عرف بذي المشهرة وذي السيفين
قرن النبى صل الله عليه وسلم
بينه وبين علي بن أبي طالب في حسن القتال
إنه
سماك بن خرشه المُكنى بأبي دجانة
اسلم ابو دجانة مع قومه من الأنصار وآخي الرسول بينه وبين عتبة بن غزوان شهد مع الرسول صل الله عليه وسلم غزوه بدر
وكان مشهورا بعصابة حمراء يرتديها فوق رأسه في القتال
عرف بشجاعته وكرمه وأمانته وجرأته ونقاء قلبه
دعوني أسرد لكم بعضا من مواقفه التي نقشها في نفوس من عرفوه وعرفناها نحن من الاثر
قيل عن شجاعته
في غزوه بدر كان هناك مشرك معروف عنه انه ما ترك جريحا خلفه قط وكل من يلاقيه فهو هالك لا محاله و عندما رآه أبو دجانة التحم معه وضربه ضربه بالسيف فشج رأسه فتبسم الصحابه حين ذاك
قيل عنه في الامانه
اعتاد ابو دجانه ان يكون في صلاة الفجر خلف الرسول صل الله عليه وسلم
ولكنه ما كاد ينهي صلاته حتى يخرج من مسرعا فاستلفت ذلك نظر الرسول الكريم فاستوقفه يوما وساله قائلا:
يا أبا دجانة، أليس لك عند الله حاجة؟
قال أبو دجانة:
بلى يا رسول الله ولا أستغنى عنه طرفة عين
فقال النبى : إذن لماذا لا تنتظر حتى تختم الصلاة معنا وتدعو الله بما تريد ؟
قال أبو دجانة: السبب فى ذلك أن لى جار من اليهود له نخلة فروعها في صحن بيتى فإذا ما هبت الريح ليلا أسقطت رطبها عندي
فترانى أخرج من المسجد مسرعا لأجمع ذلك الرطب وأرده إلى صاحبه قبل أن يستيقظ أطفالى فيأكلون منه
وأقسم لك يا رسول الله
أننى رأيت أحد أولادي يمضغ تمرة من هذا الرطب فادخلت أصبعى في حلقه وأخرجتها قبل أن يبتلعها
ولما بكى ولدي قلت له
: أما تستحى من وقوفى أمام الله سارقا؟
ولما سمع أبو بكر ما قاله أبو دجانة
ذهب إلى اليهودي واشترى منه النخلة
ووهبها لأبى دجانة وأولاده.
صدق عمر ين الخطاب حين
قال اتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر
وقيل عن جرأته
عن الزبير بن العوام قال: عرض رسول الله سيفًا يوم أحد ليبث فينا الهمه
فقال
"من يأخذ هذا السيف بحقه؟", فقمت فقلت: أنا يا رسول الله, فأعرض عني, ثم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟", فقلت: أنا يا رسول الله, فأعرض عني, ثم قال: "من يأخذ هذا السيف بحقه؟", فقام أبو دجانة سماك بن خرشة
فقال: أنا آخذه يا رسول الله بحقه, فما حقه؟
قال: "ألا تقتل به مسلمًا ولا تفر به عن كافر
فقال أعطني إياه يا رسول الله
فلما أخذ أبو دجانة السيف من يد رسول الله أخرج عصابته الحمراء تلك فعصبها برأسه
فقال الصحابه وانا معهم ارتدى ابو دجانه عصابه الموت
, فجعل يتبختر بين الصفين -قال ابن إسحاق
إن رسول الله قال حين رأى أبا دجانة يتبختر:
"إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن".
واخذ ابو دجانه ينشد
أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيلِ
أَلا أقوم الدهر في الكيول. أضرب بسيف الله والرسولِ
يقول الزبير بن العوام
قلت : لأنظرن إليه اليوم كيف يصنع؟ قال: فجعل لا يرتفع له شيء إلا هتكه و أفراه حتى انتهى إلى نسوة في سفح الجبل
قال: فأهوى بالسيف إلى امرأة ليضربها, ثم كف عنها, فلما انكشف له القتال, قلت له: كل عملك قد رأيت ما خلا رفعك السيف على المرأة لم تضربها
قال: إني والله أكرمت سيف رسول الله أن أقتل به امرأة.
من مواقف أبي دجانة مع الرسول :
عن قتادة بن النعمان قال: كنت نصب وجه رسول الله يوم أحد أقي وجه رسول الله وجهي
وكان أبو دجانة سماك بن خرشة موقيًا لظهر رسول الله بظهره حتى امتلأ ظهره سهامًا وكان ذلك يوم أحد
عن ابن عباس قال: دخل عليٌّ بسيفه على فاطمة رضي الله عنهما, وهي تغسل الدم عن وجه رسول الله فقال: خذيه, فلقد أحسنت به القتال, فقال رسول الله : "إن كنت قد أحسنت القتال اليوم, فلقد أحسن سهل بن حنيف وعاصم بن ثابت والحارث بن الصمة وأبو دجانة".
وفاة أبي دجانة :
شهد اليمامة وكان ممن القوا بأنفسهم خلف البراء داخل الحديقةحتي لا يبقي البراء وحيدا فانكسرت رجل ابو دجانة فلم يزل يقاتل حتى قتل يومئذ
وقد قتل مسيلمة الكذاب
وحشي بن حرب رماه وحشي بالحربة
وعلاه أبو دجانة بالسيف
قال وحشي: فربك أعلم أيُّنا قتله.
فقد روى زيد بن أسلم،
قال:دخل احد الصحابه على أَبي دجانة، وهو مريض، وكان وجهه يتهلل
فقيل له: ما لوجهك يتهلل؟
فقال:
ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين:
أما إحداهما فكنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، وأما الأخري فكان قلبي للمسلمين سليما
فما كان يحمل حقدا او حسدا او غلا لاحد
وتوفي أبو دجانة
في السنه الثانية عشر من الهجره
رضوان ربي عليهم أجمعين