هل الفراعنة وحدهم من شيدوا بناءًا أذهل العالم وحير العلماء والمهندسين؟ ما رأيكم في بناء معاصر للأهرامات أو بعدها بوقت، ربما سنة، إثنتين ، قرن ، إثنين، ماذا عن بناء شيد في التاريخ الحديث، بالتحديد في القرن ال20؟...
قام سكان فلوريدا ذات يوم، ظنوه يومًا معتادًا بخلاف أمر واحد، ظهور مجموعة من الصخور الجيرية الضخمة فجأة في بقعة ما، تلك البقعة هي الأرض التابعة ل"إدوادر ليدسكالنين" “Edward Leedskalnin” وما الأمر الجلل في ذلك؟ الأمر هو أن الصخور لم تنقلها معدات متطورة ولم تنقلها عمالة أو أشخاص إلى الأرض، فقط ظهرت من حيث لا يدرون!
وكي نحاول فك لغز ظهور الصخور لنعود بالزمن إلى الوراء ونتعرف أكثر على صاحبنا ، صاحب الأرض "إدوارد ليدسكالنين". "إدوارد" الذي ولد عام 1887 في لاتيفيا جاء إلى العالم وشب ليظن أنه سيصنع فرقًا مثله مثل الكثيرون وكان هذا الفرق في مخيلته هو العيش في ملحمة عشق تتحدث عنها لاتيفيا بل والعالم بأجمعه ولن يكون ضحية لهذا العشق مثل جميع أساطير الحب التي تتسم بالدراما والألم وسيرة الشجن والفراق بل سوف تنتهي القصة نهاية سعيدة حيث يتوج حبه بالزواج بحبيته والإجتماع بها تحت سقف واحد إلى أبد الآبدين، هذا ما كان حتى يوم الزفاف...
قبل تبادل عهود الزواج فاجأت الحبيبة التي بلغت حينها السادسة عشرة "إدوارد" برغبتها في عدم إتمام الزواج وتركته بكل بساطة ومضت..
قرر "إدوارد" أنه قد حان الوقت للرحيل، ترك "لاتيفيا" عن عمر 26 عام وتوجه إلى الولايات المتحدة الأمريكية ، وإستقر بولاية فلوريدا. قام بشراء قطعة أرض وبدلًا من أن يكتفي ببناء بيت مريح أو مزرعة تضم مواشي تدر عليه الربح وتحوله إلى رجل أعمال شيد شيئًا آخر...
تفاجأ السكان حول الأرض بوجود صخور جيرية مرجانية ضخمة دون أدنى فكرة عن الكيفية التي نُقلت بها أو السبب من وراء هذا النقل، ومما زاد الأمر غموضًا وتعقيدًا وسحرًا هو تزايد الحجر يومًا عن يوم وتحوله إلى أنماط وأشكال هندسية ويكأنها قلعة!
بدأ السكان يستنتجون بعض الحقائق بعد التحري ومحاولة فك الألغاز وهي مثلًا أن "إدوارد" يقوم بنقل الأحجار ليلًا ولا ينقطع عن العمل إلا مع خيوط الصباح، حسنًا ما هي المعدات؟ لم يلمح السكان سوى بعض الأخشاب وقطع غيار سيارات قديمة، لا ، لا يمكن أن تكن هذه هي المعدات التي ساعدته في نقل 1100 طن من الصخور على مدار 28 عام وبناء هذا الصرح العظيم وعندما تجرأ أحدهم وسأله كيف فعل ذلك رد قائلًا: لقد إكتشفت سر الجاذبية ووصلت إلى الطريقة التي بنى الفراعنة بها الأهرامات!
حسنًا لنرصد التشابهات، الأحجار في قلعة المرجان تلاصقت فوق بعضها دون جبس أو إسمنت أو أي معجون متعارف عليه في هندسة البناء الحديثة! بطريقة ما إصطفت فوق وبجانب بعضها فقط بالعمل اليدوي ، كما تم بناء القلعة في غضون 28 عام بينما إكتمل تشييد الهرم الأكبر في 20 عام إنما يكمن الإختلاف في أن الهرم الأكبر ساهم آلاف العمال في تشييده أما قلعة المرجان شيدها "إدوارد" بمفرده!
لم يكتف "إدوارد" بزرع التشويق والرعب في قلوب من سكن أو إقترب من القلعة أو من سأله عن سر البناء بل أضاف عنصرًا جديدًا وهو وضع نقوشًا مسمارية وهيروغليفية على الأحجار. عند سؤاله عن سبب بناء هذا الصرح العظيم المحير رد: من أجل حبيبتي ذات الستة عشر ربيعًا!
وفقًا له قد أقام هذه القلعة المهيبة بغموضها وأسرارها تخليدًا لقصة حبه مع من هجرته يوم زفافه.
عن تفسير طريقة البناء نشر "إدوارد" العديد من المنشورات عن نظرية عالمية للكهرومغناطيسية وكيف تتعلق بالحياة على الأرض. لقد إعتقد وفقًا لتلك المنشورات أن كل وظيفة للحياة تقريبًا يمكن اختزالها في التفاعل بين القطبين الشمالي والجنوبي للأرض ، والمغناطيسات الصغيرة الموجود في أجسامنا وكل كائن حي على الأرض.
وعلى الجهة الأخرى إدعى البعض أنه لجأ للسحر وبطريقة ما نجح في جعل الأحجار أخف وزنًا ومن ثم سهلة النقل والتركيب .
سأترك التحليل وفك اللغز إليكم، أتظنون أنه فعلًا قد توصل كما إدعى لعلم "المغناطيس والجاذبية" والذي ساعد الفراعنة على بناء الأهرامات أم كان مشعوذًا أم هناك سرًا آخر؟
“I have discovered the secrets of the pyramids, and have found out how the Egyptians and the ancient builders in Peru, Yucatan, and Asia, with only primitive tools, raised and set in place blocks of stone weighing many tons!” –Ed Leedskalnin”