الفرح إنفعال فطري جبلت عليه النفس بعد سماعها لخبر تنتظره يجلب عليها السعادة أو بعد إتمام عمل بإتقان وظهرت نتيجته المرضية لها أو ترويضها وتهذيبها للقيام بالطاعة على أكمل وجه في مواسم تكثف فيها الطاعة كشهر رمضان أو كأيام الحج ويوم عرفة.
فشرع لنا الله عيد الفطر ليفرح المسلمون ويُروحوا عن أنفسهم بعد ما شقوا عليها بمضاعفة الطاعات والصدقات والذكر وقراءة القرآن الكريم
قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم -: «للصائم فرحَتان: فرحةٌ عند فِطره، وفرحةٌ عند لقاء ربِّه»
وزاد فرح المسلمون بعيد الأضحى بعدما وعدهم الله بمغفرة ذنوبهم في يوم عرفه .
قال الله تعالى : {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}
والطالب الذي اجتهد لتحصيل العلم عليه أن يفرح بما أدى ما عليه من واجبات وأن يثق بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ، قال الله تعالى : {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً}
ولمن أتقن عمله ونجح في محاربة التهاون في العمل عليه أن يفرح بحب الله له ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه».
ومن يعمل ويجتهد ويبتكر في عمله لينفع البشرية عليه أن يفرح برؤية الله ورسوله لعمله ، قال الله تعالى : {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ}
ولا يقتصر الفرح على الأعمال الكبيرة بل الصغير منها أيضاً ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق».
لا تعلم بأي الأعمال تدخل جنتك فربما كسرة خبز أعطيتها لقطة بالطريق أو ربما بعض الماء البارد وضعته لعصفور في يوم شديد الحرارة ، أو ربما أعطيت عامل بالطريق كوباً من مشرب ساخن في يوم شديد البرودة ، فافرح بما تفعل واحمد الله أنه وضعك في هذا الموضع.