عندما احتل نابليون إسبانيا في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي بحث عن مخابئ محاكم التفتيش التي قرأ عنها باعتبارها الصفحة الأبشع في التاريخ للتعذيب البشري، التي بدأها الإسبان الكاثوليك ضد المسلمين في الأندلس بعد سقوط دولة الإسلام فيها أواخر القرن الخامس عشر وأوائل القرن السادس عشر.
في البداية أنكر الإسبان وجودها، وقالوا إنها روايات عوام، ومبالغات السوقة، ليس لها أي وجود، لكنهم عجزوا عن الإجابة عن السؤال الأهم، أين ذهب مسلمو الأندلس الذين اختلفوا ولم يعثر عليهم أبدا؟ هل يعقل أن يختفي شعب وعقيدته هكذا بلا سبب؟
لم يقتنع نابليون وقادته بنفي الإسبان، خاصة وأن أخبار محاكم التفتيش مستفيضة ومتوارثة، وهي التفسير الوحيد الذي يبرر اختفاء مسلمي الأندلس، كما أن المؤرخين من الكاثوليك ومن المسلمين قد تحدثوا عنها، ونقلوا أخبارها.
لذلك أمر نابليون رجاله بالبحث عنها، والتنقيب في كل مكان، لكنهم لم يعثروا لها على أثر، ولكن أحد قادة نابليون طلب منه محاولة أخيرة، وهي البحث في أحد القصور سيئة السمعة، والتي توارثت الأجيال الأخبار عن أدوات التعذيب المخيفة الموجودة بها، والجن والمردة الذين يسكنون فيه. وعلى الرغم من أنهم بحثوا في هذا القصر من قبل إلا أن فكرة لمعت في رأس قائد نابليون، ماذا لو كانت سراديب وأنفاق عملاقة تحت القصر مغلقة بالحديد والنار؟
الحل الوحيد للتأكد وحسم الأمر من وجهة نظرة هو أن يملأ القصر بالماء عن آخرة، وسيجد الماء طريقه إلى السراديب إن كانت موجودة.
نفذ القائد فكرته وبعد قرابة ساعتين بدأ الماء بالتسرب نحو القاع، وهنا جنوده بالحفر وإزالة أرضية القصر تماما لتكشف عن واحد من أبشع المشاهد التي رآها يوماً بشر.
يذكر المؤرخون الفرنسيون أن جنود نابليون رجال الحرب والدم قد أصابهم الإغماء والدوار من بشاعة ما رأوا، لمجرد تخيلهم أن هذه الأدوات كان يعذب بها بشر.
واليوم وبكل فخر، تعرض الحكومة الإسبانية أدوات التعذيب هذه في المتاحف باعتبارها رمز لقهر المسلمين، وإسقاط دولتهم في الأندلس.