وافترقنا
وظننت أن الشوق سيغفل
عن قلبى ولو قليلا
وأن العين التى تملؤها
الدموع سوف تتناسى
ضى القناديلا
وأن الذكرى سوف
تهدأ وتتلاشى
مع صخب الحياة المريرة
وقد سافرت بعيداً
كى لا ألقاك مع الأصحاب
أو فى الطرقات
أو مع النسمات العليلة
فوجدت قلبى عندك
يحمل معه كل العمر
كل الذكرى
والأمانى الجميلة
إن كان غياب الوجوه مرغما
فإن اقتلاع الأشواق
من الأمور المستحيلة
مازلت أعيش على أطلال ماض
كم سكبت عيناى عليه الأنين
وكم اشتاق قلبى إلى لقاء
ظل يراودنى كأطياف حنين
لانشعر بالحياة مادمنا نحيا
نلهو فيها بالأمل الضنين
حتى إذا فقدنا ما نحب
تجتاحنا الأحزان كل حين
كيف تنمو الأشجار في البستان
من غير ماء وطين
كيف ترحل الطيور عن عشها
بلا أجنحة وريش يقين
إذا البحر هاج وتلاطمت أمواجه
فهل يستقر عليه السفين
وهل يحيا القلب ولو ساعة
إذا انقطع عنه نبض الوتين
يوما ما يا قلبى
هل سأعود القاها
فقد هدنى الشوق
من عذاب ذكراها
وكلما قلت سأحاول
يوماً أن انساها
أسمع نبضك فى الضلوع
دوماً تصرخ بهواها .