إشراقة جديدة تصحبها أنغام جديدة، ألحان تختلف عن تلك التي عزفت البارحة وتلك التي عزفت اليوم الذي سبقهم . نظروا فوقهم فوجدوا الطيور البيضاء تنطلق مفترشة السماء، بياض تصبغه على الجزيرة ثم يأتي قوس قزح، أسراب من الطيور الملونة تملأ السماء لتحجب السحب وتلون الجزيرة بألوان الطيف وتستمر الموسيقى خلال اليوم حتى انتهاءه أما اليوم فلا تتوقف الإنجازات ولا تنضب كما البارحة وكل الأيام السابقة، المصانع المشيدة، الأموال المكتسبة، العمار ومزيد من العمار، الشباب، ذلك الذي يمتد لكثير من الأعوام حتى يظن صاحبه أنه لن ينتهي وينسى بأمر العجز والشيخوخة. الجزيرة تنقسم إما رجال أعمال أو أطباء أو مهندسين أو محاميين أو أصحاب مزارع وجميعهم أغنياء، مرفهين، لا يوجد من يعاني الفقر أو يعاني من شيء، الطب هناك متقدم لدرجة أن نادرًا ما أصاب أحدهم مرض مميت أو حتى أي مرض حتى أن الأطباء أصبحوا يسموا "وقائيون" يدرسون إحتمالات الأمراض قبل أن تظهر أو تنتشر ويعطون السكان المصل والتطعيمات الوقائية، أما البيوت فلا توجد، على الأقل ليس كما يعهدها الشعوب العادية، فجميعها بروج وقصور، غرف كثيرة ومتاهات ومتاحف داخلها وأروقة وصالات رقص وقمار وحديقة تلفها تمتد لأفدنة وأكثر من نافورة. لم يشتكوا من شيء حتى جاء اليوم الذي بدأوا يشتكون به من قلة الشكوى ، أصبح كل شيء ممل للغاية، لا يوجد معارك، لا تحديات، لا أهداف، لا مصاعب، لا مشقة، رفاهية، رفاهية، رفاهية، كم أصبحت الحياة واقفة ! أصبحت لا تحتمل، هم بحاجة إلى لعبة جديدة، رهان ربما أو تحدي، شيء ليسليهم ويخرجم من الرفاهية المفرطة الجازعة. توجهت مجموعة بإسم الجزيرة إلى قصر الحاكم فأستقبلهم مع مجلس الحكام وسألهم عن سبب المجيء.
-عايزين نغير النظام.
-تغيروا في ايه؟
-نكسر الروتين.
-تغيروه ازاي؟
-مش عارفين، عشان مش عارفين غير نمط الحياة اللي عايشنها، بس عايزين تغيير، حاجة تسلينا، ممكن لعبة.
علت همسات أعضاء المجلس فأشار لهم الحاكم أن يصمتوا، نظر إلى الخمسة الواقفين أمامه ثم أخبرهم أن يعطوا المجلس يومين للتشاور في الأمر ثم يعودوا اليهم ليخبروهم بالحل.
انتظر الخمسة انتهاء اليومين بفارغ الصبر ثم أخيرًا حل الميعاد، توجهوا بحماسة إلى القصر وانتظروا في قاعة الإستقبال حتى خرج المجلس معهم الحاكم. همهمة وضحك وضيفة دامت لأقل من دقيقة ثم نطق أحد أعضاء المجلس:
-انتوا حقيقي عايزين تغيير؟
-اكتر من أي حاجة.
-خلاص واحنا قررنا.
-ايه؟
-هنلعب لعبة....
بانت الحماسة على وجوه الجالسين وأسرعت دقات قلبهم في انتظار لشرح تفاصيل اللعبة.
-كل الجزيرة هتتنفي.
-يعني ايه، هتتحرك؟
-لأ مش الجزيرة اللي هتتحرك، كل اللي على الجزيرة هما اللي هيتحركوا.
-هنتحرك فين؟
-مكان تاني، عمركم ما شفتوه، هتتحبسوا هناك.
-نتحبس؟؟
-اه وكل واحد فيكم هيبقى ليه دور مختلف، واحد هيلعب دور الفقير وواحد اللي افقر منه وواحد غني،واحد قادر وواحد مش قادر، مش كلكم هتبقوا زي بعض، كل واحد هيبقى مختلف عن التاني.
-بس فعلا هنا كل واحد مختلف عن غيره، مش كلنا بنشتغل نفس الشغل ولا كلنا متجوز نفس الشخص ولا كلنا ساكنين في بيت واحد، إنتاجنا وربحنا مختلف.
-بس كلكم مش بيعاني، مفيش اختلافات جذرية،هناك هيبقى في جذر وأطراف وتطرف وفجوة وفوق وتحت والألوان هتكتر.
-أكتر من الوان الجزيرة؟
-الوان الناس والسما والأرض والنفوس، المقاييس هتتغير تماما.
لحظة تجهم ثم بدأت الابتسامات تتسع على وجوه الخمسة، ثم نطق "رائف":
-انا عاجباني اللعبة دي، انا بقى هيبقى دوري ايه؟
-مش هتعرف دلوقتي وحاجة تانية وانتوا في اللعبة مش هتعرفوا انها لعبة!
-ازاي يعني ماحنا فعلا عرفنا.
-هتنسوا كل حاجة عن الجزيرة، مش هتفتكروا أي مكان هنا ولا شغلكم الأصلي ولا تفاصيل بيتكم وهدومكم وفلوسكم وحياتكم ولا حتى اهاليكم.
-وهنفتكر امتى؟
-حالتين، وقتين معينين برضه مش هنقولكم عليها وإلا اللعبة مش هتبقى بنفس الجودة.
سأل "عثمان" تعقيبًا على كلام عضو المجلس:
-طب على الأقل قولولنا اسم المكان الجديد.
-"العاصمة".
اومأ الجمع بعدما بدا القلق على صفحات وجوههم ممزوج بالتحمس السابق لكنهم وافقوا وانسحبوا ليخبروا باقي سكان الجزيرة وهم يجهلون تمامًا ميعاد بداية اللعبة ونهايتها.
تلك الليلة لم ينم أحد، ارتفعت الصدور وانخفضت في حركة عنيفة، انطلق الادرينالين في الأجسام وأصاب الرعب الجميع. فكر بعضهم حتى في الذهاب إلى الحاكم وإخباره انهم سينسحبون ولم يعودوا يرغبون في الللعبة لكن شيء ما ثبتهم وأبقاهم في بيوتهم، "تذكر الحياة المملة وقلة الحركة التي كادت تسلبهم من الحياة" لذا قرروا الخوض في اللعبة.
**************************
قام "رائف" بصعوبة فهو دومًا ما عانى من النوم الثقيل وعدم الاستيقاظ بيسر ولكن هذا الصباح كان مختلفًا بعض الشيء فهو وإن نام بثقل كالعادة إلا أنه تذكر حلمًا قد حلمه الليلة السابقة وهو شيء لم يعهده من قبل، في الحلم عاش بمكان مختلف، أمه لم تكن أمه وأبيه لم يكن أبيه ولا بيته كان بيته، حاوط بيته محيط مياهه تتراوح بين الفيروز ولون النيلة الفضية، هذا ما كان من النهار، أما الليل فأضفى على المحيط فضة رمادية خالصة أنارته كما أنارت الفضه هذا المكان بأكمله، غريب هذا الحلم! أطلق ضحكة خفيفة عندما تذكره وهو ينظر إلى نافذة غرفته الضيقة، إلى الرجل "بتاع الروبابيكيا" وبائعة الخضرة على ناصية الشارع والقمامة المرمية على أطراف الشارع وفي الطريق وعامل النظافة الذي فوتها للتو ومشى في طريقه وكأن دوره مختلف عن لم القمامة "أمين شرطة ولا حاجة" ثم ذكر نفسه ألا يحكي لأحد عن حلمه حتى لا يتعرض للسخرية. نزل من بيته وقد رسم الوجه الكئيب المعتاد وصولًا إلى البنك وما إن فات على البوابة بدل الوجه بآخر استعدادا للجلوس على الخزانة واستقبال العملاء.
انتهى اليوم وظن معه أن روحه سوف تنتهي وتسلم إلى بارئها، ضغط عمل رهيب، عملاء منتهى السخافة، العمل ذاته في غاية الصعوبة والخطورة وبعد؟
ما يبيت فيه يصبح فيه، هو دوما يطمئن خطيبته بأن كل شيء سيكون على ما يرام، سيتمكن من أخذ قرض وشراء شقة الزوجية وشراء الأجهزة والأثاث وجميع لوازم الزواج، أما في الحقيقة ، بداخله كان مهزوز، مهزوز جدا، مرتعد من الغد، غير واثق إن كان سيتمكن من تغطية مصاريف الزواج، والحياة ما بعد الزواج، هو يحظى بمهنة جيدة ويقبض مرتب جيد، يتمكن به من العيش، إنما العيش بمفرده دون أن يكون مسؤولًا عن شخص غيره، هو ميسور إذا علمت بياناته دون النظر إلى الظروف المحيطة، لكنه يصبح فقيرًا إن قست مرتبه مقارنة بالتضخم الذي يزيد يومًا بعد يوم ومصاريف الحياة المسرفة في الغلاء، وما يهم كم النقود التي في حوزتك إن كان المطلوب منك أضعاف أضعاف تلك النقود؟
تلك العشية كانت مختلفة، هي كانت مختلفة، شيء ما تغير بها، عيناها انطفئت، وهو قرأ الإحباط والحيرة وخيبة الأمل الطافية على صفحة تلك العيون وكعادته ضمها إلى صدره وطمأنها وأكد لها أنه سيتمكن من الحصول على القرض.
"طيور بيضاء وملونة تفترش السماء، تلون المحيط والمكان الذي عاش به ، حرير، ملابس النوم من الحرير، وملابس الخروج كلها ماركات، بذلات غاية في الأناقة، مرآته تعكس شخصًا غاية في النضارة والشباب والراحة، وبيته طل على مزرعة واسعة وكأنها، كأنها ملكه لكنها ليست الوحيدة، هناك غيرها، وخير المزرعة يبيعه ليأتي بخيرات أكثر، يبيعها لأشخاص لا يقلوا عنه غنى ورفاهية، جميع سكان المنطقة لا ينقصهم شيء، لا ينقصهم مال، لا...لا، لا، لا...ينقصهم شيء، شيء ما، يشتكون من أمر، تجمع هو وبعض الوجوه المألوفة وكأنه، كأنه رآهم قبل هذا ثم ذهبوا إلى مكان ما ليشتكون أمرهم......"
قام "رائف" مفزوعا، تلك المرة كان مفزوعًا، الحلم كان حيا بشكل لا يصدق ولكن ليس هذا فقط وكأنما كان تكملة لحلم آخر، الحلم الذي سبقه في ليلة فائتة وبشكل ما أحس أنه أكثر من حلم.....
**************************
قرأ "رائف" التجهم على وجوه جميع من قابلهم في البنك بل جميع من قابلهم في الطريق إلى البنك منذ أن استيقظ وحتى لحظة دخوله إليه. ابتلع ريقه بصعوبة وهو يسأل أحد زملائه وكأنه لا يريد أن يعرف الإجابة عن السؤال الذي كان على وشك أن يلقيه:
-مال الناس، ايه اللي حصل؟
-مش عارف؟! قرار محافظ البنك المركزي.
-انهي قرار؟
-زيادة الفايدة على القروض الشخصية، الناس بقت عاجزة خلاص!
طأطأ رأسه حتى كادت تقع على الأرض، أخرج محموله ووضعه أمامه في انتظار مكالمتها.....
ثم رن الهاتف...وضعه على إذنه وسمع حديثها دون أي محاولة لإيقافها حتى نطقت:
-"احنا لازم نسيب بعض، الموضوع أكبر منك ومني وانت لسه بدري عليك، أنا حاولت حقيقي حاولت"
"ربنا يوفقك"
لم يذرف دمعة أو يحرك ساكنًأ، أكمل يومه وكأنه صنم لا يتحرك ولا يشعر ولا يتفاعل ثم أنتهى اليوم....
خرج من البنك ومشى حتى آخر الشارع، تجاوز ملمع أحذية يجلس على الرصيف، ثم عاد اليه وتوقف أمامه ورفع حذاءه.
بدأ يتحدث إلى المتربع على الأرض الذي أخرج عدته وشرع في تلميع الحذاء:
-النهارده حياتي انتهت.
رفع نظره إلى "رائف" دون تعليق وانتظر منه أن يكمل.
-لأ انا بضحك على نفسي، انا حياتي انتهت من قبل كده، حياتنا كلها انتهت، إحنا بس بننكر وبنعاند، محدش فينا، لا في مستوايا ولا أقل ولا حتى أعلى شوية هيقدر يعيش في البلد دي بعد كده.
-عشان قرارات البنك المركزي الأخيرة؟
اندهش "رائف" من رد ملمع الأحذية، ينم رده عن متابعته لأخبار البلد، حياته بها غير الأحذية والمعافرة لأجل لقمة العيش.
-اسمك ايه؟
-"عثمان".
الإسم لم يكن غريبا عليه، شيء ما بدا مألوفًا.
-هنعمل ايه يا "عثمان"، هنقف ف مهب الطوفان ونستناه وندعي ربنا ينجينا.
لحظات صمت ثم اعتلت ابتسامة وجه "عثمان" وأطلق دعابة وهو يكمل:
-او تروح الفور سيزونز اللي عالنيل وتقتل صاحبنا محافظ البنك المركزي وتشفي غليلك وغليل ناس كتير أصله قاعد هناك بقاله فترة.
ولكنه لم يسمع ضحكة من "رائف" ولا تعليق ساخر بل ملامح جدية وعينين زائغتين تفكر فيما قاله.
سحب حذائه بسرعة وانطلق متوجها إلى الفندق دون تعقل أو هوادة.
**************************
وقف أمام الفندق، لا يعلم ماذا يفعل أو كيف وصل أو إلى ماذا يخطط. لكنه وقف وانتظر ثم انتظر حتى خرج من الفندق وفد وحاشية، حراس كثيرون يحاوطون شخصًا لمحه "رائف". كان يشعر بغضب عارم، حرقة تتدفق عبر عروقه لكن توقف كل شيء، كل شعور، كل غضب ويأس وحيرة وضياع عندما دقق النظر اليه ووجد نفسه يصيح "عثمان!"، توقف المحافظ ووجه نظره نحو "رائف"، الكل علم إسم المحافظ، إنما الطريقة التي ناداه بها وكأنه يعرفه بطريقة شخصية ، نبرة المنادي ليست غريبة أبدًا، هو أيضًا تعرف عليه. لحظات وقف فيها الإثنان قبالة بعضهما، أين تقابلا، أين؟ فاتت اللحظات وتذكر "رائف" الغضب وكل الأحاسيس السلبية وعادت الحرقة تجري في قلبه وعروقه ثم سارع نحوه وانقض عليه. بالطبع لم يتمكن أبدًا منه فقد أنها عليه الحراس بالضرب ثم اصطحبوه إلى أقرب مركز للشرطة.
تلك العيون المتورمة لم تمنع "طالوت" الضابط الحاضر في القسم إحساسه الطاغي أنه قد علم هذا الشخص المهزوز الواقف أمامه، في المجرى العادي للأمور لم يكن ليتعامل مع المعتدي بهواده أبدًا خاصة أنه اعتدى على محافظ البنك المركزي بشحمه ولحمه! إنما شعر بالتعاطف مع هذا الشخص، ليس لكسرته وغلبه البائن إنما لعنصر زائد عن ذلك، “Dejavu”! هل حدث ذلك سابقًا؟ هل وقف المعتدي أمامه من قبل، هل دخل عليه مع هؤلاء الرجال الذين يشابهون الأبواب في طولها وعرضها قبلا.
-انا اعرفك؟!
أما "رائف" فبرغم الرؤية المشوشة تأكد أنه بالفعل يعرف هذا الضابط، كان قريبًا له، لا يعلم كيف وأين، لكن كان، انه يعرفه جيدا، قد بدأ يفقد عقله، بالتأكيد، لكن الضابط ذاته يشك في الأمر أيضًا.
-معرفش، مش متأكد، انا بس عايز اعرف ايه اللي هيحصل فيا يا طالوت!
اتسعت حدقتا "طالوت" وسرت قشعريرة في جسده، ذات القشعريرة التي سرت في جسد "رائف" الذي أدرك للتو أنه قد نطق اسمه برغم انه من المفترض ألا يكون قد التقاه على أرض الواقع.
-انا هحطك في زنزانة لوحدك لحد الصبح.
-وبعدين؟
-معرفش، بس انا... معرفش.
أخرج من الدرج كتابًا وأعطاه لرائف ليسلي نفسه به حتى ينام، ثم أمر أمين الشرطة أن يتأكد من نظافة الزنزانة وأن ضوء اللمبة قويا.
فتح الكتاب بعنوان "قبل هذا" للكاتب "رفيق يوسف" وبدأ يقرأ السطور
"جزيرة كانوا جميعًا يعيشون عليها، جزيرة معزولة لم تكن في حاجة إلى التواصل مع بقية العالم، كل سكانها أغنياء، والشباب هناك يبقى، يبقى أطول من أي بقعة بالعالم، هل كانت المياه؟ هل كان الهواء؟ شيء ما بالتربة؟ لم يعلم أحد حقا، عدد الطيور هائل، تمتلىء السماء بالأبيض والملون حتى تصبغ الجزيرة بألوان القوس قزح، لكن هذا لم يكفي، تسلل داء لعين، داء إن أصاب صاحبه من الصعب أن يتركه، أصاب السكان الملل...."
غلبه النعاس وهو يقرأ ثم.....شاهد نفسه هو وأربعة "عثمان خليل"، "أكثم محمود"، "طالوت عزت" و"رفيق يوسف" وهم يتوجهون إلى قصر، كان به الحاكم ومجلس الحكام، طلبوا منهم تغيير، لعبة، فقرر المجلس مع الحاكم نفيهم إلى العاصمة، يلعبون بها أدوار،وافقوا ووافق أهل الجزيرة أجمعين ثم نفوا إلى خارج الجزيرة، لكنهم لم يستمتعوا قط، إلا من ظل في القمة، من ظل صاحب أموال.
أدرك "رائف" في حلمه أنه لم يكن حلمًا، اتضحت الصورة، كما أدرك أن العيب لم يكن في الجزيرة ولا المكان الذي انتقلوا اليه ، العيب بهم، وأن الجزيرة لم تكن لتبقى على حالها مادامت النفوس سوداء، الجزيرة كانت في طريقها إلى ذات الظلم والظلام، الجزيرة ستنتهي إلى حال بقية العالم، والرفاهية مؤقتة، هذا إن كانت النفوس ذات النفوس، سيقوم أحدهم ذات يوم ليقتل الطيور ويفرش الأرض دماء ولن تهم الأموال والمصانع، ما كانت الجزيرة باقية على أية حال!.......