رغم أنَّ مشروب الشاي لا يُحِبُّني إلَّا أنَّ وجودهُ مُطمئن طالما لازالَ الأحباب يُفضّلونه.
الشاي ذاكَ المشروب المُتفرّد الذي لا يحلّ غيرهُ مكانه، والذي لا يُمكن استبدالهِ بشيءٍ آخرٍ من قِبلِ مُحبّيه، فالشاي هو الشاي وانتهى الأمر.
للشاي أنوعٌ عديدة تتميّز بنكهاتها المُختلفة، كَالشاي بإضافةِ وريقاتٍ من النعناعِ الأخضر الطازج، والشاي بالقرنفل، يا لهُ من مشروبٍ فخمٍ وفاخر!
وهُناكَ الشاي بالليمون الأخضر، وذاكَ نوعٌ يُفضّلهُ مَن كانتْ لهُ جدّة تُجيدُ عمله، وعلى الأقربِ تكون تلكَ الجدّة هي مَن علّمتهُ تناول الشاي بهذهِ الطريقة.
ولشاي العصاري مكانة خاصّة بنفوسِ مَن كانوا يحتسونهُ بمعيّةِ الأحباب، ذاكَ الشاي في ذلكم التوقيت الذي لا يصّح في غيره، شاي العصاري سببٌ لجمعِ الأحباب، ومُبعد الشتات والفُرقة؛ فلا يُحتَسى إلَّا بمعيّةِ القوم لا الفرد، وإنْ كانَ لا بأسَ من تناول الفرد لهُ مُتفرّدًا إنْ هو خَلَاَ من الأحباب.
لأوّلِ مرّةٍ بعمُري أكتُبُ عن الشاي، فجلّ كتاباتي بخصوصِ المُفضّل من المشروباتِ كانتْ من نصيبِ القهوة، لذا لا أدري إنْ كُنتُ أجدتُ في الكتابةِ عنهُ أم لا، على كُلٍّ أحيانًا تُحَدّثُني نفسي بتناولِ الفايش فأُحِبُّ أنْ يكونَ بجانبِ طبق الفايش كوبًا من الشاي الخفيف (الكُشري) مضبوط السُكّر، ويا حبَّذا لو أُضيفتْ إليهِ بعض ورقات النعناعِ الأخضر.
أقومُ بوضعِ قطعة الفايش في كوبِ الشاي وأُخرجها بالملعقة وأتناولها على الفور، يم يم يم، إحساسٌ رائعٌ لا يعرفهُ سوى مَن جَرّبه.