(سلطان) رواية قصيرة للناشئة، سُطِرت بأحرُفٍ نورانيّة من عقلٍ واعٍ فاهم، ليستْ صفحاتٍ محبوراتٍ وحسب؛ بل هي رسالة بداخلها رسائل لقارئها العزيز.
نويتُ أنْ أقضي سهرة الليلة مع هذا الكتاب، وقد كانَ بفضلِ اللَّه _سبحانهُ وتعالى، فلنِعمَ السهرةُ هذهِ ولنعمَ الكتابُ هو!
فكّرتُ مليًّا في العنوانِ قبلَ أنْ أتصفح الكتاب، لكنَّني قد تركتُ تفكيري جانبًا وشرعتُ في القراءة، حبَّذا القراءة إنْ كانتْ لكُتبٍ أُحِبُّها!
قد بهرني أسلوب أستاذي (هشام)؛ حيثُ الفصاحة والوضوح والسلاسة، أمَّا عن اللغة فحضرة أستاذي رجلًا من رجالاتها، أراهُ ويكأنَّهُ خيَّاطًا يُمسكُ بأُمّ الضاد، فتستسلم لهُ طوعًا ليُصيغها كيفما شاء، ومتى شاء، وبأيّة طريقةٍ شاء.
(سلطان) صفحات محبورات بالعِلمِ والمعرفة والإيمان، ولا عجبَ إنْ كانَ كاتبها ذو قلمٍ رسالي، يختصّ النشء لعِلمِ حضرتهِ بأهمية النشء ودوره في المجتمع.
وُفقَ أستاذي في توظيف الشخصيّات وتنوعها.
كما أبدعَ حضرته في طرح الفكرة بسلاسة تُناسب عقول الناشئة، بل وتُساعدهم على فَهمها دونَ صعوبة.
(مَرْوان) عازف الناي، طيّب القلب، ليّن الطِباع، القانع بما يملك والمُحافظ عليهِ بالرضا.
(علّام) صاحبه المُحِبّ الحالم، المُتطلّع لكُلّ ما هو جديد.
يختلفانِ في المسكن والملبس والمعيشة بصفةٍ عامّة، لكنَّ الصداقة هي مَن أبدلت الاختلاف بالودّ والتقبُّل.
(ساندي) فتاة رقيقة تعكس طهارة السُحب وصفاء السّماء، تُحِبُّ الخير وتحترم الجميع، وتبغض الكِبر.
العمّ (سامي) يَحملُ نفسًا مُتناقضة، لكنَّ خيرهُ سيتغلّب على شرّهِ فيعود من أمريكا حاملًا الدواء لسلطان!
(سلطان) صورة مُصغرة للحياة على كوكبِ الأرض، بفصائل وكائنات متنوعة، يجمعهم التعايُش، ويُفرّقهم الجشع والطمع، ورُّبما الخوف.
(سلطان) تُحفة أدبيّة سعدتُ بقراءتها، فجزى رَبّي كاتبها خير الجزاء على ما أنتجَ قلمه من نفعٍ عميم.