آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. صاحب حظ

هذا الكتاب بالذات كان الأكثر جاذبية وهو أصر على أن يحصل عليه، قد يرجع هذا لمنظره الغريب الاستثنائي إذ اعتلت الأوراق المتبقية منه الصفرة وبدا أن أوراق كثيرة قد فُقدت ، قد تكون قُطعت من قبل أحدهم أو وقعت ببساطة كأوراق الشجر الذابلة . على الغلاف كان العنوان "صاحب حظ" . فتح الكتاب في سرعة وتحمس على الصفحة الأولى.

"الحظ يهبط عندما تُحصد الأرواح وصاحب الحظ هو من بيده سيحصدها. يطفىء شعلة أرواح الرجال والنساء وفي النهاية يلم الحظ الحسن كله بيده وبيده يلمس كل ما حوله ليضفي الحسن عليه.. يصير هو وهو فقط دونًا عن الإنس والجن "صاحب الحظ" ، حياة ملؤها اللؤلؤ والياقوت ، القوت كله له، القوة كلها كله،السلطة واليد العليا".......

 

انتابته قشعريرة بعدما قرأ تلك السطور الأولى. ظن بداية أن الكاتب مجرد رجل مهووس غير سوي وتلك كانت مذكرات ضمت أفكاره المريضة السوادء ورغباته الجامحة لكن كيف وصلت المذكرات إلى رصيف سور الأزبكية ولم يبدو المتربع المراهق الذي فرش أمامه بضع كتب وصحف ضمت هذا الكتاب بهذا الخبث؟ لم يلتفت بدأ الأمر إلى هذا الصبي ، بدا عاديًا بسيطًا غير متعلمًا، لكن الآن وبعدما قرأ السطور نظر بتعمق اليه فبدا مختلفًا...مريبًا. وبرغم قناعته بكل ذلك لم يقدر على مقاومة رغبته الشديدة في قراءة المزيد. 

 

"أصحاب الضمائر يجدون صعوبة في الإقبال على هذا الفعل الآثم فوفقًا لهم شعلة الحياة هي الأثمن على الإطلاق لكن يتسنى لهم أيضًا أن يلموا الحظ الحسن كله بيدهم إذا قطفوا حيوات من ينغص حيوات الأحياء."

 

كان هذا أكثر الكتب مرضًا وسحرًا! لم يعد يقاوم ، فتش جيبه في سرعة وأخرج محفظته وأعطى الصبي مبلغًا، الغريب في الأمر أن الصبي لم يطلب مبلغًا معينًا، لم ينطق حتى وصاحبنا لم يسأله ولم يتردد في اعطائه مبلغًا بالتأكيد يفوق قيمته الواضحة (وليست القيمة الحقيقية) من حيث رداءة الأوراق وقدمها وواقع أن كثير من الصفحات كانت مفقودة!

 

مشي بضع خطوات ثم واتاه خاطر، أن يلتفت ويلقي نظرة على الصبي للمرة الأخيرة ولكنه ودون أن يلتفت شعر بأن المكان خال وكأن الصبي لم يعد يجلس هناك، كأنه اختفى أو بمعنى أصح لم يكن هناك في المقام الأول ولم تواتيه الشجاعة ليلتفت بالفعل، أرعبه ما فد يراه أو لا يراه.

 

التفت كل ثانية إلى الكتاب المهترىء المُلقى على المقعد بجانبه ولم يهتم بالطريق، يديه على المقود وعيناه وتركيزه على الكتاب حتى ضل طريقه، سرح وانطلق في تلك الحارات الموحشة، لا يعلم أين بالضبط وصل . وبينما هو غارقًا، واقعًا ضحية لشبكة أفكاره المُعقدة السميكة أخرجته صرخة إلى سطح الواقع. أوقف السيارة في ذعر، التفت إلى مصدر الصوت فوجد رجلًا يقترب من امرأة بيده سكين وكان على وشك أن يقتلها!

 

نزل في سرعة وعفوية وجرى نحو المرأة يحاول انقاذها ، وجه ضربه إلى وجه المعتدِ لكن هذا لم يمنع الأخير من التراجع فقد رد الضربه بضربة أقوى بقبضته ثم وجه السكين اليه ليتخلص منه ثم منها . وكان الرعب ما حركه، خوفه على حياته، طاقة وقوة غير معتادة لم يعهدها في نفسه هي ما أوقعت السكين من يده. دفع صاحبنا المعتد فأوقعه ثم جرى نحو السكين، أمسكه وانحنى على ركبتيه وطعنه في قلبه!

شعر بألم في صدره كما لو أنه هو من طُعن، النزيف بداخله، والجرح به، الروح تفارقه هو وجسده فارغ. هذا الرجل يستحق، يستحق ما أصابه، القتل قدم من أجله بسبب نيته ونفسه السوداء . كان صاحبنا على يقين بذلك وبرغم ذلك....

شعور بالثقل لم يعهده من قبل....تنفس بصعوبة وحملق في الفضاء، عيناه لا تطرف...لقد قتل لتوه إنسانًا، أزهق روحًا، حياة قطفها من غابة الدنيا. وفي النهاية لا يهم إن كان المقتول مجرم أو قاتل أو مدمر أو عضو سيء بالمجتمع، هذا لا يخفف من فعلة صاحبنا...لقد قتل نفس، بيضاء أو سوداء كلها نفوس. 

 

اقتربت المرأة منه ، ضحكات تختلط ببكاء ونحيب، همهمت بكلمات شكر وحكت له أن المقتول كان على وشك اغتصابها وبالتأكيد قتلها بعد ذلك وهو لم يرد بكلمة، لم يشأ حتى النظر إلى وجهها. في النهاية أشار لها برأسه أن تغادر وهو ركب سيارته وجلس دون حراك في مقعده لدقائق. 

هذه الليلة ترفض أن تغادر، سوادها لا يترك الكون، توقفت الساعة عن الدق، توقف الوقت عن الحركة ، كانت الليلة الأطول والأسوأ في حياته. هناك حركة، ييقن أن هناك حركة بالشقة، همسات، وجود، وجود غيره، لكنه وجود لا يراه ولا يلمسه ولا يستطيع تفسيره. وأخيرًا طل الصباح ليخرجه من بؤرة الرعب واليأس. اخترقت أشعة الشمس النوافذ والجدران وجفون صاحبنا فشعر بحرقة وألم حيث لم ينم ولو دقيقة طوال الليل. استلقى في فراشه يائسًا يحاول الحصول على فرصة أخرى للنوم لتقتحم رنات هاتفه أذنيه وتتلف ما تبقى من أعصابه. 

-"بترول"! الأرض البايرة اللي ما ليها نفع طلع فيها "بترول"!

كان هذا والده ولكن هذا كلام غير منطقي ولا عاقل فكيف يكون والده.

-أرض ايه؟؟

-أرضنا ف مرسى مطروح.

-احنا عندنا أرض ف مرسى مطروح؟

-احنا هنعقد نتكلم في ذاكرتك الهباب ولا في اللي بيحصل؟

اعقد الخبر لسانه، هذا يعني أنهم أصبحوا ..أغنياء..أغنياء جدًا..أطلق ضحكة من حماسته لكنه سرعان ما ابتلعها حينما تذكر...ليلة البارحة كان هناك رجل، أمسك سكين وكان على وشك أن يطعن به امرأة وهو قتل ذلك الرجل وقبلها..قبل ذلك كان هناك صبي، جلس متربعًا بسور الأزبكية وفرش أمامه أوراق وكتب، منها ذلك الكتاب 

"الحظ يهبط عندما تُحصد الأرواح وصاحب الحظ هو من بيده سيحصدها. يطفىء شعلة أرواح الرجال والنساء وفي النهاية يلم الحظ الحسن كله بيده وبيده يلمس كل ما حوله ليضفي الحسن عليه.. يصير هو وهو فقط دونًا عن الإنس والجن "صاحب الحظ" ، حياة ملؤها اللؤلؤ والياقوت ، القوت كله له، القوة كلها كله،السلطة واليد العليا".......

أيعقل، أيكون لما فعله وما سطره الكتاب علاقة بالبترول، بالخير الذي حل فجأة؟...كفى سخافة..حرك رأسه في عصبية وكأنه ينثر تلك الأفكار السخيفة من عقله..وهل حدث ما حدث بالأساس؟ كل ما صار الليلة الفائتة هل حدث بالفعل أم كان حلمًا عجيبًا حقيقيًا مثل تلك الأحلام التي تكون حية للغاية، تشعر مثلما تشعر في الواقع، تشم الروائح، وتنظر بعينيك وتلمس وتغرق وينقطع نفسك ثم تكتشف أنك كنت بالعالم البديل، كان مجرد حلم....

قام منتفضًا إلى حيث ظن أنه وضع الكتاب، خرج إلى غرفة المعيشة، توجه إلى الكرسي القريب من التلفاز، نظر اليه فلم يجد الكتاب! ابتلع ريقه وأغمض عينيه في راحة، أدار ظهره متوجهًا إلى غرفة نومه كي يكمل نومه الذي لم ينعم به بالأساس..ثم وقف..عاد أدراجه وكأنما قد تذكر شيئًا، كان قميصه مرميًا على الكرسي، انتشله فإذا بالكتاب يقبع تحته....

فاتت أيام منذ تلك الأحداث العاصفة السريعة وبدأ ينتابه شعور لم يختبره قبلًا، انتابه الملل! هو بالطبع شعر بالملل في أوقات سابقة لكن المصدر كان مختلفًا، هذا الملل السابق كان ليزول بأنشطة معينة، بأفعال متغيرة، كسر الملل كان ممكنًا وفي متناول اليد أم هذا النوع من الملل، كان مختلفًا وجديدًا وكأنه يشتاق إلى الإقدام على فعل مميزًا، دنيته كلها لا تكفيه لكسر الملل هو بحاجة إلى شيء خارج عن دنيته المحددة المعهودة. ثم تذكر...

 

أمسك بالكتاب وقلب الأوراق لكنه كلما فتح صفحة وجد بها ذات السطور مرارًا وتكرارًا حتى نهاية الكتاب، لم يكن هذا أغرب شيء بل واقع أن السطور كتبت كلها بخط اليد! ما الصبر هذا الذي دفع كاتبه إلى تكرار ذات الكلام دون ملل، ما مصدره وما غايته؟ وما زاد الأمر غرابة أنه أخذ يقرأ كل صفحة ثم يقلبها ويقرأ ما بالصفحة التي تلتها، يقرأ بنفسه ذات السطور دون كلل حتى انتهى من الكتاب!

وبعد أن أغلقه...صحى صوت في رأسه، صوت ينطق السطور وعندما ينتهي يبدأ من جديد وكأنما لم تكتمل القراءة بعد ولن تنتهي بمجرد إغلاق الصفحات. ثم وقعت عيناه على الصحيفة الملقاة على الكرسي...وكأنها كانت بانتظاره، فتحت الصحيفة على الخبر "إطلاق سراح عزت كُريّم لعدم كفاية الأدلة"، الكل يعلم أن عزت كُريّم قد فعلها، ابيه يعلم وامه تعلم واصدقائه يعلمون وأقاربه يعلمون وحارس عمارته يعلم وحارس عمارة صاحبنا يعلم والمارة يعلمون وأصحاب الأكشاك وعامة الشعب وأنا وانت، لكن لم يكن هناك شاهد، لم يشاهده أحد في تلك اللحظة بالذات، شاهد الكثير المشاجرة التي سبقت تلك اللحظات، شاهدوه وهو يضرب وينال الضربات من الشاب الأرعن الآخر لكن لم يشهده أحد وهو يخرج من الملهى الليلي ويطعنه في ساحة الجراج بقطعة الزجاج التي التقطها من ضمن الزجاج المكسور نتيجة للمشاجرة برغم واقع ان القطعة قد جرحت كفه وهو يطعنه فقد أفاد بأنه قد جُرح أثناء المشاجرة ذاتها ولم يكن هناك ما يكفي لإدانته. 

يقضي عزت كُريّم أغلب إجازاته هناك وحتى بضع ليال في الأسبوع بجانب إجازة نهاية الأسبوع بعكس والده رجل الأعمال المعروف الذي يحتكر هو وبضع أشخاص تجارة الحديد بمصر الذي لا يعرف له أحد مكان معين لتقضية الإجازات والترفيه...لو كان الشبل من ذاك الأسد....

 

دون تردد توجه صاحبنا إلى الملهى الليلي ليلة الخميس، دفع مبلغًا غير هين ليدخل لكن المردود كان ليعوضه ويرضيه لولا أنه قد جلس الليلة بطولها وحتى الفجر وظهور نفحات النور الأولى دون ظهور لعزت,

عاد صاحبنا منكس الرأس، يشعر بخيبة كبيرة لكنه لم يبحث عن غيره، إصرار وعزيمة غريبة على " عزت كُريّم" بالذات، هو دونًا عن غيره. قضي اليوم الذي تلاه بالبيت حتى أطبقت أنياب الليل، انطلق مرة أخرى إلى الملهى. جلس وحيدًا شريدًا على طاولة الحانة، ينظر كل دقيقة إلى باب الدخول. فاتت ساعة واثنتان وثلاثة حتى لمح مجموعة كبيرة ضمت "عزت"، شعر بارتياح أخيرًا ولكن سرعان ما انسحب حيث ادرك أن "عزت" لن يفارق شلته، كيف له أن يصطاده بمفرده وقد كان... ظل لصيقًا بهم، لا يفارقهم ولو للحظة، سيعود خالي الوفاض كما الليلة الفائتة، حتى لاحظ انسحاب عزت وتوجهه إلى دورة المياه . تحرك في سرعة ولحقه وأخيرًا ابتسم الحظ له، كان عزت وحيدًا بدورة المياه. ما إن دخل المقصورة وقبل أن يغلق الباب دخل وراءه، أغلق الباب في سرعة قصوى ثم أخرج ما بجيبه. 

فكر صاحبنا كثيرًا كيف وما هي الوسيلة؟ كيف يقتله؟ بسكين مطبخ ثم..ماذا يفعل به؟ أينظفه جيدًا؟ هل سينجح في إزالة كل أثر للدم؟ وإذا كانت لديه شكوك أيرميه؟ وماذا إن وجده أحدهم؟ حسنًا وماذا عن نافورة الدماء التي ستنتشر وتلاحظ على الفور وماذا عن الوقت الذي ستزهق خلاله الروح؟ وكيف يتأكد حقًا أنه قد مات؟ ماذا لو ظل حيًا ثم وصف شكله وقاد الشرطة له؟ لا، لا يمكن أن يترك وراءه أثر أو يجازف. واتته فكرة لا يعلم من أين أتت لكنها صاحبت الكلمات التي لم تتوقف برأسه " أصحاب الضمائر يجدون صعوبة في الإقبال على هذا الفعل الآثم...خيط أسنان طبي.... فوفقًا لهم شعلة الحياة هي الأثمن على الإطلاق...لفه بكل قوتك حول رقبته.... لكن يتسنى لهم أيضًا أن يلموا الحظ الحسن كله بيدهم....لن يستغرق الأمر كثيرًا.... إذا قطفوا حيوات من ينغص حيوات الأحياء....حريتك وحظك الحسن يتوقف على ذلك" 

ثوان، ثوان معدودة، أخرج بها الخيط ولفه حول العنق، ارتعشت يداه كما لو تعرضت لكهرباء ذات جهد عال لكنه لم يفلت، حياته تتوقف على ذلك، حريته تتوقف على ذلك، حظه يتوقف على ذلك ثم شعر بها....أجزم أنه شعر بالروح تتسلل من جسد عزت....

 

خرج مسرعًا، يتصبب عرقًا، محاولًا لم شتات نفسه. ركب إلى سيارته وانطلق. زالت الرعشة والخوف بعد دقائق وحلت مكانها نسمات عليلة. احساس عظيم، شغف ممزوج بإحساس آخر لا يمكن وصفه أو وضعه في كلمات، إحساس..إحساس بالعظمة، بالعلو، بالقدرة، بالتحكم..السلطة واليد العليا! .. يصير هو وهو فقط دونًا عن الإنس والجن "صاحب الحظ" ، حياة ملؤها اللؤلؤ والياقوت ، القوت كله له، القوة كلها كله،السلطة واليد العليا". كل مدى يصبح الصوت وأقوى حتى كاد يجزم أنه أصبح مجسمًا ليس فقط مصدره عقله لكن خرج عنه وأصبح في كل مكان. يا له من شعور! متعة لا تضاهيها أي متعة.

وصل بيته أخيرًا. نوى أن ينطلق عبر الطرقة وإلى غرفته لولا أن أوقفه شيء، رأى انعكاسه في المرآة برغم ضوء الفجر الطفيف وغلبة الظلام، لكنه رآه، كان مختلفًا، ملامحه مختلفه، أحاط عينيه السواد، ليس سواد الإرهاق المعتاد لكنه سواد آخر. ثم شعر بوجود آخر....نظر بجانب عينيه إلى المعيشة فوجد ظل شخص جلس متربعًا، هو..ذات الفتى، الذي باعه الكتاب وعيناه حمراء تضيء الظلام ثم سمع ضحكات لكن لم يكن فقط مصدرها الفتى بل أتت من كل مكان! الحوائط والأركان ثم سكتت الضحكات وبدأ ذات الصوت يسرد :" الحظ يهبط عندما تُحصد الأرواح وصاحب الحظ هو من بيده سيحصدها. يطفىء شعلة أرواح الرجال والنساء وفي النهاية يلم الحظ الحسن كله بيده وبيده يلمس كل ما حوله ليضفي الحسن عليه.. يصير هو وهو فقط دونًا عن الإنس والجن "صاحب الحظ" ، حياة ملؤها اللؤلؤ والياقوت ، القوت كله له، القوة كلها كله،السلطة واليد العليا". جرى في هلع إلى غرفة نومه، أغلق بابه بالمفتاح ورمى نفسه على الفراش وغطى رأسه بالشراشف. ظل على تلك الحال حتى غرق في النوم من هول الفزع. 

هذا المحمول اللعين لا يتوقف عن الرنين، ماذا...مااااااذا. مد يده إلى جيبه بصعوبة وأخرجه، رد عليه:

-ايه

-ايه يا "آصف"..مش بترد ليه كل ده؟

يا ليت العالم ينسى "آصف"، "آصف" يريد بعض النوم، بعد الليلة العصيبة التي مر بها وبالذات يريد لأخيه المزعج أن ينساه.

-فاكر بيتنا في "قنا" يا "آصف"؟

-اه فاكره ماله، اتهد؟

-اتهد ايه يا أخي، لأ ده هيبني قصور.

اعتدل في جلسته وبدأ ينصت.

-ولاد الراجل اللي موصيه يشوف مؤجر دخلوا البيت يلعبوا ماهي وكالة من غير بواب، وواضح انها عادة، مش أول مرو، المهم عيل منهم خبط ف حاجة، خبط ف تمثال!

-تمثال؟....

-ايوه بالظبط اللي جه ف بالك

-العيل حفر مكان التمثال لقى جنبه تمثال وجمبهم تمثال..الراجل ابوهم اترعب، كلمني ، هددتوا لو اتكلم هبلغ عنه واقول ان بيته هو اللي تحته آثار عشان يهدوه ويقعد مشرد هو وعياله، انا وانت بس اللي نعرف واللي هنتصرف في التماثيل يا آصف، فلوس، فلوس كتير يا آصف!

ضحك عاليًا، ضحك دون توقف، الحظ، الحظ الوفير لكن لن يتوقف الأمر عند هذا، هناك المزيد. 

*****************

 

فتح باب الشقة استعدادا للنزول، توجه للمصعد لكن أوقفه ضجيج عند الجيران. سمع صوت غرض ثقيل يقع، وسيدة تصرخ في هلع. كان هذا بيت جيرانه في الطابق الأعلى منه مباشرة، بالتأكيد كان الشاب المدمن، الذي علم بأمره كل المبنى وأمه تصرخ مرتعدة منه ولخيبة أملها فيه. في البداية لم يهتز، ثم....قرر تغيير خططه، لن يذهب للقاء أصحابه بل سيجلب المزيد من الحظ.

انتظر الشاب أسفل العمارة ، علم بالتأكيد أنه كان يتشاجر ليحصل على نقود كي يشتري مخدراته. وما ان رآه حتى عرض عليه توصيله بنبرة ناعمة إلى أي مكان أراده.

وجهه الشاب إلى منطقة الجيارة بمصر القديمة وقبل أن يصلا إلى وجهتهما أوقف "آصف" السيارة وادعا أن عطلًا قد أصابها. ثم أخرج علبة الخيط من جيبه استعدادًا لقتله. جذبه "آصف" فقاوم الأخير ونجح في الوصول إلى الباب، فتحه ووقع من السيارة على ركبتيه فلحقه "آصف" في سرعة، وجه له ضربات عدة ثم لف الخيط حول رقبته حتى خارت قواه واستسلم. ما ان وقع الشاب وقد فارق الحياة حتى شعر "آصف" بوخز في ظهره التف فوجد رجل يمسك بيده كتاب، بدا مألوفًا، كان الكتاب مفتوحًا على الكف الأيسر للرجل أما يده اليمنى فكانت ملطخة بدماء "آصف" بعدما طعنه الرجل في ظهره بسكين حيث نفذ ما ورد بالكتاب بعد أن اشتراه منذ قليل من سور الأزبكية " أصحاب الضمائر يجدون صعوبة في الإقبال على هذا الفعل الآثم فوفقًا لهم شعلة الحياة هي الأثمن على الإطلاق لكن يتسنى لهم أيضًا أن يلموا الحظ الحسن كله بيدهم إذا قطفوا حيوات من ينغص حيوات الأحياء" . والذي أمامه قتل ذلك الشاب.. هو آثم ووجب أن يقتل ليحظى الرجل بالحظ الحسن. 

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333784
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189622
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181305
4الكاتبمدونة زينب حمدي169717
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130943
6الكاتبمدونة مني امين116766
7الكاتبمدونة سمير حماد 107712
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97828
9الكاتبمدونة مني العقدة94944
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91586

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

1548 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع