لم أكن يومًا مهرّجًا في مسرح الحياة،
ولا سعيت لأن أكون صورة تُعجب الجميع وتُرضي الكل. لم أرتدِ غير ثوبي البسيط، ولا زينت صوتي بكلمات منمّقة لا تُشبهني.
أنا كما أنا… بصوتي حين يعلو، بصمتي حين يطول، بدمعتي حين تخذلني الدنيا،
وبضحكتي التي تُولد من رماد الحزن أحيانًا.
لم أدّعِ يومًا بطولة لم أخض معركتها، ولا زعمت الطهر المطلق في قلبي العادي.
أنا بشر… أخطئ، أتعلم، أنهار، ثم أقف من جديد .. لا أجيد التمثيل، ولا أُتقن الكذب ولا المجاملة حين يختنق صدري بالضيق .. فقلبي كتاب مفتوح، لا يعرف الحيلة، ولا يحفظ دروس الخداع تلك التي يُتقنها الكثير.
لم أتصنّع يومًا رقة لا أملكها، ولا قسوة لا تسكنني، بل أنا مزيج من ضعف وقوة، من رقة في لحظة، واندفاع في أخرى، صادقة حين أحب، وصريحة حين أكره، ولا أُخفي أبدا وجهي الحقيقي تحت أقنعة المجاملة.
ربما لا أُعجب الجميع، وربما تُزعج صراحتي بعضهم، لكنّ راحتي في أن أكون كما أنا،
لا أكثر ولا أقل.
في زمنٍ يتلوّن فيه الكل، قررتُ أن أكون بلون واحد، شفّافًا… واضحًا… وإن جرحتني الحقيقة، فهي خيرٌ من حياةٍ مزخرفة بالكذب والتمثيل.