الخوف، ذلك الزائر الثقيل الذي يطرق أبواب عقلي في أوقات غير متوقعة، يأخذني في دوامة من الذعر والقلق تسيطر عليّ تمامًا. أجد نفسي عالقة بين أفكار مشوشة، رأسي يدور، وأوقات كثيرة لا أجد مخرجًا إلا حين أشغل نفسي وأشتت ذهني بأي شيء. أضحك على نفسي حينها، كأنني أخدع ذلك الإحساس الذي يسكنني.
هناك لحظات أحس فيها بأن تفكيري غير متوازن، متشابك مع الاسترس والضغوطات. لكن بين كل هذه الفوضى، تأتي لحظات أخرى أشعر فيها أنني أستعيد عقلي وأفكر بمنتهى الهدوء والعقلانية. في النهاية، التوازن لا يأتي إلا عندما أبتعد عن الضغوط، أُهدئ أعصابي وأسمح لنفسي بلحظة استرخاء ولعب اليوجا وتمارين التنفس
ما أدركته في هذه الرحلة هو أنني بحاجة لأن أتعلم كيف أحتوي نفسي أولًا، كيف أسيطر على نوباتي عندما تأتي. في تلك اللحظات المظلمة، كل ما أحتاجه هو يدٌ تمتد لتطبطب على قلبي، وصوتٌ مطمئن يقول لي: "لا تخافي، كل شيء سيكون على ما يرام."
احتياجي الأول دائمًا كان احتواء ذهني، تهدئة ذلك العقل الذي لا يهدأ في كثير من الأحيان كما قال أحمد خالد توفيق "لا اريد أن أواجه عقلي انا اهابه كالموت".