هل يمكنني أن أكتب في سيرتي الذاتية أنني أحب الآيس كريم أكثر من القهوة؟
وأن تسعدني مشاهدة الكارتون كأطفالي؟
وأنني أُشفق على "توم" من مقالب "جيري" كثيرًا، وأحب "سلفستر" أكثر من "تويتي"، ويستفزني جدًا "باجز باني" و"دافي دَك"؟
هل سيقبلني عالم الكبار إذا عرف أنني أُفضِّل تناول المسكنات المحلّاة بالسكر، مهما أقنعني الأطباء بأنها وهمية المفعول؟
وأنني أطيل البقاء في أقسام الحلوى، والألعاب، والأدوات المدرسية، أكثر من أي قسم آخر بالمتجر؟
وأنني أُفضّل مشاهدة برامج الطبخ الأجنبية، التي يطبخ فيها الطاهي بحُب، على الجلوس في مطعم سبع نجوم يُجبَر طاهيه على خدمتي؟
وأنني لا زلتُ أبكي على الأفلام ثنائية اللون، ولا تُقنعني الأفلام الحديثة مهما أقسمت لي ألوانها أنها تنقل الواقع؟
هذا هو عالمي الحقيقي،
المغطّى بحبّات الفشار المتفجرة بالطفولة،
أما عالمي الآخر، ومظهري الجاد، فما هو إلا قناع فرضته عليّ قوانين البقاء في عالم الكبار.