آخر الموثقات

  • صادقوا الرومانسيين
  • ربي عيالك ١٠
  • من بعدك، كلامي بقى شخابيط
  • إيران من الداخل بعد الحرب.. 
  • معضلة فهم الحرب على إيران
  • نصر سياسي ايراني
  • قصة قصيرة/ وصاية الظل
  • ق ق ج/ سرُّ الشجرة والقوس
  • قليل من الحياة
  • حين كنت تحبني سرآ
  • رفاهية الضياع
  • وفتحوا المكاتب تخصص جديد
  • يمكن الطريق موحش!
  • الخلل
  • لا أعيش مع بشر
  • اسئلة عقدية خليلية 
  • جرح الكلمات
  • الصالونات الثقافية ...... هل هي بدعة جديدة ؟
  • الحب الصحي
  • المولوية
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة د محمد ابو النور
  5. مصطفي اللباد كاتب عظيم ألّف كتابا واحدا فقط عن إيران

دخل تاريخ الشؤون الإيرانية من بابه الواسع..

ثلاث سنوات على رحيل كاتب عظيم ألّف كتابا واحدا فقط عن إيران

 

١- في العام 2006 بدأتُ التخصصَ في الشؤون الإيرانية، وهو العام نفسه الذي أصدر فيه المرحوم الدكتور #مصطفى_اللباد، تحفته الفكرية “حدائق الأحزان.. إيران وولاية الفقيه”، وبطبيعة الحال اقتنيت الكتاب من دار الشروق في ميدان طلعت الحرب بوسط القاهرة، وعلى حد ذاكرتي بلغ سعره 25 جنيها، وكان رقما كبيرا بالقياس إلى أسعار الكتب الأخرى في ذلك الوقت. على سبيل المثال كان سعر كتاب “إيران من الداخل” للأستاذ فهمي هويدي عن الدار نفسها 18 جنيها، وسعر كتاب “مدافع آية الله” للأستاذ محمد حسنين هيكل 20 جنيها، عن الدار نفسها أيضا.

 

٢- نظرا لارتفاع سعر كتاب اللباد بالمقارنة مع أسماء مؤلفي تلك الكتب وقاماتهم، فقد كان أول أمر يلفت نظري بشدة إلى هذا الرجل، بحكم أن التميز في السعر لابد أن يستتبعه تميز في الطرح والمحتوى.

 

٣- ولما سألت الزملاء في الدار قالوا: إن الطبعة فاخرة، وغلافها من اللون الأسود الممتاز، وورقها من النوع الحديث الذي يفضله المصدرون في عمليات تصدير الكتب إلى الخارج؛ نظرا لكونه خفيفا لا يستهلك وزنا كبيرا في الجمارك.

 

ثم تعمدوا إسالة لعابي عندما أخبروني أن المهندس إبراهيم المعلم، صاحب الدار، قرر تخفيض الكتاب ــ وكل إصدارات الشروق ــ بما قيمته 25 بالمئة لحاملي عضوية نقابة الصحفيين.

 

٤- اقتنيت الكتاب وقرأته مرتين الأولى استغرقت 3 أيام، والثانية استغرقت نحو شهر، ووقتها كنت أفكر في رؤوس موضوعات تصلح لأطروحتي لنيل درجة التخصص "الماجستير" في الشؤون الإيرانية، بعد أن كلفني أستاذي الدكتور، السيد محمد الدقن، رحمه الله، (ابن عم الفنان الشهير توفيق الدقن) بالإتيان بورقة فيها 10 رؤوس موضوعات عن إيران للتسجيل في التخصص، وقد ساعدتني أفكار اللباد على جلب بعض منها.

 

٥- بعد ذلك بثلاث سنوات في 2009 نشر مركز الأهرام كتابا تحليليا مهما للغاية عن إيران، بعد إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد لدورة رئاسية ثانية، وحمل الكتاب عنوان “إيران.. جمهورية إسلامية أم سلطنة خمينية؟” شارك فيه 5 من أهم المتخصصين في تحليل السياسات الإيرانية، وهم: الدكتور محمد السعيد عبد المؤمن، والدكتور مدحت حماد والدكتور محمد عباس ناجي، والدكتور وحيد عبد المجيد، ووضع المركز دراسة اللباد في صدر الكتاب وحملت عنوان “طائر إيران الخرافي ثلاثي الأجنحة”.

 

٦- كان عنوان البحث غرائبيا وعجائبيا على نحو لافت، وهو ما جعلني أقرأه بعناية عدة مرات، ثم حرصت بعدها على متابعة ما ينشره على الإنترنت، خاصة أن خدمات الشبكة الدولية للمعلومات في ذلك الوقت قد بدأت تحظى برواج وأهمية مع تزايد عدد المواقع الإلكترونية للصحف.

 

٧- في تلك المرحلة من حياتي البحثية كنت أستمع وأقرأ كثيرا، وأكتب قليلا، ولا أتحدث أبدا، ولتعزيز خاصية السمع؛ كنت أحرص على حضور كل (كل بمعنى كلمة كل) الندوات والمؤتمرات والفعاليات المتخصصة في الشؤون الإيرانية.

 

٨- ولما كانت إيران قد خرجت من أتون انفجار اجتماعي كبير في أعقاب فوز محمود أحمدي نجاد بالولاية الرئاسية الثانية، كان أن أقام مركز الأهرام مؤتمرا متخصصا في تحليل السياسات الإيرانية، وبطبيعة الحال حضره قطاع كبير من الباحثين ذوي الصلة، أغلبهم أصبح صديقا مقربا حتى الآن.

 

٩- في أثناء استراحات المؤتمر تحدثت مع عدد كبير من الأساتذة والباحثين؛ لكني لاحظت تغيب اللباد عن المشهد، لأسباب اجتماعية بحتة فقد كان الراحل لا يستسيغ المناسبات العامة المشابهة وكانت مواهبه في التواصل الاجتماعي على النقيض تماما من مواهب قلمه ذي المداد العرمرم في البحث والكتابة، وهو صاحب الكتب والأبحاث والمؤلفات المدهشة التي ليس لها ثاني في التخصص.

 

١٠- عندها خطر ببالي أن أطلب رقم هاتفه من أحد الزملاء وأتصل به وأطلب أن أستزيد من معارفه وجها لوجه، طالما تعذر حضوره، أو هكذا بدا الأمر لي.

 

١١- اتصلت به وعرفته على نفسي وطلبت مقابلته، لكنه أعطاني موعدا مفاجئا. قال اللباد: أنتظرك غدا في مكتبي بالجيزة، ممكن نجلس سويا من 8 صباحا حتى 8:30 أي لمدة نصف ساعة.

 

١٢- كنا في ديسمبر وبطبيعة الحال الطقس شديد البرودة، وحتى أقابله في تمام الثامنة في مكتبه يلزم أن أستيقظ على الأقل في السادسة صباحا، لكن نظرا لأني أحب الاستيقاظ مبكرا جدا، ونظرا لأنني من سكان الجيزة على بعد 5 دقائق بالسيارة من مكتبه؛ فقد وافقت.

 

١٣- الحق أنني كنت سأذهب إليه حتى لو أعطاني موعدا في الخامسة صباحا أو الواحدة بعد منتصف الليل؛ فقانون الحياة المنطقي الذي يحكم تفكيري أن "الطالب يجب أن يتأقلم مع نظام المطلوب".

 

١٤- في الثامنة بالضبط صعدت إلى مكتبه، وهو مركز الشرق للدراسات الإقليمية والاستراتيجية، ولاحظت اهتمامه بالتاريخ والجغرافيا؛ لفهم أبعاد الصراعات، ثم لاحظت نبرة شجن محشورة في حلقه؛ حزنا على الأحلام التي استعصت أمامه، وغضبا من المعاني التي استغلقت عند باب قلمه.

 

١٥- ثم عدت بذاكرتي إلى الإهداء الدال الذي صدّر به “حدائق الأحزان”، وخطر ببالي أنه في هذا المكان المغطى ببعض الصور، والمفروش بسجاد كاشاني صغير، في قعر الحجرة، يكتب أبحاثه على وقع مقامي “راست” و”نهاوند”.

 

١٦- بدلا من النصف ساعة جلست في ضيافته لنحو ساعتين، جرت فيهما أشياء كثيرة.

 

جرت فيهما في عقلي دماء جديدة في التخصص، وجرت في يقيني مبادئ تأسيسية حول فهم إيران والتعامل معها.

 

١٧- ثم ماذا إذن؟!

 

ثم ما هو أهم، حين جرى تنظيم تفكيري حول طريقة العمل الأكاديمي الواقعي المتخصص في الشؤون الإيرانية، وحسابات الظهور الإعلامي وكيفية التحدث في المؤتمرات وخلافه، وهي أمور لا تقل أهمية عن تحصيل العلم نفسه.

 

١٨- قال لي اللباد كلمات كثيرات ما تزال عالقة بذهني، لكنه قال: “كنت أظنك عندما حادثتني في الهاتف من الشبان غير المسؤولين (في الواقع استخدم رحمه الله اصطلاحا شعبويا آخر) الذين يريدون العمل في المجال البحثي من أجل المال والشهرة، ثم اتضح لي أنك بحق محب للعلم، وطالما أنت كذلك استعد لتحمل المسؤولية في القريب العاجل”.

 

١٩- دارت الدنيا بدورتها، وتدفقت الأنهار تحت الجسور، ومرت السنون، وبدأت في تلقي مكالمات شبيهة بالمكالمة التي أجريتها مع اللباد، من شبان وشابات يتلمسون بداية المشوار، ومن الغريب أنني أردد بوعي ـ وأحيانا بدونه ـ على بعض زملائي الباحثين حديثي التخرج كلمات كمثل الكلمات التي قالها لي في ذاك الصباح القارس من ديسمبر عام 2009.

 

٢٠- رحمة الله على من علمنا أن أثر المرء بالكيف لا بالكم، وأن الرجل يمكنه أن يكتب كتابا واحدا فقط في تخصص ما، بدقة واتقان؛ فيدخل به تاريخ التخصص من بابه الواسع.

 

رحمة الله على مصطفى اللباد الذي لقى ربه في مثل هذا اليوم الأول من سبتمبر عام 2019، والذي بحث فكتب فأصاب وأخطأ، والذي يمكنك الاتفاق والاختلاف معه، والذي لا يمكنك نكران تأثيره الواسع وموهبته النادرة.

 

#تأملات_ليلية

#شؤون_إيرانية

إحصائيات متنوعة مركز التدوين و التوثيق

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↓الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة محمد شحاتة
4↓-1الكاتبمدونة اشرف الكرم
5↓الكاتبمدونة ياسمين رحمي
6↓الكاتبمدونة حاتم سلامة
7↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
8↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
9↑1الكاتبمدونة حسن غريب
10↓-2الكاتبمدونة ياسر سلمي
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑31الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني203
2↑22الكاتبمدونة مها اسماعيل 173
3↑14الكاتبمدونة مرتضى اسماعيل (دقاش)205
4↑11الكاتبمدونة منال الشرقاوي193
5↑5الكاتبمدونة كريمان سالم66
6↑5الكاتبمدونة خالد عويس187
7↑4الكاتبمدونة نجلاء لطفي 43
8↑4الكاتبمدونة غازي جابر48
9↑4الكاتبمدونة سحر حسب الله51
10↑4الكاتبمدونة نهلة احمد حسن97
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1079
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب695
4الكاتبمدونة ياسر سلمي655
5الكاتبمدونة اشرف الكرم576
6الكاتبمدونة مريم توركان573
7الكاتبمدونة آيه الغمري501
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني426
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين417
10الكاتبمدونة شادي الربابعة404

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب333840
2الكاتبمدونة نهلة حمودة189709
3الكاتبمدونة ياسر سلمي181357
4الكاتبمدونة زينب حمدي169726
5الكاتبمدونة اشرف الكرم130949
6الكاتبمدونة مني امين116770
7الكاتبمدونة سمير حماد 107768
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي97846
9الكاتبمدونة مني العقدة94970
10الكاتبمدونة حنان صلاح الدين91620

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة رهام معلا2025-06-29
2الكاتبمدونة حسين درمشاكي2025-06-28
3الكاتبمدونة طه عبد الوهاب2025-06-27
4الكاتبمدونة امل محمود2025-06-22
5الكاتبمدونة شرف الدين محمد 2025-06-21
6الكاتبمدونة اسماعيل محسن2025-06-18
7الكاتبمدونة فاطمة الزهراء بناني2025-06-17
8الكاتبمدونة عبد الكريم موسى2025-06-15
9الكاتبمدونة عزة الأمير2025-06-14
10الكاتبمدونة محمد بوعمامه2025-06-12

المتواجدون حالياً

812 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع