فيه، لكنه إعجاب يتصل بذات جوهرها القادر على الوصول إلى غايتها وامتلاك كل ما تريـد وقتما تريـد!

وحدها كانت قادرة على إقناع أمي بأي شئ وكل شئ مهما كان إعتراضها أو رفضها جليًـا واضحًا من البداية، كرهت أن استغلها أو ادفعها نحو إرادة أمي لتخطف لي كارت موافقتها أو تشجيعها لي على أمـر أردتــه؛ رغبت في ممارسة الكاراتيه أو الملاكمة، رفضت ماما بشدة وكان بأمكاني توسيط رهف لتنهي الأمر لصالحي لكن نفسك أبت امتهان اخوتنا فاخترتُ الابتعاد والانزواء هناك في أحد الأركان التي تحمل كل ما هو مُهمش أو غير ضروري، هناك بجوار كل ما يُمكن الاستغناء عنه، وكلما واجهتني أزمة أو مشكلة أو كلما تعين علي مواجهة رهـف أتركها وأنصرف حتى لا اصطدم بها، أنسحب قبل أن أرى في عينيها ألمًـا أو لومًـا أو ظلالًا لأفكار سلبية عني أو عن علاقتنا معًـــا..

الجزء الثالث قريبا

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333568
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189377
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181089
4الكاتبمدونة زينب حمدي169691
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130908
6الكاتبمدونة مني امين116753
7الكاتبمدونة سمير حماد 107587
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97777
9الكاتبمدونة مني العقدة94900
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91449

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

313 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع