معايير الجمال تختلف من زمنٍ لآخر والموضة التي نحسبها الآن غاية في الأناقة قد نضحك عليها لاحقًا ونتساءل عماذا كنا نفكر عندما إبتدعناها! ولكن هناك من الموضات ما تعدي السخف إلى الخطورة..
فهناك موضة الخصر الفائق النحافة في القرون السابقة حتى يكاد يختفي وتبدو المرأة أنها إنشقت إلى نصفين! ولكي تستطيع النساء مجاراة تلك الموضة والظهور في شكل راقٍ ومواكب للعصر إرتدين الكورسيه الذي رُبط حول البطن وضُيقَ بإحكام شديد بالأشرطة. كانت الطبقة الأرستقراطية بالذات ملتزمة بإرتداء الكورسيه من القرن السادس عشر للتاسع عشر ولكن سيدات الطبقات الأدنى أيضًا تسابقن لمواكبة تلك الموضة والتنافس لإخفاء خصرهن..
وهناك من تفوقت على كل السيدات في هذه المضمار وهي إيثل جرانجر بخصر بلغ 33 سنتيميتر وسعيها لكسب ذلك الخصر كان بسبب رغبة زوجها ودفعه المستمر لتنحيف خصرها. بدأت إيثل بإرتداء الكورسيه حتى وصل محيط الخصر إلى 56 سنتيميتر حيث أنها لم تخلعه أبدًا إلا عند الضرورة في مدة مداها 10 سنوات ثم وصل المحيط إلى 33 سنتيميتر عام 1939 وقد دخلت به موسوعة غينيس.
لم تتأذى إيثل بسبب تلك الموضة المجنونة لكن هناك من تأذى! فقد توفيت امرأة بسبب ثقب كبدها بواسطة 3 من أضلاعها! وأخرى تضرر قلبها وأصيب بجروح خطيرة أدت إلى موتها كما عانت أخريات من مشاكل في الجهاز الهضمي والمجرى التنفسي وتشوه القفص الصدري وأمراض الكلى والصداع والغثيان.
ولم يفر الرجال من الموضة القاتلة فقد توفي الممثل جوزيف هينيلا بسبب الكورسيه الذي إرتداه خلال تأدية إحدى مسرحياته عام 1912. كان الكورسيه محكمًا للغاية وفي النهاية إنهار الممثل من ضيق النفس وتم نقله إلى المشفى ليموت بعد ثلاث ساعات وتبين حدوث سكتة دماغية...
ملحوظة: المصدر مقال عن الموضات القاتلة من موقع كابوس تمت معالجته بأسلوبي
#خواطر_ومقالات
#ياسمين_رحمي