آخر الموثقات

  • لو جيت وقلت ف يوم ...
  • تجارب النضج
  • ذو الحجة… شهر النفحات والاستعداد للعيد الأكبر
  • حكم دار عصير الكتب
  • أحاسيس الأبرياء..
  • هُدنة مع العدم
  • تغريد الكروان: ثورة
  • مخاض الكلمات
  • لقاء عابر
  • ذلك الخبر ..
  • دعني أُحبُّك في صمت!
  • حبآ بلا منازع..
  • منك لله يا قابيل - سيرك ولاد الحلو - تيجي نلعب استغماية - خلاويص؟ لسسسه
  • اللامنتمى 
  • المرايا..
  • غرام بالصدفة
  • الصداع النصفي .. والاستخدام الآمن لأدوية العلاج والوقاية
  • النصيب .. تعرفوا معناه ؟!
  • القايمة في مصر
  • لا تُراهِنْ
  1. الرئيسية
  2. مركز التـدوين و التوثيـق ✔
  3. المدونات الموثقة
  4. مدونة مها الخواجه
  5. النصل - قصة قصيرة

    كانت تنتزع جسد ابنتها الصغير من بين أيادي زوجها وأمها، تخفيها خلف ظهرها، وتدفعهما بجسدها الذي نحتته الآلام والسنوات، قالت لهما والبكاء يختلط بكلماتها: لا .. ليس ثانية ..، ثم استدارت والتقطت ابنتها واعتصرتها بين ذراعيها، ونظرت إلى أمها وقالت: لم أسامحك .. ولن أكون مثلك.

    ‏

    أغمضت عينيها بألم متذكرة تلك الحادثة التي مرت عليها سنوات طويلة، إنها تتذكر ما حدث جيدًا؛ كانت طفلة في السابعة من عمرها، يتشابه اسمها مع ابنة جارتهم التي تكبرها بعشر سنوات.

    ‏

    تتذكر جيدا ذلك اليوم حين دق طفل من أبناء الجيران باب منزلهم، وطلب منها صحبته لأعلى السلم كما تعودا للعب الغميضة، لاحظت أن في يده ورقة، سألته عنها، فأجابها: أن جارهم الشاب الذي يسكن في البيت المقابل لهم قد أعطاه إياها ليسلمها لها، تتذكر جيدًا أمها التي كانت منحنية تكنس صالة شقتهم ثم ألقت بالمقشة التي كانت بيدها واندفعت نحوهما لتخطف الورقة قبل أن تصل إلى يدها محاولة قراءة ما بها، تتذكر ملامح وجه أمها وهي تتقلص وتتشنج كلما وقعت عيناها على كلمات الخطاب التي تتفجر بالغرام وترتد إلى جسدها فينتفض، وتذم شفتيها ثم تفتحهما بالسب واللعن، تتذكر جيدًا أنها كانت تفر من تحت اللطمات واللكمات .. بينما تلاحقها كلمات أمها المتوعدة إياها بالحبس في المنزل ومنعها من اللعب مع أبناء الجيران.

    ‏

    كانت قد تسمرت في مكانها وقد أطبقت الأم يدها على الورقة بغضب، ثم استدارت وعبرت نحو الشقة بينما هي واقفة كتمثال على السلم الصاعد أعلى شقتهم وقد سيطر عليها الألم والرعب .. لم يكن يتحرك فيها غير قلبها الذي يرتج في صدرها وعينيها اللتين تتابعان أمها تدخل إلى غرفة أبيها ويدها مطبقة على الخطاب الغرامي، وتغلق الباب خلفها بعنف حتى أنه ارتد ولم ينغلق تماماً .

    ‏

    تتذكر جيدًا .. ساقيها المرتعشتين وهما تحاولان التسلل نحو الشقة .. ووقوفها في تلك الزاوية - التي تقف فيها الآن - وعيناها مصوبتان على فُرجة الباب .. تتذكر أبيها الذي انتفض على سريره من صوت ارتطام الباب، وصراخ أمها حين مدت يدها له بالخطاب : 

- كان عليك أن تطيعني يوم أخبرتك أنه آن الأوان .. ليتني ما سمعت كلامك يوم جمعتْ أمي بنات العائلة .. وأنت فقط من اعترض، خوفًا عليها لصغر سنها .. سأخبر أمي الليلة أن ترسلهم وغدًا سيتم الأمر.

    ‏

    ‏ تتذكر أنه في اليوم التالي دق باب المنزل: جرت لتفتحه فوجدت أمامها امرأتين غريبتين تسألان عن أمها، واحدة منهما طويلة وبها نحافة واضحة، والأخرى بدينة ومكتنزة الجسم، كانت السيدتان تنظران إليها ثم تنظران لبعضهما وتبتسمان وتسألانها عن اسمها، تنادي على أمها، فتأتي مهرولة وتستقبلهما بحفاوة وتغدق عليهما واجب الضيافة، قبل أن تدخلهما غرفتها، وتنادي عليها وتجذبها من يدها برفق ثم تجلسها على حجرها، كانت قد كبرت على مثل تلك الجلسة .. تتذكر مباغتة أمها لها حين احتضنتها من ظهرها وكتَّفتْ ذراعيها رافعة طرف ثوبها .. وتلك المرأة النحيفة وهي تتقدم نحوها لتنتزع عنها ملابسها الداخلية بينما هي تصرخ في فزع: 

- أمي أبعديها .. ماذا تفعل؟!

= لا تخافي ستكونين هادئة ومؤدبة.

 

    ‏ يومها .. لم يكن عقلها الصغير قادرًا على فهم كلمات أمها، ولا إدراك ما تفعله بها، كان عقلها يرفض تصديق أن أمها وهي التي كانت تنصحها بالحفاظ على جسدها من الغرباء، تركت امرأة غريبة تجردها من ملابسها التحتية!

    ‏

    لم يشفع لها بكاؤها وصراخها وتساؤلها عم يحدث، انتابها رعب هائل وهي تتابع بعينيها الباكيتين تلك البدينة وهي تفتح حقيبتها وتخرج منها قطعة من القماش الأبيض المطوية بعناية، ثم تفتح طياتها تباعًا إلى أن تستخرج منها شيئا معدنيًا لامعًا، لتسلمه لشريكتها النحيفة، وفي ذات اللحظة كانت أمها قد باعدت بين ساقيها بكل قوتها، فتنقض تلك النحيفة على لحمها العاري، بذلك الشيء الذي يلمع نصله في يديها .. شعرت ببرودة المعدن على جسدها المكشوف، وكلمح البصر اجتثت المرأة ذلك الجزء من لحمها الحي آخذة معه جزء من روحها البريئة!

    ‏

    تتذكر جيداً أنها قضت ليلتها آنذاك كذبيحة على يد أمها وتلك الغريبتين .. لم تختبر ألمًا مثل ألم الذبح، إلا أنها في اليوم التالي كانت على موعد مع ذبح جديد .. تتذكر .. أنه قد طلع عليها ذاك الصباح المعتم وقد تعالت أصوات على درج البيت .. أصوات نافرة زاعقة متداخلة .. صوت أقدام تدق درج السلم صاعدة ونازلة إلى شقة تلك البنت التي تكبرها بسنوات وتشاركها الاسم .. كانت أمها تسد فتحة باب شقتهم بجسدها .. إلا إنها استطاعت أن ترى والد تلك البنت وقد أمسك ذلك الشاب من رقبته .. بعد أن اكتشف أن ذاك الخطاب الغرامي كان لابنته!

    ‏

    هي الآن وبعد تلك السنوات .. تقف في هذه الزاوية وقد استغرقتها الذكرى التي ما فارقتها حتى بعد أن تزوجت وأنجبت هذه الطفلة التي تعتصرها الآن بين ذراعيها، وعيناها مصوبتان نحو نصل بارد بيد امرأة غريبة، ثم تسدد نظراتها نحو أمها .. والكلمات تخرج من فمها مُرة متألمة لكنها نافذة ومصممة وحادة: 

- لم أسامحك .. ولن أكون مثلك.

التعليقات علي الموضوع
لا تعليقات
إحصائيات متنوعة

المدونات العشر الأولى طبقا لنقاط تقييم الأدآء 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية) 

الترتيبالتغيرالكاتبالمدونة
1↓الكاتبمدونة نهلة حمودة
2↑1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب
3↑1الكاتبمدونة ياسمين رحمي
4↓-2الكاتبمدونة محمد شحاتة
5↓الكاتبمدونة اشرف الكرم
6↓الكاتبمدونة حنان صلاح الدين
7↓الكاتبمدونة ياسر سلمي
8↓الكاتبمدونة حسن غريب
9↑1الكاتبمدونة آيه الغمري
10↓-1الكاتبمدونة حاتم سلامة
 spacetaor

اگثر عشر مدونات تقدما في الترتيب 

(طبقا لآخر تحديث تم الجمعة الماضية)

#الصعودالكاتبالمدونةالترتيب
1↑58الكاتبمدونة خالد دومه56
2↑43الكاتبمدونة كريمان سالم70
3↑29الكاتبمدونة عبير محمد119
4↑23الكاتبمدونة غازي جابر79
5↑18الكاتبمدونة ياره السيد112
6↑15الكاتبمدونة آمال صالح21
7↑14الكاتبمدونة عبير مصطفى73
8↑13الكاتبمدونة عبير بسيوني173
9↑12الكاتبمدونة أسماء نور الدين83
10↑12الكاتبمدونة شيماء الجمل129
 spacetaor

أكثر عشر مدونات تدوينا

#الكاتبالمدونةالتدوينات
1الكاتبمدونة نهلة حمودة1068
2الكاتبمدونة طلبة رضوان769
3الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب687
4الكاتبمدونة ياسر سلمي649
5الكاتبمدونة مريم توركان573
6الكاتبمدونة اشرف الكرم566
7الكاتبمدونة آيه الغمري492
8الكاتبمدونة فاطمة البسريني422
9الكاتبمدونة حنان صلاح الدين416
10الكاتبمدونة سمير حماد 399

spacetaor

أكثر عشر مدونات قراءة

#الكاتبالمدونةالمشاهدات
1الكاتبمدونة محمد عبد الوهاب328545
2الكاتبمدونة نهلة حمودة184317
3الكاتبمدونة ياسر سلمي176064
4الكاتبمدونة زينب حمدي168338
5الكاتبمدونة اشرف الكرم126463
6الكاتبمدونة مني امين115748
7الكاتبمدونة سمير حماد 105385
8الكاتبمدونة فيروز القطلبي96563
9الكاتبمدونة مني العقدة93479
10الكاتبمدونة مها العطار86756

spacetaor

أحدث عشر مدونات إنضماما للمنصة 

#الكاتبالمدونةتاريخ الإنضمام
1الكاتبمدونة عبير سعد2025-05-23
2الكاتبمدونة هاله اسماعيل2025-05-18
3الكاتبمدونة محمد عرابين2025-05-15
4الكاتبمدونة اريج الشرفا2025-05-13
5الكاتبمدونة هبه الزيني2025-05-12
6الكاتبمدونة مها الخواجه2025-05-10
7الكاتبمدونة نشوة ابوالوفا2025-05-10
8الكاتبمدونة كريمان سالم2025-05-10
9الكاتبمدونة رشا ماهر2025-05-09
10الكاتبمدونة مها اسماعيل 2025-05-09

المتواجدون حالياً

1789 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع