هو شُرَحبيل بن حسنة نسبه إلى امه
وقيل سمي باسم امه لكثرة زواج والده وتعدد أبنائه فعرف باسم امه تميزا لهم وكان له اخ عرف باسم عبد الرحمن بن حسنة
اسلم قبيل الهجرة الثانية للمسلمين الي الحبشة وذلك في السنه الخامسة من بعثة رسول الله صل الله عليه وسلم نبيا وذاك بحسب كلام الواقدي والمقريزي
شارك النبي صل الله عليه وسلم في كثير من الفتوحات بعد اسلامه والغزوات
ومن أشهر مواقفه مع رسول
عندما خطب الرسول صل الله عليه وسلم السيده
(أم حبيبه بنت أبي سفيان ) وقد كانت حين ذلك في الحبشه مع المهاجرين في الهجره الثانيه وكان الرسول صل الله عليه وسلم في المدينه أرسل النبي صل الله عليه وسلم يطلبها من ملك الحبشه حيث كان المسلمين في رعايته وكانت مسلمه وللعلم لم يكن معاويه او زيد قد أسلموا بعد
وكانت ثيب
فقد كانت زوجه لعبيد الله بن جحش وقد اعجب بدين النصرانيه وتنصر في الحبشه
فأرسل الملك حينئذ يسألها رأيها ومن تقبله وكيلا لها فتذكرت السيده أم حبيبه تلك الرؤية التي رأتها من قبل فقد رأت القمر في حجرها فتبسمت وادركت حينها تأويل رؤياها
فأخبرت النجاشي انها ترتضي خالد بن العاص وكيلا لها وكان ابن خال لها
و بالمناسبة النجاشي هو لقب يطلق علي كل من حكم ارض الحبشه ليس اسما وقيل ان اسمه ( أصحمه بن أبجر أو صحمه ) والله تعالي أعلي واعلم ولكنه كان ملك عادل لا يظلم عنده احد
كما لفظ الفرعون يطلق علي كل من حكم مصر قديما
فسأل النجاشي عن الصداغ الذي يدفعه رسول الله لزوجاته والصداغ يعني المهر فقيل ٤٠٠ درهم فنقدها النجاشي المهر
فما كان لملك ان يأخذ المال من نبي
وتم اختيار شُرَحبيل بن حسنه على رأس من يحرسون الهودج حتي تصل السيدة أم حبيبه المدينه المنوره ليتم الزواج
فقد كان من أشجع فرسان العرب عامه والمسلمين خاصه
وصحب رسول الله بعد ذلك فقد كان من كتاب الوحي في المدينه
وروي عن النبي أحاديث بسيطه لكثرة مشاركته في الفتوحات والغزوات من ضمن هذه الأحاديث
اشهرهم حديث عن من يصلى كنقر الديكه وغيرها من أحاديث
ثم توفي رسول الله صل الله عليه وسلم
وجاءت خلافه ابو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه
وكان له موقفا سطره التاريخ في سيره خليفه رسول الله
حيث ذهب إلي أبي بكر ذات يوما يسأله يا خليفه رسول الله صل الله عليه وسلم هل تحدثك نفسك بفتح الشام
ابتسم أبو بكر قائلا ومن أخبرك بذلك وانا لم أخبر أحدا نعم تحدثني نفسي بفتح الشام
فرد عليه شُرحبيل رأيت فيما يري النائم بين اليقظة والحلم وهذا نص الرؤية كما ذكر شرحبيل لسيدنا ابو بكر
( كأنك تمشي بين الناس فوق خرشفه صعبه ( أرض ) من الجبل ثم أقبلت تمشي حتي صعدت قنه من القنان العاليه ( تله عاليه ) فأشرفت علي الناس ومعك أصحابك ثم هبطت إلى أرض سهله دمثه(لينه ) فيها زرع وقري وحصون فقلت للمسلمين شنوا الغارة على أعداء الله وانا ضامن لكم الفتح والغنيمه فشد المسلمون وأنا فيهم أحمل رايه وتوجهت لأهل قريه فسألوني الأمان فأمنتهم فعدت فوجدتك انتهيت الي حصن عظيم ففتحه الله لك ووضع لك مجلسا وقيل لك يفتح الله عليك فاشكر ربك واعمل بطاعتك ثم قرأ عليك إذا جاء نصر الله والفتح الي آخرها
ثم انتبهت من المنام )))
فقال سيدنا ابو بكر رأيت خيرا وخيرا يكون ان شاء الله قد بشرت بفتح الشام أما الحرشفه فسنعاني من هذا العدو وأما الأرض السهله فسيكون الأمر بعد ذلك يسير وأما الرايه التي تحملها فستكون أحد أمراء المسلمين ويفتح الله علي يديك
اما الايه فقد نعيت الي نفسي فقد نعي سيدنا محمد صل الله عليه وسلم الي نفسه عند نزول هذه الآية ودمعت عين ابا بكر رضي الله عنه وأرضاه وقال
لأمرن بالمعروف وأنهي عن المنكر ولاجهد فيما نزل أمر الله ولاجهز الجنود للفتوحات حتي يقضي الله الأمر
وقد تحققت الرؤيا وفتحت العراق أولا علي يد خالد بن الوليد وكان شرحبيل قائد فرقه ثم ارسله خالد بن الوليد الي ابي بكر ليبلغ عنه رساله هو ومجموعه معه فاستبقاه سيدنا ابو بكر وجعله قائدا لاحد الفيالق وهم اربعه فيالق فكان علي ربع الجيش الذي سيفتح الشام وأرسل لخالد ابن الوليد رساله مفادها ان يغزو مجاهدا ويسرع ليلحق باخوته ويكون مدادا لهم في الشام مع مجموعه له ويترك أحد الصحابه يستكمل أمر العراق
وعندما خير خالد بن العاص
( ذاك الذي جعلته أم حبيبه وكيلا لها في زواجها في الحبشه وهو من بني أميه وأبناء عمه قد أسلموا حين ذاك معاوية ويزيد)
اي لواء يريد أن يحارب معه اختار لواء شرحبيل وعندما قال له بعض الناس لماذا تحارب تحت لواء شرحبيل اذهب وحارب تحت لواء بن عمك فكان يزيد بن معاويه علي رأس أحد الفرق فكان رده
ان بن عمي احب الي من شرحبيل لقرابته اما شرحبيل فاحب الي من ابن عمي في دينه وقرابته هذا كان اخي علي عهد رسول الله صل الله عليه وسلم وولي وناصري
وساروا لفتح الشام و اوصاه سيدنا ابو بكر انه وان وقع في أمر فليأخذ بمشوره ابو عبيده ومعاذ وخالد بن العاص وفتحت الشام والاردن وكان مشاركا بفتحهم
ثم بعد ذلك حدثت معركه اليرموك وكان مشاركا فيها بالطبع
ثم صار عمره مقاربا للستين فقرر. عمر بن الخطاب تنحيته من قياده الجيش
فسأله شرحبيل أعجزت أم خنت يا أمير المؤمنين قال لا هذه ولا تلك ولكن هناك من هم أجرأ وأكثر شبابا فقال شرحبيل لسيدنا عمر إذا لتخبر الناس وتعذرني أمامهم ففعل سيدنا عمر رضي الله عنه وأرضاه
وفخطب عمر في الناس وقال لم انح شرحبيل لأمر ولكنني وجدت رجلا اقوي من رجل
وفاته
في عهد سيدنا عمر بن الخطاب وقع طاعون عمواس وعرف بهذا الاسم لانه بدأ في منطقه عمواس ثم انتشر في الشام كلها وكان بها عددا كبير من الصحابه منهم اابو عبيده بن الجراح ومعاذ بن جبل وعمرو بن العاص ويزيد ين معاويه وشرحبيل بن حسنه
وعندما جاء الطاعون فزع عمرو بن العاص خاصه بعد موت ابو عبيده بن الجراح وخطب في الناس قائلا اني والله أرى هذا رجز ( عذاب من الله ) او الطوفان
فوقف شرحبيل قائلا
للعلم شرحبيل كان صحابي ومن اوائل المسلمين منذ الهجره الثانيه للحبشه أما عمرو بن العاص فقد اسلم باواخر عهد الرسول صل الله عليه وسلم في المدينه
فقال شرحبيل لقد صاحبنا رسول الله صل الله عليه وسلم في وقت كنت انت فيه اضل من حمار ابيك ( وقت ان كان كافرا يقصد ) ما هذا رجز فرد عمرو بن العاص قائلا صدقت
فاكد سيدنا معاذ بن جبل وكان إماما وخطيب يعلم الناس القرآن
وقال
هذا رحمه من رب العالمين و هلاك الصالحين من قبلكم كما اخبرنا رسول الله صل الله عليه وسلم
روى البخاري وابن ماجه وأحمد عن عوف بن مالك قال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ فَقَالَ: اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَة..ِ مَوْتِي ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الْغَنَمِ ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ الْمَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا ثُمَّ فِتْنَةٌ لَا يَبْقَى بَيْتٌ مِنْ الْعَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الْأَصْفَرِ فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَة،ً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا.
ست علامات
موت رسول الله فتح بيت المقدس وكان في عهد عمر ابن الخطاب في السنه السادسه عشر للهجرة والموتان الموت الاول طاعون عمواس ةمات به عدد كبير من المسلمين عامه وعدد كبير من الصحابه اشهرهم كما ذكرنا
ابو عبيده بن الجراح ومعاذ بن جبل
وشرحبيل بن حسنه وكان بعمر السابعه والستين
ها هو أحد كتاب الوحي وصاحب رسول الله الذي لا يخشي في الحق أحد فاتح الاردن و صاحب الرؤيا بفتح الشام
شُرَحبيل بن حسنه رضي الله عنه وأرضاه