يحل المساء..
ويسدل الليل أستاره ليلملم شهقات النهار المتعبة..
ويربت على أصحابها..
ينتهي صخب اليوم.. بمتاعبه.. وركضه المتواصل..
تغمض العيون..
وتسدل الجفون..
وتعانق الأنفاس عبير الليل..
فيتوقف كل شيء..
ولا يبقى سوى تراكم الخيبات..
كما تراكمت الليالي من حولها..
ليلة وراء ليلة..
تود لو يأتي إليك أحدهم ليلتقطك إبان سقوطك..
ويكون حائلًا بينك وبين ارتطامك بأرض الواقع..
تود لو همس لك بأعذب الكلمات..
وبدد تعبك وألمك بعناق يجدد الروح ويرمم انكساراتها..
تتمنى لو يبتسم لك بلطفه بينما ترسم شفتاه موثق "الحاء والباء" الخالد..
وتخبرك عيناه كم يفتقدك كونه..
وكم يراك جميلًا فريدًا ولا غنى له عنك..
ولو اجتمع الكون كله من حوله..
حينها يتبدد كل التعب والشوق والألم وينتهي..
ويتمدد العقل مستغرقًا في سباته العميق..
وينطلق خدر القلب غازيًا الاوردة والشرايين..
فيحيل التعب راحة والألم متعة لا تضاهيها في الحياة كل المتع..
تلك هي ليلة هدية بحق..
حينما يؤنسك فيها من تتمنى وجوده بجوارك..
وقد انتبه لتعبك فحرص على تسخير كل سبل استطاعته لراحتك..
وكأن الكون قد أراد أن يعوضك فأرسل لك هبة منه تعينك وتحييك..
وكأن الكون كله قد اعترض على تعبك ووقف وثار واجتهد من أجلك.. ومن أجل إرضائك..
فتنام وكلك أمل أنك ستصبح على خير..
مجرد حلم وأمنية..
وكم لنا بين طيات الأيام أمواج وأمواج ثائرة من الأماني الطوال..
ليتها تتحقق..
وليتها تكون الحياة هي تلك..