-الحقني يا فرعون، الحقني يا فو قي ، هيموتنيييي
حاول "الفرعون" و"فو قي" وعدد كبير من الحاضرين تخليص خضراء اليمامة من يد "عواطف" دون جدوى فكانت قبضته مثل قبضة مواطن مطحون بلغ حنقه مداه فطبق في زمارة موظف حكومة ذله لإتمام مصلحة حكومية.
-100 جنيه ايه اللي بتتكلم عنها، أنت عارف دي مين؟
-دي الولية اللي من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله.
-دي خضراء اليمامة!
-دي لا خضراء ولا يمامة، دي ست عاملة فيها بنت ذوات مدينتي وفي الآخر طلعت وغده لا ليها برايفسي ولا كوميونتي، اديتني ورقة ب100 جنيه مقطوعة، ابص عليها الاقيها نص مهياش متطبقة.
-دي العرافة بتاعتنا وليها كرامات.
-سيبوني عليها ، أطلع غلي من الأوغاد كلهم فيها.
-كفاية بقى يا متهور يا مجنون، طيب عشان خاطر الفرعون.
نجحوا في النهاية في تفكيك يديه من على رقبتها بعدها أحمرت مثل خدود حسين فهمي.
-أنت عارف دي ايه القوى بتاعتها؟ دي متنبأة وصاحبة مهارات في الماورائيات.
-دي نصاااااابة، هي أصلا مش من الزمن ده ولا مالبلد دي ولا مالبلد دي بلد أوبويا وجد جدي بلد أبويا وولادي بعدي.
-هي فعلًا ظهرت من العدم ، مع بداية غزو العقارب الأكلة للبشر والذعر اللي اتنشر.
رد "فو قي" مع نظرة كلها شك وريبة وتركيز.
-بس برده ده ميمنعش أن ليها تنبؤات ونظرة للمستقبل.
-زي ايه؟
-تنبأت أن بيروت هيبقى ليها "عروسة" وهيعملوا ليها مسلسل وأن في واحد هييجي من حلبة مصارعة الدبليو دبليو اي روو على كرسي رئاسة أكبر دولة في العالم الجديد، هيبقى عامل تان برتقاني والمواطن في بلده هيقول يا فضيحتي اه ياني، وأن الملك رمسيس هيبقى محطة أتوبيس، الزمالك قادم والأهلي حديد ومول العرب هيبقى ليه إكتنشن جديد، مسلسل دارك هيسحل الجماهير والإنفلونسر هيعمل من بوز البطة كاريير، رضوى الشربيني هتسخن الستات وعمرو دياب هيخرج يوم التلات.
أُسقط في يده، زغللت عيونه وتدلت رأسه كأنه مرهق للغاية، شكله يصعب على عادل أدهم وأشرار السينما المصرية مجتمعين.
-أصل أنتوا متعرفوش.
-مالك بس يا راجل يا غلُبه.
-الأوغاد...
-مالهم؟
-بهدلوني، شحططوني، عملوا مني تمثال فودو، دبابيس على راسه وخدوده.
تجرأت المرأة التي ادعت أنها "خضراء اليمامة" واقتربت من "عواطف" مدت السبابة ووضعت تحت ذقن "عواطف" ثم رفعت رأسه برقة وقالت:
-أنا بعتذر، الحقيقة اني فعلًا سرقتك، اديتك نص ورقة 100 مقطوعة لقيتها في بطن الكوميدجينو وقلت ف عقل بالي بما أن الضباب مخيم على المحروسة والمواطنين في حالة هلع وحوسة، ولا بقى في بيع ولا تجارة ولا خضار ولا كوسة، محدش هيركز معايا، ولا هيبص اديتله ايه، أنا بعترف قصاد عيونك كل ليلة أن الحياة من غير لقانا مستحيلة.
رسم "عواطف" ابتسامة رضا على شفتيه، ثم أخرج هاتفه المحمول من جيبه ونقر بعض الأزرار وقال لها:
-بعت ليكي طلب صداقة على الفييس، اقبليه.
أخرجت محمولها من داخل الخيش الذي ترتديه ونقرت بدورها على بعض الأزرار ثم ردت:
-قبلت الصداقة.
-شكرًا لقبول طلب الصداقة.
-شكرًا لشكرك قبول الصداقة.
-شكرًا على شكرك لشكري قبول طلب الصداقة.
تأثر "فرعون" واقترب منهما وقال:
-ايوه كده، إحنا لازم نتكاتف مع بعض، إحنا في ظروف عصيبة.
-إحنا كده كام في القصر؟
رد أحد الهاربين:
-12 بالفرعون و"فو قي" و"عواطف" و"خضراء اليمامة" والخدم.
-ايه اللي هيحصل بعد كده؟
رد "عواطف":
-أبدًا هنفضل ننقص ونقع واحد ورا التاني، كل واحد بفاينال ديستيناشين دموي وسينمائي ، لحد ما يفضل كام بطل أو بطل واحد واحتمال البطل ده على آخر المسلسل هو روخر يروح في الوبا في لحظة مفاجأة على سبيل النهاية غير المتوقعة المفتوحة لأحداث ساسبنس أخرى.
بينما يتناقش الجمع ويفكرون في طريقة للنجاة، انسحبت واحدة من بينهم دون أن يشعرون، كأنها...كأنها سمعت همسًا، هي فقط من سمعته، همس لرجل صوته كفحيح الأفاعي، ناداها بإسمها "زي نات، زي نات". انسحبت نحو الصوت دون تحكم منها إلى غرفة من غرف البيت، ولجت إليها ، مشت إلى الفراش، فتحت النافذة ثم خرجت منها، سارت بضع خطوات إلى شط النيل ثم نظرت إليه، ظهر طيف على المياه، ظل يردد إسمها كأنه يستهدفها "زي ...نااات".
-ده إنس ولا جن يا ناس هتجان.
-أنا النداه، بنده الستات النكدية، بسلب إرادتهم واجيبهم لحد النيل واغرقهم في القاع.
-انا عملت ايه؟
-مش فاكره،مش فاكره لما جوزك قعد يسألك 43 مرة مالك، وانتي بوزك شبرين ومرضتيش تقوليله برده وكل الحكاية أنه كان ناسي عيد ميلاد ابن اخو بنت ابن عمك، طب لما كنتي بتقلبيه في الفلوس عشان ماشية على نصيحة أمك "قصقصي ريش طيرك لايلوف على غيرك"، طب لما سألتيه أنا تخنت قالك اه، من ساعتها بتحطيله الحبهان في كل الأكل وف قاع الفنجان؟
أسرع الطيف اليها مد ذراعه وجرها وأغرقها بغل في قاع النيل.
-ثانية واحدة فين "زي نات"؟
سأل أحد الهاربين بعدما أدرك غيابها أخيرًا.
رد "عواطف" بعد لحظة صمت awkward طويلة.
-كده بقينا "11".
تسللت العقارب بصمت ولؤم وهدوء من النافذة التي فتحتها "زي نات" ولم تغلقها ورائها.
أعطى أحد الهاربين ظهره للحضور بينما ناقشوا هم تطور الأحداث مثل لاعبين البيصبول المجتمعين لمناقشة خطة اللعب فلاحظ كتلة من السواد تمشي متحركة من بعيد.
-فرعون هو أنتوا عندكوا سجادة سودة بتمشي؟
انتبه الجمع إلى حيث أشار الرجل فوجدوا مجموعة العقارب المتلهفة للحوم البشر تتجه نحوهم في سرعة.
صاح "عواطف":
-لقد تم إختراقنا، إنفذوا بجلدكم!
تشتت الجمع في هوجة من الصراخ والنحيب ونجحت العقارب في تسلق إثنين منهم والتهامهم هم هم.
صرخ "عواطف" وهو يجري إلى وجهه لا يعلمها:
-كده بقينا "9"!
أخيرًا اهتدى الباقون إلى غرفة تجمعهم كلهم، أسرعوا اليها وأحكموا إغلاق الباب وراءهم بعدما صدوا العقارب على آخر لحظة وكانوا على قيد أنملة من الهجوم.
التقطوا أنفاسهم، لكن لم يطول السلام فقد لمح أحدهم من النافذة بيتًا آخر أثار إعجابه وفضوله. ذهب نحو النافذة وفتح مصراعيها عن آخرهما.
-الله ايه البيت الحلو ده؟
شعر "عواطف" أن البيت مألوفًا بطريقة ما، اقترب ناحية النافذة المفتوحة فاتسعت حدقتاه عندما وجده بيت ...."سوبر ماريو"! وما زاد الطين بلة سماع صوت صراخ "أنيس" و"زينهم" من الغرفة المخفية وفي الخلفية "محمد محيي" يردد "أنا موصلتش لحاجة من اللى حلمت بيه سوء اختيار ده ولا سذاجة ولا ايه"
كان قد التحق بالرجل رجل وامرأة آخرين. حاول "عواطف" إنقاذهم لكن كان قد فات الأوان حيث مد "زينهم" و"أنيس" أيديهم من شباك الغرفة الملعونة وصاروا يجذبون الثلاثة واحد وراء الثاني وراء الثالثة لينضموا إليهم في لعنة أغاني محمد محيي الأبدية.
-كده بقينا "6".
-ايه ده ، الحيطة دي وراها فراغ، ده باينه باب سري.
دفع أحدهم الحائط بعد جملته تلك لتظهر خلفها "سيمون فيميه" وهي تترنح وتغني "سكر محلي محطوط علي كرييييماة كعبك محني والعود عليه القيماااه".
-ابعدوا عنها دي زومبي، سيمون فيميه اتحولت لزومبي من الموسم اللي فات.
لم يستوعبوا مقصده ونجحت "سيمون فيميه" في الهجوم على اثنين منهم وعضهم في مشهد بشع تقشعر له الأبدان ويقعوا جثث هامدة ضحايا المهرجان.
فتح "عواطف" باب الغرفة في ذعر وهو يصرخ:
-كده بقينا أربعة.
"فو قي" و"فرعون" و"المرأة التي لم نعرف اسمها بعد" و"عواطف" يجرون بمحاذاة بعضهم كالباور رانجيرز باستثناء انهم يهربون ولا يواجهون، وجههم أصفر كموني ودمهم ناشف.
وصلوا إلى شرفة شرحة وبرحة، التقطوا أنفاسهم ثم بدأ "عواطف" ينتحب:
-بما أن احتمال تبقى دي النهاية، انا عندي اعتراف، أنا اللي سرقت الديك من الجيران عشان اعمل عليه شوربة شوفان، كلي امتنان ومش ندمان.
تحدثت المرأة بأنفاس لاهثة وصوت متقطع:
-مفيش داعي للكلام ده، أنت هتنجو، إحنا هنعيش، وبعدين أنا حاسه بحاجة كده، أنا معجبة بشهامتك وجدعنتك والكوفيه بتاعتك.
-وايه يثبتلي.
-لو ده هيثبتلك أني...ياختاااااااااي
قبل أن تكمل جملتها تعثرت في ملابسها ووقعت من الشرفة. اسرع الثلاثة ينظرون من السور ليجدوها قد تحولت لجثة هامدة.
في لحظة تحولت الأجواء، انقشع بيت الكاتب والفرعون و"فو قي" والنيل بجانب الأهرامات، والملابس الفرعونية ووجد "عواطف" نفسه بجانب كشك "كانزات رقيقة" وقد انقشع أيضًا... الضباب.
بدا كل شيء رائقًا، الطرق واضحة، الناس مسالمة، غير خائفة، الدنيا ربيع والجو بديع قفل لي على كل المواضيع، ابتعدت الكاميرا شيئًا فشيئًا وارتفعت لنرى الكشك من أعلى، ثم ارتفعت أكثر وأكثر لنجد كائنًا ضخمًا بيدين كبيرتين يقبضهما على الكشك حيث كان هنا منذ البداية يحميه وينتقم من أي وغد يرتكب غدرًا في حقه بناء على العمل الذي صنعه أحدهم لحمايته منذ زمن بعيد....
(إلى اللقاء في باقي الحلقات التي ستنشر في الكتاب بإذن الله ????)
#الأوغاد_كمان_وكمان
#ياسمين_رحمي
(لا ينصح بقراءة الحلقات لمن هم أقل من سنتين ومن يملك مشاكل في القلب أو الضغط أو ارتجاع في المريء)