وُلد الليث لأب مصري ثري لكنه أراد لابنه أن يتعلم القرآن والفقه فتعلم على يد العلماء في جامع عمرو بن العاص ثم أراد أن ينهل من بحر العلم فكان يسافر للحج وهناك يلتقي بعلماء الحجاز والعراق ويناقشهم ويتعلم منهم. ونشأت صداقه بينه وبين الإمام مالك وكان مالك فقيرا فكان الليث يرسل له المال والهدايا ليعينه على التفرغ للعلم.
ملاحظتان مهمتان في حياة الفقيه المصري:
الأولى: أنه كان شديد الثراء فكان يتمتع بذلك في اللبس والبيت ويمتع أولاده وضيوفه ، وكان يتصدق على الفقراء وأصحاب الحاجات ويطعم كل محتاج، حتى أنه لم يكن يبقى لديه أي مال يمر عليه العام ليخرج عنه الزكاة إنما كان ينفق كل ماله.
الثانية: رغم صداقته بالإمام مالك إلا أنه اختلف معه في بعض المسائل فكانا يتناقشا فيها فإما أن يقتنع أحدهما برأي الأخر، أو أن يظل ثابتا على رأيه دون أن يفسد ذلك صداقتهما.
ونال الفقيه المصري مكانة كبيرة عند الوالي والخليفة فكان يؤخذ برأيه ومشورته،فأثار ذلك حنق علماء السلطة الذين أقصاهم الإمام ، وكذلك أثار ضده أنصار الإمام مالك المتشددين، فلما مات الإمام انقضوا على كل كتبه وأخفوها أو تخلصوا منها حتى لا يبقى له علم ولا أثر إلا ماحفظه تلاميذه في صدورهم وسجله فيما بعد الإمام الشافعي في كتبه.