لقطات من الذاكرة
انا و خالى
وقت استشهاد بابا خالى كان طالب بكليه الطب ..
(كان اقرب الناس شبهاً بوالدى ، رغم انه أخو زوجته)
بعد الاستشهاد شعر خالى بالمسؤليه تجاهى انا و اخى و ماما .. و رغم ان خالى ولد وحيد على فتاتين و هو الأصغر فيهم .. إلا انه تربيه الجيل الناصرى .. جيل الرجولة و المسؤليه و الشهامه و حب الوطن بلا مقابل ..
له عندى منزله ليس لها مسمى ..
فهو هرم بداخل قلبى
وضع بداخلى انا واخى اجمل و أرقى البذور التى نحيا بها حتى الآن
فرحتى بعودته نهائياً لأرض الوطن ايقظت لقطات لا أنساها
* اللقطة الأولى ..
بعد استشهاد بابا وضع على زجاج باب حجره النوم خريطه لسيناء .. و كان يرفعنى على كتفه و يشاور بأصبعه على الخريطة و يقولى لى ..
" سيناء .. الارض دى اسمها سيناء .. دى اللى بابا احمد استشهد فيها وهو بيحررها و يرجعها لنا .. علشان يحافظ على حياتنا و كرامتنا "
كان كلام كبير مش مستوعبه معناه وقتها و لكنه حفر فى قلبى .. و عشقت سيناء لان دم بابا رواها .. و هو الدم الذى يجرى بعروقى .. احببتها لان جزء من أرضها مروى بدمى ..
كنت انظر لها و أنسى اسمها .. فأجرى اليه و اقول له و انا اشاور لأعلى على الخريطة بأصبعى الصغير ..
" اونكل عصام حضرتك قلت لى اسمها ايه ؟ .. فيحملنى و يرفعنى لأعلى و هو يشاور عليها بإصبعه الجميل .. سيناء .. قولى ورايا .. سيناء .. رددتها ورائه ثلاث مرات و لم انساها بعدها أبداً .. فقد حفرت فى قلبى و فى عقلى
بنت الشهيد
نهلة أحمد حسن