انتهى اليوم و وصلنا لنهايه مناقشتنا عن الحب..و شويه محشى انما ايه..عنب...
لتنتهى المناقشة و نصل لخلاصة الكلام. لعلنا نستفيد...خلينا نتكلم عن ثلاثيتى المفضلة جدا جدا جدا... Before trilogy...
...
3 أفلام اتكتبوا واتصوروا على مدى حوالى 20 سنه..كل فيلم منهم بيتناول يوم فى حياة الثنائى "جيسى" الكاتب الأمريكي الطموح و"سيلين" الفرنسية الجميلة المثقفة... بأحبهم التلاته وان كان الأقرب ليا الفيلم الثاني...
1) Before sunrise..
الفيلم الاول وهما الاتنين فى أوائل العشرينات من العمر.."جيسى" بيزور صديقته فى مدريد و بيسيبوا بعض..و"سيلين" راجعه من زيارة جدتها..بيتقابلوا فى القطار بالصدفة ويبدأ بينهم حوار عن الحياة ككل.. فجأة بيقرروا ينزلوا من القطر فى فيينا...كانوا مفلسين بالتالى بيقضوا اليوم كله ماشيين فى شوارع فيينا الجميلة يرغوا...الفيلم ماهو الا الحوار بين جيسى وسيلين...عن السياسة. الفن... العائلة...الدين..المرأة.. البيئة..كل اندفاع الشباب ببراءته "الله يمسيها بالخير" و نقاءه و توقعاته من الحياة والدنيا وهى مفتوحه قدامه..بيقربوا من بعض جدا و إن كانوا بيفضلوا حتى آخر لحظة مقررين أنهم ميحاولوش يقابلوا بعض تانى..وهما بيودعوا بعض عند القطار تانى يوم بيقرروا فجأة أنهم يتقابلوا بعد 6 شهور...
الفيلم دا جميل...شباب بقى ما احنا كنا شباب ...فكرة استكشاف نفسك والعالم عن طريق الحوار المفتوح مع انسان آخر...اندفاع الشباب و اهتمامه بالعالم الخارجي اكتر من نفسه بنظام "اوعى انا جاى اصلح".. سهولة الحلم وسهولة تتبع الحلم بدون حساب لتوابع القرار ...نموذج لحب رومانسي كلاسيكى بسيط ومعقد فى نفس الوقت..
2) Before sunset..
الفيلم التانى بعد الاول بحوالى 9-10 سنين..جيسى أصبح كاتب له رواية "الأفضل مبيعا" مأخوذة عن تجربته مع "سيلين"..فى جولة ترويجية للرواية فى باريس بيشوف سيلين واقفه وسط الحضور..كانت أول مرة يشوفها من يوم فيينا..لأنهم متقابلوش بعد 6 شهور...بيسلموا على بعض كصديقين .. المفترض أن طيارة جيسى كانت بعد ساعه لكن بيفضل أنه يتمشى مع سيلين لحد ميعاد الطيارة...
وتانى الحوار بيتشعب..ووجهات نظرهم بتتعرض وتختلف عن بداياتهم أكيد ..اتنين تانيين قدامنا فى منتصف التلاتينات..خاضوا معارك الحياة...احباطاتها ونجاحاتها..هو متجوز وعنده طفل لكنه بيفكر فى الطلاق و سبب استمراره الوحيد هو حبه لابنه...سيلين أصبحت ناشطه بيئية و صحفيه هاويه ...لكنها لم تتزوج و مدخلتش فى علاقات طويلة المدى...احباطات اللقاء بالعالم بقى...
الدنيا بتمشى بهدوء لحد مشهد الانفجار العظيم ل"سيلين" وجيسى بيوصلها لبيتها...مشهد تحفه...كل غضب الشابه اللى شفناها فى الفيلم الأول بينفجر...غضب ومرارة وحزن و فراغ قاتل..عشان نكتشف أن الشابه من الفيلم الاول لسه عايشه جواها لكن مصدومه من الواقع ورافضه تتعايش معاه...كل أحلامها عن الرومانسيه و اليوم في فيينا منعوها من الحياة الطبيعية...غير قادرة على تكوين اى روابط حقيقية مع الناس...فى حين جيسى بيتكلم عن نفس الموضوع..حياته فى زواج منتهى عشان يربى ابنه....وأنه برده كان عاجز عن نسيانها وحتى الرواية كتبها على أمل أنها تقرأها و تظهر فى حياته تانى..
بينتهى الفيلم و جيسى بيقرر أنه مش مسافر..و حيستنى فى باريس مع سيلين..
3) Before midnight..
الفيلم الثالث بعد 10 سنين كمان..جيسى وسيلين مع بعض كثنائى ...هو طلق مراته وعايش مع سيلين وعندهم توأم بنتين...جيسى أصبح روائى بارز ومشهور وهما الاتنين بيقضوا عطلة فى اليونان تلبيه لدعوة كاتب يونانى صديق لجيسى...
كنوع من الترحيب بيحجز المضيفين غرفة فى فندق لجيسى وسيلين لعطلة بدون التوأم..
تانى...حوار بين البطلين...الحب بقى اللى عاش عشرين سنه...منهم عشرة ماشى بأدور فى وشوش الناس عليك و بعاد وفراق وطلق مراته عشانها و الحب بقى....
حوار...حوار ايه!
أما حته خناقه!!!! يا لهوى! الفيلم عبارة عن خناقه!
بدايه من اول اقتراح جيسى أنهم يعيشوا فى أمريكا عشان يكون أقرب لابنه ..وعينك ما تشوف الا النور....
فى وسط الخناقه بتكتشف آلاف الشروخ المتراكمة في علاقه جيسى وسيلين.. إحساس خفى بالذنب أنه طلق مراته وساب ابنه عشان حبه لسيلين...محاولة التعايش مع جموح سيلين ونوبات غضبها ....وغيرتها عليه من المعجبات وتهافتهم عليه ككاتب مشهور..فى نفس الوقت بتشوف أن سيلين شايفاه شخص رتيب وممل...و حتى اللى الناس بتحسدها عليه أنه كتب عن حبهم كتابين هى شايفاه مصدر غضب شديد ....استغلال علاقتهم لجنى مكاسب من ناحية..وان أدق خصوصياتها أصبحت على المشاع لدرجه ان احد المعجبين بيسلم عليهم مره ويقولها "انتى مادلين الحقيقية" بتقوله لا..كل دا من وحى الخيال ومحصلش....
الخناقه بتولع اكتر....ومع كل جملة بنكتشف شرخ جديد...شكوك متبادلة...مواقف كل واحد فيهم اتصرف بشكل محبط للتانى...لحد ما بتوصل أن سيلين تسيب غرفتهم فى الاوتيل و تخرج وهى بتقول لجيسى أنها بطلت تحبه اصلا..
فى مشهد النهايه.. جيسى بيروح لها و يمثل أنه مسافر عبر الزمن جايب لها رسالة من نفسها وهى عندها 80 سنه..بتتنرفز عليه الأول و تتهمه أنه صبيانى فى التعامل مع الأمور..بعدين بتجاريه فى النكته وتعيط.....عياط يحمل خوف من المستقبل و خوف من منتصف العمر اكتر بكتير من الحزن أو الغضب..بينتهى الفيلم وهما الاتنين قاعدين بيتخيلوا حياتهم وهما عندهم 80 سنة...
)تنويه...الفيلم فى حوالى ربع ساعة اباحيه مش كويسه..)
ليه ثلاثيه أفلام before تحديدا؟
عشان بتقدم تطور و نمو ونضج الإنسان الطبيعي...على مدار عشرين سنه هما اتغيروا ومفهوم الحب بينهم اتغير..بين المثالية و الرومانسيه الشديدة المندفعه فى العشرينات..لإحباط منتصف التلاتينات ومحاولة التعايش مع فكرة اننا مش حنغير العالم...وصولا لحياة أخرى فيها أطفال ومسؤوليات و شروخ متراكمة ..و جروح وغضب وفى الآخر..ممكن هما الاتنين يبصوا لها ويقولوا "الحب راح" ..بينما هو مراحش..هو اتطور معاهم و أخذ اشكال اخرى...زى ما جيسى قال لسيلين وهى بتتعصب عليه
"May be it is not a perfect life, but it is a real one"
هى ليست حياة مثاليه اكيد..لكنها حياة حقيقية..فيها تقلبات وتغيرات ولازم نتعامل معاها ..ونتفهمها و نقر اننا اتغيرنا ونعمل شويه مجهود عشان نفهم نفسنا ونفهم بعض....وقتنا على الأرض محدود..أقصر من تضييعه فى المناهدة الفارغة..
الحب موجود..وشفته..فى زوج بيقرا الجرنان كل يوم الصبح بصوت عالى جنب زوجته اللى فى غيبوبه وهو واثق أنها سامعاه..وزوج آخر بيرفض أن العامله تغير البامبرز لزوجته خوفا على جرح مشاعرها وبيغير لها هو..ازواج بيصرفوا كل ما يملكوه فى الحياة بطيب خاطر..زوجات بتشيل بكل الحب ...بنات بتتجوز واحد رغم معرفتهم بمرضه وراضيين بالأيام اللى حيعيشوها مع بعض...
فى حب يا جماعه..بس نفهمه ونتفهمه...و نطلع بيه من القوالب المعده مسبقا..الماسخه المايعه المسطحه...اللى جعلت من الحب صورة ملونه بعنايه لكنها ابعد ما تكون عن الحقيقة....بيزيد ويقل ويتغير وطرق التعبير عنه بتتغير تبعا لتغييرات شخصياتنا احنا ونموها...و الأهم هو إدارة الأزمات والعواصف و حتى التعامل مع الرواسب الصغيرة...
هابى فالانتين ايفرى ون...
و حاولوا تقدروا الموجود في ايديكم حتى لو مش متناسب مع ما زرعته الميديا فى مخنا...و تقعدوا بعافيه...