لقد عرفنا عدونا
أذقناه بأساً شديداً
ضراوة فى القتال
عبر كل المسافات
من آلاف الأميال
إلى النقطة صفر
بكل ما أوتينا من قوة وثبات
هل كان عدونا قبل الطوفان
حملاً وديعاً يحنو علينا
بالألعاب والملذات
العدو هو العدو
إعتقال وقهر وموت
في الصباح وفى عتمة المساءات
دمروا كل شىء عندنا
بيوتنا... حقولنا
خمسون ألف شهيد
ألوف... ألوف الإصابات
معدوم هذا الضمير الإنساني
منعوا دخول الغذاء
قطعوا عنا الكهرباء
دمروا محطات المياه
نسفوا حتى المشفيات
برغم كل هذا ...
شبابنا رجال
أعدوا الأكمنة وسط الأنقاض
فأستهدفوا أفراد ودبابات
رجال تركوا الدنيا خلفهم
لا تلهيهم الملذات
ولا العنتريات
تركوا كل المهاترات
لا أحد راهن عليهم
فهم خارج الأنظمة المعلنة
وخارج كل المعادلات
لا يعرفون ما يدور خلف
الأبواب المغلقة
كل ما يعرفونه
هو العزم والثبات
لن يتركوا أرضهم
ولن يسلموا أسلحتهم
سيطيحوا بأكذوبةالعدو
أن الأرض لهم من النيل إلى الفرات
فهم جيل أطفال الحجارة
وشباب الإنتفاضة الأولى
ورجال الطوفان
وكل ما هو ... آت
عدونا ليس له عهد
ولا ذمة ولا ميثاق
عدونا اخترق كل هدنة
تحت غطاء القوة
وهنا الدماء تراق
يريدون تهجيرنا من أرضنا
يضيقون علينا الحياة
يشدوا على رقابنا الوثاق
ترحل الطيور في حزن
حين ترى الأطفال يموتون في كل رواق
نحملهم بين ذراعنا
نسرع الخطى
لا وقت لدينا
لحملهم فوق الأعناق
نكفنهم بقطع قماش
ليس لدينا أكفان
ليس لدينا ترياق
أين إخوة العروبة ؟
إخوة الدين ؟
إخوة الدم ؟
أين الأعراق
سيخرج رجال من غزة
ورام الله والخليل وجنين
وكل فلسطين
سنريكم أهوال لا تطاق
فلسنا قطيع أغنام
إلى المراعى تأكل
ثم إلى المجازر يوماً تساق
القدس تئن من الأسر
نشتاق إلى المسجد الأقصى
ونصلى عند حائط البراق
إعلنوا للعالم كله
ولا تتجملوا فى الإعلان
أننا دفنا العروبة
فى أرض مجهولة المكان
لأن أرضنا مالحة المرارة
لا تنبت زيتوناً ولا نخلاً
ولا قمحاً ولا كتان
أرضنا تأكل زرعها
تكمم الأفواه
تجعل لكل فرد فيها سجان
كل الألسنة مصلوبة على الجدران
كل الكلمات اطراء وزهو وعنفوان
كل الفخر فى القبيلة
والأنساب من بنى عدنان
حتى إذا نودى للجهاد
جلسنا نبكى كالنسوان
إن أراد الله النصر لنا
فلابد أن ننصر الله
ونحرر قبل الأرض ... الإنسان .