أرى أن الحداد يجب ألا يڪون على الشهداء ، فهم أحياء عند ربهم يرزقون ، بل الحداد الحقيقي على موتِ ضمير تلك الأمة ، موت النخوة ، موت الإنسانية ، موت تدريجيّ بطيء ، لم نلحظه ، ظل يستشري فينا ، حتى استفقنـا على صرخـةٍ صَـمَّ آذاننـا دَوِيُّـها ..
فبڪينا !!! فقط بڪينا !!!
و هل لأمـةٍ أن تنجو بالعويل ؟!
هل تنجو أمةٌ بالتنديد والشجـب والاستنڪار ؟!
هل لأمّـةٍ مثل أُمَّتنـا لها من الفضل ما ڪَرَّمنا به الله أن نصبحَ غُثـاءً ڪغثـاءِ السيـل !!
فتسقط الأمـة وتتهـاوى ڪرامتها في هُـوَّةٍ سحيقةٍ لا قرار لها ، نستجلب العار بالخنوع والخضوع والبڪاء والعويل !!
أمة تم شَـل حرڪتها و وأد نخوتـها عمـدًا مع سبـقِ الإصرارِ والترصـد !!
و هل لنا إلا أن نبڪي !! رجالاً و نساء !!
نبڪي قلة الحيلة .. نبڪي ويلاتٍ نتجرعها مع ڪل نقطة دم .. نبڪي ضعفـًا أڪل عزيمتنا ، ونخرَ في عظام أمـة النبي محمد خير المرسلين ﷺ ..
ـ « حب الدنيا وڪراهية الموت » سبب الوهن الذي نخر عظامنا ، بنـص حديث رسولنا الڪريم ﷺ ..
نعم هـو ذاك ، حب الدنيا والحرص عليها ، الخـوف من زوال النعـم ، الخوف من الغـد ، الخوف من الموت ، بل و«ڪراهية الموت» نخشى أن نترك الدنيا ، ونخشى أن نقابل الله عز وجل بآثامٍ هي ڪالجبال ، قيدتنـا الذنوب ، وربطت أقدامنا في الأرض !!
ما الحل ؟! و هـل إلى قوةٍ من سبيل ؟!
ڪيف لنا أن نڪسر قيودنا ونطير إلى حيث العِـزَّة والنصر ؟!
ڪُـفَّ عن البڪاء و ارفع رأسك ، ابدأ بنفسك ، تخلص من قيودك ، فڪر في آخرتك واعمل لها ، واجعل الآخرة نصب عينيك دومـًا ، تخفف من ملذات الدنيا التي قيدتك ، صلِّ ثم صلِّ ، و ڪن مستعدا للموت في أي لحظة .. ضَـع الموت تحت وسادتك ، في درج مڪتبك ، في جيبك ، في أقرب مڪانٍ منك ، فهو آتٍ آتِ لا محالة ..
لعـل إن صلـح حالنا تهيأنا ، وتذللت لنا الصعاب ، وتمهد لنا طريق النصر ..