أحببتُ القهوة مُذ كُنتُ أُذاكرُ أيَّام الدراسة، تحديدًا في المرحلة الأخيرة منها، من حينها سَكَنَتْ القهوة قلبي ولم تُغادره.
ورغم أنَّني لا أُواظِبُ على تناولها؛ فرُّبما إحتسيتُ فنجانًا صغيرًا كُلّ أسبوعٍ أو لرُّبما شهر، وأحيانًا أُجافيها فلا أحتسيها إلَّا لحاجةٍ طارئة، كَكتابةِ مقالٍ أو تدقيقِ عملٍ لي ونحو ذلك.
أُحِبُّ القهوةَ كما هي دونَ التلّون بألوانٍ أُخرى، فلا أُفضّلُ تناولها باللبن، بل أشعرُ بأنَّ اللبنَ يُفقدُها هَيبتها ومذاقها الطبيعي، كذلكَ لا أتناولها بإضافةِ السُكّر؛ فقد أحببتُها كما هي ولا زلتُ على عهدي بها.
قهوتي المُفضّلة هي الدوبل سادة، ولم تُغريني الطُرق الأُخرى لصُنعِ القهوة كي أُبدّلَ ما أُحِبُّ بما هو سائد.
رائحةُ القهوة كفيلة أنْ تزيدَ هرمون السعادة لدي، بل وتكونُ سببًا في فرحةِ نفسي وعقلي؛ فعقلي حينَ أحتسي القهوةَ أراهُ وكأنَّهُ نَشِطَ من معقل.
مرارةُ قهوتي تعلقُ بدماغي، ورائحتُها تُدغدُ آنفي، فيسري النشاط برأسي، والسعادة بنفسي.
شعورٌ رائعٌ أنْ يكونَ للمرءِ شيئًا يحتويهِ ولو كانَ كوبًا من القهوة، فدفئها قادرٌ على إحتواءِ لهيب العقل الناجم عن كثرةِ الفِكر، ولونُها الداكنُ كفيلٌ أنْ يُشعركَ ببعضِ الإطمئان.
القهوة ليستْ مشروبًا وحسب.. بل هي حكايةٌ لا مُنتهى لها.