تأملات حول حقيقة البعث والحشر والحساب!
١- في صلاة العشاء قرأ إمام المسجد سورة القيامة، وفي مفتتح السورة الكريمة، يسأل الله عز وجل سؤالا استنكاريًا، يعني يعلم إجابته وهو العليم الحكيم فيقول: {أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه}؟!
٢- ثم يجيب المولى جل جلاله ويقول: {بلى قادرين على أن نسوي بنانه}، يعني أنه تعالى قادر تمام القدرة على إعادة جسد الإنسان كما كان تماما في الحياة الدنيا.
٣- ولقد توقفت طويلا ــ متأملا ومتفكرًا ــ عند هاتين الآيتين، أو عند هذا السؤال وهذه الإجابة التقريرية من المشرع الأعلى، وتساءلت: هل فعلا يوجد إنسان عاقل يشك في قدرة فاطر السموات والأرض على إحياء الموتى وجمع عظامهم وإعادة تشكيل أجسادهم وحشرهم في مكان واحد للوقوف بين يديه؟!
٤- وخطر ببالي أن كثيرا من الناس في هذا العالم المجنون لا يؤمنون بمثل هذا اليوم، ولا يوقنون أنهم مبعوثون من بعد الموت ومُحضَرون أمام الله للحساب.
٥- وتذكرت أن أديبا فذا وكاتبا ومثقفا له سمعة عالمية مثل الكاتب الكولومبي الشهير جابرييل جارسيا ماركيز أوصى زوجته ــ ذات الأصول المصرية ــ بحرق جثمانه وطحن عظامه ونثر رماد الجثمان والعظام في الهواء وفي البحر بعد وفاته.
٦- تعجبت كل العجب من عمى ماركيز ــ الذي أثار إعجابنا بقدرته الخارقة على الوصف والتخيل والسرد في عالم الروايات ــ عن حقيقة الإيمان وحقيقة التوحيد وتفكرت في هذا الأمر حتى توصلت إلى أن الأمر لا علاقة له بالذكاء والثقافة والمعرفة، بل يتعلق الأمر بالهداية، وقلت إنها إذن الهداية اللازمة للنجاة.
٧- ثم جاء بخاطري قولة الإمام ابن تيمية الذي رأى أن "الرجل قد يكون أذكى الرجال وأحدَّهم نظرًا، ويعميه الله عن أوضح الأشياء".