آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة ياسمين رحمي
  5. لعنة الدور ال13 .. الجزء الاول .. بقلم ياسمين رحمي

"القصة مستوحاة من أحداث حقيقية"

 
الأجواء دي دايمًا بتبقى كئيبة، يكفي إن أي حد بس يعدي من جنب الخيم ويشوف الوشوش الجد، والعيون اللي في الأرض اللي بتلمع بسبب الدموع عشان يدخل في حالة حزن، برغم إن الميت ممكن ميكونش يقرب ليه أو حتى يعرفه، فما بالك باللي جوا الخيمة، باللي ليهم صلة بالمتوفي....
إحنا مش قرايب "شيرين"، بس أكيد لينا علاقة بيها....
اللي يعدي علينا ويشوف وشوشنا يستنتج إننا حزانى عليها، زينا زي أهلها، واللي يعرفنا يقول إن دا بسبب تعاطفنا مع صاحبنا "منيب" لإن العزا دا بتاع أخته الصغيرة، لكن إحنا بس اللي نعرف السبب الحقيقي ورا الكآبة اللي على وشنا دي، إحنا الأربعة بس...
 
من وقت للتاني واحد فينا بيبص للباقي، بيرفع راسه ببطء، عينه بتتحرك لحد ما تقع على التلاتة التانيين أو حد فيهم وبعدين بتتثبت.. العين بتحكي بالكلام اللي مش قادرين نقوله بلساننا...
............................
-مفيش حاجة حصلت!
دي أول جملة اتقالت بعد العزا... إحنا الأربعة مشينا مع بعض بعد ما العزا خلص.. قعدنا لآخر لحظة مع "منيب" عشان إحنا أصحابه، أقرب ناس ليه والمفروض نواسيه ونقف معاه في الظرف دا.
فضلنا ماشيين على رجلينا مسافة كبيرة . محدش بينطق، لحد ما "كارم" قال جملته المستفزة "مفيش حاجة حصلت"!
 
رديت عليه بعصبية:
=أنت كدا تمام يعني، هتنيم ضميرك بالكلمتين دول؟ إزاي مفيش حاجة حصلت، ناقص تقول كمان "قضاء وقدر"..
-طب ما هو فعلًا قضاء وقدر! ربنا هو اللي أراد..
قربت منه. وقفت قدامه ، عيني بتطق شرار... في اللحظة دي "إياد" وقف ما بيننا..
وجه كلامه ل"كارم":
-بلاش إستعباط يا كارم، متزودش الطينة بلة، كل واحد فينا عارف إيه اللي حصل بالظبط وإيه اللي ورطنا نفسنا فيه..
 
بعديها بصل لي أنا وقال:
-وأنت يا "بلال"، برغم إدراكنا بعملتنا السودة بس المفروض نِكفي على الخبر، القصة نحتفظ بيها لنفسنا، حتى بيننا وبين بعض المفروض منتكلمش، فاهمني؟
............................
القصة بقى اللي أشار ليها "إياد" بدأت من شهر فات، لأ، لأ، الحقيقة إنها بدأت من قبل كدا بكتير، من حوالي 13 سنة ، من وقت ما "شيرين" كانت لسه طفلة صغيرة...
"شيرين" كانت طفلة مميزة، مختلفة عن الباقي، ودا بان من أول ما بدأت تنطق وتتحرك، إستيعابها مكنش حاضر، ردود أفعالها بطيئة وطريقة كلامها بريئة جدًا ودا مش متعلق بطفولتها لإن دايمًا اللي قدها في السن كلامهم كان مختلف، كان عندهم وعي أكبر..
إحنا بقى، إحنا الأربعة أصحاب "منيب"، اتولدنا في نفس الحي، العباسية. اتخلق ما بيننا رابط قوي جدًا، كإننا إخوات. برغم إختلافتنا ، طباعنا وأذواقنا اللي تبان مختلفة، لكننا مكناش نقدر نبعد عن بعض، ودايمًا حاضرين في كل مناسبات بعض... 
 
و"شيرين" اللي المفروض نحتضنها ونحميها من مجتمع معندوش وعي كافي بحالات التأخر الذهني، كنا عاملينا لعبتنا! مادة للتسلية والهزار. طول الوقت كنا بنضايقها، ومتعتنا لما تتعصب علينا، حتى لو ضربتنا. كنا بننفجر من الضحك بعد كل مقلب أو محاولة ناجحة في إثارة أعصابها وأخوها كمان كان بيهزر ويضحك معانا. يعني هو كان بيعتبر إننا إخواتها برضه وشايف أن ده لعب دمه خفيف وهو نفسه كان بيهزر معاها بنفس الطريقة.
بس الوضع إتغير لما كبرنا شوية، "منيب" بقى عنده وعي أكتر بحالة أخته، معاملته إتحولت ليها، بقى حنين جدًا ومحتويها، وأكتر واحد بيعرف يتعامل معاها، أكتر حتى من والدهم...
 
إحنا بقى متغيرناش! الإختلاف الوحيد هو التوقيت ، يعني بقينا نسخف على "شيرين" في الأوقات اللي منيب ميبقاش موجود فيها.. قدامه بنعاملها بنفس طريقته، من وراه بقى بنتبع نفس المنهج بتاع زمان اللي عمرنا ما بطلناه، نزق فيها، نلف حواليها، نستفزها بالكلام، نسرق الحاجة اللي معاها ونخبيها أو نرميها لبعض وهكذا...
كنا بنقنع نفسنا أن دا مجرد هزار، وإننا بنحب شيرين فعلًا ومستعدين نحميها ضد أي خطر برانا، ومحدش ممكن يأذيها بجد وإنها كمان بتتبسط بهزارنا معاها....
 
مش بس حالة شيرين اللي كانت مميزة، كمان ظروف معيشتهم كانت مميزة,, "منيب" و"شيرين" وأبوهم مكانوش عايشين في شقة أو فيلا أو بيت، إقامتهم كانت في فندق عتيق...
الفندق ملك والدهم ، الملكية اتنقلت ليه من الأجيال السابقة... والسبب في دا إنه مكانش عنده ملك تاني ومسعاش يكون عنده. الفندق زمان كان علطول في حركة، بيستقبل نُزلا كتير ، بس مع الوقت وزي فنادق ومشاريع تانية كتير نجمه خفت والرِجل بقت خفيفة عليه، مظنش السبب كانت الحوادث إياها اللي حصلت جواه لإن حتى بعديها الناس فضلت تقبل عليه عادي، السبب هو ببساطة إنه مبقاش رائج، العباسية على بعضها بقت لسكانها وبس، مفيش حد يعني ييجي في باله يروح ينزل في فندق هناك...
وبكدا الفندق اتحول شوية شوية لمسكن خاص للأجيال الأخيرة.. يمكن من 30 سنة مثلًا كان لسه في زوار بييجوا من وقت للتاني وبيقيموا مع أصحاب الفندق لكن رسميًا الفندق اتحول لبيت للجيل الأخير، "حمزة" ومعاه ولاده شيرين ومنيب ، أما الأم ففارقتهم لما شيرين كانت طفلة صغيرة مكملتش الخمس سنين.. و"حمزة" مفكرش يتجوز من بعد موتها، كرس حياته لولاده الاتنين....
 
مش الفندق هو السبب الرئيسي لتعلقنا بمنيب لكن منكرش إنه كان عنصر مهم.. الأولاد في سن صغير بيدوروا على المغامرة والإثارة، بيروحوا أماكن غريبة، يفضلوا يلعبوا في الشارع لحد ساعة متأخرة، يزوغوا من الحصص بتاعتهم ويقعدوا في مكان مستخبي في المدرسة وهكذا، فما بالك بفندق ضخم قديم مهجور يقدروا يبرتطعوا فيه على كيفهم، لأ وإيه مش أي فندق، دا فندق بتدور حواليه قصص كتير مثيرة عن حوادث غامضة حصلت على مر السنين، مش حادثة ولا اتنين...
اللي أكد لنا أن الحوادث حقيقية أو ليها أصل حقيقي على الأقل برغم إنكار "حمزة" أبو منيب هو تنبيهه علينا منوهبش ناحية دور معين، الدور ال13، كل الأدوار التانية وصالة الاستقبال والقاعات كان مسموح بيها، إلا الدور دا....
الدور كان مقفول من سنين كتير، محدش بيقرب منه حتى "حمزة" نفسه....
وتعالى بقى إمسك عيال صغيرة وقول لهم ممنوع، طبعًا الممنوع هيبقى مرغوب، والعيال هتتشد أكتر للمحظور، هيبقوا عايزين يدوقوه، يلمسوه، حتى لو هيتحرقوا....
 
عملنا تحديات كتير، مين فينا هيبقى شجاع ويدخل الدور المحظور في غياب "حمزة"؟ وأكيد "منيب" كان بيشاركنا اللعب والتحدي... الدور جه علينا كلنا، كل واحد فينا تم اختياره في مرة، وكل واحد فينا كان بيقدر يخرج نفسه من المغرز ويتحايل...
مثلًا مرة وقفنا على عتبة آخر سلمة ، وأمرنا "مندي" يمشي في الدور... اللي حصل أن "مندي" اختفى لثواني وبعدين ظهر، إدعى أنه مشي في طرقة الدور ورجع ، وكلنا عارفين إنه مجرد استخبى ورا عمود مثلًا في طرف الطرقة ومدخلش فعلًا وهكذا من خدع مشابهه، الحقيقة إن مفيش حد مشي في طرقة الدور المنبوذ، الوحيد اللي نفذ التحدي كان أنا....
في مرة من المرات لما الدور لف وجه عليا للمرة المليون، قررت اتجرأ وأمشي فعلًا في الدور ال13...
 
الوقت كان 5 قرب المغرب، كنا في شهر 11، يعني النهار مبقاش طويل والشمس كانت قربت تغيب واللي زود جرعة الرعب هي نسمات الهوا الباردة اللي بتهب من وقت للتاني....
كالعادة وقفوا استنوا على السلم، محدش منهم اتجرأ يقف ورا الحيطة اللي في أول الدور واللي بتسد عنهم الرؤية أو يقرب حتى منها عشان يراقبني.
"أنا إيه اللي عملته ف نفسي ده؟!" ده اللي جه في بالي بعد أول خطوة ليا.. مفيش حاجة كانت لسه حصلت لكن قلبي كان مقبوض، المكان مش مريح أبدًا.. يمكن دا بسبب أن الدور مهجور ومهمل من كتير ، يمكن عشان كدا كان كئيب بالشكل المفجع دا...
 
المهم إني مشيت الخطوة الأولى ، بعدها خطوة وكمان خطوة وبعدهم خطوات... المشي انتظم، اتشجعت اكتر، مبقتش بطيء زي الأول.. فضلت مكمل في الطرقة الطويلة لحد الآخر.....من ضمن السيناريوهات المرعبة اللي كنت متخيلها أن أوضة من الأوض هتتفتح وأنا معدي من قدامها وحد أو حاجة هتخرجلي وتجرني جوا الأوضة ويحصل لي زي اللي حصل للضحايا زمان، لكن دا محصلش... مفيش ولا باب إتفتح ولا سمعت صوت ولا كان في أي حركة غير حركتي أنا...
بعد ما وصلت لآخر الممر حسيت بفخر، أنا الوحيد اللي أنجزت المهمة، أنا اللي كسبت التحدي....
 
لكن في حاجة اتغيرت ، الوضع مبقاش ساكن زي قبل كدا، الضلمة مكانتش لسه زحفت، المفروض لسه في نور في السما ومع ذلك....
النور اتطفى في مساحة معينة في آخر الممر مطرح ما كنت واقف . هو دا التعبير المناسب "النور اتطفى"، زي ما يكون نور لمبة اتطفى فجأة في حته محددة.. باقي الممر كان لسه في نور والبقعة دي بس اللي عتمة.
لفيت، كنت عايز أندهلهم لكن الخضة خرستني، مبقتش عارف أطلع صوت.. مشيت بسرعة. وأنا بمشي لمحت بجنب عيني تغيير تاني، النور ضلم في حته كمان وهكذا، النور فضل يطفي في بقعة ورا بقعة وأنا بحاول أسبق، أكون في المساحات اللي فيها النور ، مش عايز الدنيا تضلم عليا، وكنت متأكد أن في حاجة هتحصل لي لو الدور جه على المكان اللي ماشي فيه... المشي إتحول لجري عشان النور بقى يتطفي بسرعة أكبر لحد ما وصلت للسلالم، لمكان ما كانوا مستنيين، لكن قبليها، لفيت للمرة الأخيرة، النور كان موجود في الطرقة كلها مكنش فيه حتت ضلمة!
 
سألوني عن اللي شفته وأنا كان جوابي:
=ولا حاجة، مشفتش حاجة، مفيش حاجة حصلت!
وهو في حاجة حصلت؟ أنا كنت جبان ، جريت بسرعة ومجربتش بجد الأهوال بتاعة الدور والقوى الخارقة، كل اللي حصل أن مع أول ظاهرة غريبة وهي الضلمة اللي زحفت ورايا جريت، مكنتش مستعد أواجه أيًا كان اللي في الدور وبعدين، أنا لما بصيت ورايا الضلمة كانت اختفت، يعني ممكن جدًا خوفي هو اللي هيألي الموضوع دا.. المهم إني قررت محكيلهمش عن اللي شفته ومع الوقت بقى عندي قناعة أن دي كانت مجرد هلاوس، نتيجة لتأثري بالقصص اللي سمعتها عن الدور..
 
نيجي بقى للقصص.. يُحكى أن الغرفة 122 سكنها شخص ما في زمن غابر ، الشخص دا كان مرح جدًا وبيشتغل مألفاتي ، صاحب مزاج ، اختار تأليف القصص واسكتشات المسرحيات كمهنة.. كان متحمس جدًا وهو بيحجز الأوضة. وبيبص حواليه في صالة الاستقبال بوله. تقريبًا كدا كان ناوي يألف سكتش من اسكتشاته خلال إقامته في الفندق. لكن يوم بعد يوم، النجم كان بيتطفي، وشه بيضلم ومزاجه بيقل. بعد ما كان بينزل ويغيب برا الفندق وبعدين يرجع يقضي وقت في أوضته ، بقى يقعد وقت أكبر في الأوضة، ينبه على الاستقبال أن محدش يدخل عليه ولا حتى خدمة تنضيف الغرف ولما أخيرُا كان بيظهر، كان في لقطات بيبان على وشه فيها الرعب والرغبة في الاستنجاد، عينه كانت بتقول ساعدوني لكن لسانه مكانش بينطق زي ما يكون مش عايز يرجع الأوضة.. وبرغم دا كان برضه بيطلع.
 
في يوم نزيل في الأوضة اللي جنبه كلم الاستقبال وهو في حالة غضب، قال إن النزيل في الأوضة 122 عمال يفتح ويقفل في الشبابيك ورا بعض زي المجنون وأن الصوت بشع ومزعج...
موظف من الاستقبال خبط على الأوضة لكن المؤلف مردش... بعد فترة اضطر يفتح الباب بالمفتاح الاحتياطي.. وهو بيفتح كان سامع صوت الشبابيك وهي بترَزع .. فعلًا شيء مزعج ومرعب ومش مفهوم، ليه النزيل بيعمل كدا؟
لكن لما فتح الباب على أخره، الصوت وقف، مبقاش في رزع...والحقيقة الشباك كان مقفول بالشنكل من جوه...
 
بحذر الموظف قرب من الشباك، مد إيده وفتحه..رمى عينه على الشارع.. لقاه هناك، ممدد... المؤلف كان جثة هامدة في القاع.. جسمه متغرق في دمه!
المفروض كدا إنه وقع أو بمعنى أصح انتحر من الدور ال13 ، السؤال الأول إزاي الشباك كان مقفول من جوه الأوضة وصاحب الأوضة واللي المفروض هو النزيل الوحيد ليها مكانش موجود فيها ولا موجود أصلًا على قيد الحياة؟.. السؤال التاني مين اللي كان عمال يرزع في الشباك بالشكل الهستيري دا وإزاي أصلًا والشباك مقفول؟! 
 
نزلاء تانيين، أسرة، أب وأم وطفلين نزلوا في الأوضة 124، كانوا مثال للنزلاء المثاليين، منتهى الهدوء والأدب والكرم، صحيح الزمن ساعتها كان بيتسم بالأناقة بشكل عام، لكن دول بالذات كانوا مهندمين بزيادة، اللبس مفيهوش أي كسرة وشعور الولاد دايمًا متسرحة، وريحتهم حلوة علطول كإنهم كل شوية بيستحموا ....وفي ليلة حصل تغيير...
النزلا في الأوض التانية جالهم هلع من صريخ سمعوه مصدره الأوضة 124 ، كان صوت أنثوي... إتضح إن الأم اللي مش بيطلعلها صوت طايحة في جوزها وولادها، جالها زي نوبة غضب ودي كانت بس البداية...
الست اتحولت، طباعها إتغيرت تمامًا ودا بان حتى في معاملتها مع موظفين الفندق مبقتش بنفس التهذيب والذوق، نوبات الغضب زادت لدرجة إن الناس بقت تتجنبها لحد ما جه اليوم اللي فضل محفور في ذهن كل اللي كانوا في الفندق وقتها....
 
المرة دي مش بس هي اللي كانت بتزعق، الأربعة كانوا بيصرخوا، الأصوات كانت عالية وحادة وبشعة، كلها كانت متداخلة في بعض,, الأصوات دي كانت كافية إنها تخلي أي حد في الدور أو معدي في الطرقة يهرب...
هوجة الصريخ استمرت بس دقايق معدودة، وبعدين هدوء تمام... كل الأصوات سكتت.....
موظف مسؤول في الفندق طلع بسرعة لما اتبلغ باللي بيحصل...فتح باب الأوضة بالمفتاح اللي معاه... التلاتة "الأب" و"الإبن" و"البنت" كانوا مرمين على الأرض، ميتين، أما الأم فكانت واقفة على حرف الشباك، فاتحاه على الآخر ، متنحة في الفضا، إيديها متغرقة دم.. بصت للأرض تحت المبنى وبعدين اتلفتت وبصت للموظف للمرة الأخيرة ونطت...
 
الموظف ملحقش، يدوبك مد إيده على الآخر وكان هيزعق فيها عشان متعملش كدا، مترميش نفسها، لكن التنفيذ حصل بسرعة، القرار كان خلاص اتاخد ومفيش فيه رجعة...
بالإضافة لجوزها وولادها الاتنين اللي قتلتهم كان في ضحية تانية، راجل كان ماشي في الشارع وقعت عليه ومات معاها!
الحادثة دي كانت في الخمسينات وبرضه في الخمسينات حصلت حوادث تانية...
 
مش كل الحوادث كانت في الفندق، لكن دايمًا الفندق ليه علاقة بشكل ما.....
زائد حوادث الانتحار والقتل الكتير، الفندق استقبل أعتى السفاحين والمجرمين، منهم الراجل اللي قلب الرأي العام وطير النوم من الشارع المصري...
كان حرامي محترف، بيقتحم البيوت بمنتهى السلاسة وبيدبح أصحاب البيت بأبشع الطرق ويسرق كل اللي في البيت، فلوس ودهب وألماظ وأجهزة وأي حاجة ذات قيمة. بس اختياره للبيت والضحايا مكنش عشوائي.. كان بينقي كبار السن، بالذات الستات اللي عايشبن لوحدهم، بيراقبهم ويحفظ روتينهم اليومي وزيارات ولادهم أو قرايبهم ليهم وفي اليوم اللي يتأكد إنهم لوحدهم في البيت بينفذ مهمته... ومش كل المرات كان بيراقب من بعيد، مرات كان بيتسلل، يتخفي في ضورة غفير ويشتغل مدة عند الضحية لو كانت تملك فيلا مثلًا ومحتاجة غفير، وأغرب جرايمه كانت لما سيرة السفاح بدأ تنتشر والشرطة بقت تدور عليه والناس خافت وبقوا حذرين.. المهم إن إبن ست كبيرة عايشة لوحدها في فيلا حاول يقنعها تروح تقعد معاه هو ومراته وولاده شوية عبال ما المجرم يتعرف ويتمسك، لكن هي أصرت متسيبش البيت فقال لها إنه هيجيب عمال يعلو سور الفيلا عشان السفاح ميعرفش يتسلقه ويقتحم المكان. وفعلًا جاب عدد من الصنايعية وبدأوا الشغل، من ضمن الصناعية دول كان صاحبنا، السفاح المتخفي المقيم في الفندق. طبعًا هي حفظت وشه وبقى مألوف بالنسبة لها ، عشان كدا لما جه في يوم لوحده وادعى إن باقي العمال جايين وراه مصرختش ولا حاولت تستنجد بحد، ودبحها بنفس النمط الدموي بتاعه، قطع جسمها بالفاس وسرق كل اللي كان في حوزتها...
 
في النهاية اتقبض عليه، وبكدا القضية دي اتحلت لكن الشرطة كانت في حيرة، مليون سؤال مكنش ليه إجابة، ليه الفندق دا بالذات، ليه أكتر المجرمين وحشية غير سفاح الفاس بيقيموا في الفندق دا ؟ إيه اللي بيشدهم ليه؟ وليه الدور ال13 بالذات؟
وغيرها وغيرها من القصص الكتير، سجل حافل من الموت والغموض، لدرجة أن أبو "حمزة" قرر يقفل الدور ال13 للأبد، والله بقى الفندق رجع يشتغل تاني وبقى ليه زوار أو لو مرجعش وفضل زي ما هو مجرد بيت الدور دا هيتنسي، كإنه مش موجود تمامًا، كفاية دم لحد كدا....
............................
في محاولة بائسة "حمزة" فكر إنه يحاول يخلي الفندق يرجع يشتغل تاني، بدأ يعمل شوية ترميمات، من ضمن، حط كاميرا جوه الأسانسير وكان هيكمل، لولا إنه درس الموضوع كويس ولقى إن ولا عنده الإمكانيات المادية الكافية ولا نجاح المشروع مضمون.. مكنش هيقدر يمول التسويق والحملات الإعلانية ولا حِمل أجور موظفين وعاملين وفي النهاية ممكن برضه الفندق ميجذبش الناس....
 
طبعًا الكاميرا ولا كان ليها أي تلاتة لازمة، اللي بيطلعوا في الأساسنير في الغالب هم التلاتة ، حمزة ومنيب وشيرين والقرايب اللي بييجوا من وقت للتاني وإحنا الأربعة وبس...
أصغر واحد فينا تم ال25 ولسه بنتصرف بنفس الطريقة مع "شيرين" كإننا لسه عيال، لسه بنتفنن في مضايقتها في عدم وجود "منيب". لكن كل اللي فات كوم، واللي حصل من شهر كوم تاني....
"كارم" جاتله فكرة مريضة عشان نكسر عجلة الملل ونعمل حاجة مختلفة مع "شيرين"، مستوى أعلى من الحقارة تحت بند الهزار...
فكرته كانت إننا نطلع بيها الدور ال13 ، نقنعها تمشي فيه ونستناها زي ما كنا بنستنى بعض زمان على السلم اللي بيوصل من الدور ال12 لل13 ونشوف هترجع تقول إيه...
 
وهي عشان زي الملايكة وذاكرتها ذاكرة أطفال فاقتنعت بإسلوبنا اللطيف ونسيت المضايقات بتاعتنا والأحاسيس السلبية وتجاوبت معانا وصدقتنا لما قلنا إننا عايزين ناخدها في جولة في الفندق ونوريها أماكن حلوة...
طلعنا الدور ال12 بالأسانسير وبعدين طلعنا على رجلينا لحد الدور ال13 بس وقفنا قبل ما نخطي جوا طرقة الدور. بقينا تنتاوب في إقناعها كإننا شياطين بتوسوس لها.. وكل واحد بيتفنن وبيرسم لها سيناريوهات وبيقول توجيهات معينة .. يعني مثلًا "إياد" قال لها تقف قدام كل أوضة وتخبط على بابها و "وافي" قالها تنده بصوت عالي وتقول : "في حد هنا؟" وأنا طلبت منها تمشي لآخر الممر وبعدين ترجع لحد عندنا...
 
"يتبع"
#
#ياسمين_رحمي
إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333771
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189588
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181279
4الكاتبمدونة زينب حمدي169711
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130943
6الكاتبمدونة مني امين116766
7الكاتبمدونة سمير حماد 107700
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97821
9الكاتبمدونة مني العقدة94940
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91578

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

823 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع