نداء عاجل وهام للزوجين المنتظرين مولودًا:
أرجوكم، اختاروا لمولودكم اسمًا حسنًا، لا يُسيء إليه، ولا يكون محط استهزاء أو سخرية أو حتى نقد.
أسماء أولادكم لا علاقة لها بانتمائكم السياسي، ولا ميولكم الفنية، ولا باستحسانكم المؤقت لفئة بعينها، فتُطلقون اسم ابنكم على اسم ممثلها!
ويحضرني مواقف كثيرة جدًا تدل على ذلك.
في إحدى المكتبات، سمعتُ أمينة المكتبة تشكو من تعلق والدها بجمال عبد الناصر، فاختار لها اسم "جمال"، حتى إنها تلقت إخطارًا من منطقة التجنيد بأنها مطلوبة، وعانت الأمرّين حتى تثبت أنها هي "جمال"، وأنها أنثى!
وشخصٌ رزقه الله بثلاثة أبناء، فأطلق عليهم أسماء مركبة كالآتي:
جمال عبد الناصر، أنور السادات، عبد الحكيم عامر
وكان ذلك عام 1958.
فما موقف "عبد الحكيم" الطفل من الناس، بعد ما طال عبد الحكيم الأصلي من تشنيع؟
(ونحن مجتمع ناقد وساخر بطبعه!)
وما موقف "عبد الناصر" الطفل بعد هزيمة عبد الناصر المسؤول في النكسة؟
وما شعور "أنور السادات" بين إخوتِه "المهزومين" بعد النصر؟
كما عرفتُ شابًا كان صديقًا لأخي، كان يبكي بعد احتلال العراق، لما رافقه من تشنيع باسم الرئيس العراقي صدام حسين، لأن اسمه "صدام" — أطلقه عليه والده عندما كان يعمل بالعراق.
وكلنا يعرف موجة "مهند التركي" وما نضحه على قلوب نسائنا وأسماء أبنائهن!
كما أن مسلسلات رمضان أصبحت منجمًا للأسماء،
فقابلتُ أكثر من سيدة أطلقت على ابنها اسمًا مستوحى من بطل درامي،
وأحدثهن من سمّت ابنها "رحيم"…
وأتمنى ألا نجد من اسمه "الأسطورة"، أو "الرفاعي"، أو "نمبر وان"!
وابتعدوا عن الأسماء المشتركة بين الجنسين، فهذا قد يُسبّب لهم حرجًا، كالذي طال الأديب إحسان عبد القدوس،
عندما اكتشف — ووالده — أنه مُقيَّد كأنثى، وهو في عمر العاشرة،
فقضى يومًا كاملًا في تصحيح نوعه في شهادة الميلاد.
وتحضرني قصة قرأتها عن شخص فلسطيني أطلق على ابنه اسم "رابين" — خشية الحسد!
ولم يكن لاجئًا، بل كان مقيمًا في فلسطين!
ارفعوا أهواءكم وميولكم وهوسكم المؤقت عن أسماء أطفالكم،
ولا تُدخلوهم التاريخ من باب التشابه والاشتباه.
وأخيرًا، تجدر الإشارة إلى أنه من السُنّة اختيار الأسماء الطيبة:
قال أبو هريرة:
"أن زينب كان اسمها بَرَّة، فقيل: تُزكّي نفسها، فسمّاها رسولُ الله ﷺ زينب."
[أخرجه البخاري في كتاب الأدب، باب تحويل الاسم إلى اسم أحسن منه].