كثيرًا ما سَمِعتُ في صِغري مقولة "العقل السليم في الجسمِ السليم" وكُنتُ لا أفهمُها جيّدًا حتّى كَبُرَتُ وفهمتها وعَلِمتُ مقصدها؛ فالصّحة القوية تُعين صاحبها على إعمالِ عقلهِ دونَ عناء، كما أنَّها تُميّزهُ عن غيرهِ بمُعدلٍ أعلى في جودةِ حياته، فترى صاحب الجسد الصّحي قوّي الذاكرة، سليم العقل، مُؤَسَس البنية، أمَّا صاحب الجسد الهزيل فصّحته ضعيفة وعقله كذلك وذاكرته واهنة؛ حيثُ تُعَدُّ العَلاقة بينَ صّحة الجسد وسلامة العقل عَلاقة طردية فإن سَلِمَ الجسد سَلِمَ العقل والعكس بالعكس.
لذا لا بُدَّ من تأسيسٍ صّحيٍ للجسدِ في مراحلِ نموهِ الأولى والتي تؤثر فيما بعد على حياة الفرد بشكلٍ عام، فالغذاء الصّحي هو الأساس في ذلك؛ لإحتوائهِ على المعادن والفيتامينات الضرورية لبناءٍ سليمٍ للجسد.
أُحِبُّ تناول الحَلوى والشراب الحُلو البارد، ومن بينِ ما ذكرتُ مشروب الموز باللبن، والذي يُمكن أن أتناولهُ طِيلة العام دونَ مَلل؛ ففي الشتاء أقومُ بغلي اللبن وتركهِ جانباً ليهدأ، أثناء ذلك أغسلُ الموز وأُحضِرُ العسل الأبيض، ثُمَّ أضعُ قطع الموز بالخلّاطِ وأُضيفُ عليها بعض العسل وإذا لم يتوافر فيكفي بضع ملاعق من السُكّر، وأخيرًا اللبن الدافئ، وأقوم بتشغيلِ الخلّاط حتّى يتم خفقهم جيّداً ومن ثَمَّ أتناولهُ.
وفي الصيفِ مِثل ذلك بإستثناءِ أن يكونَ اللبن مُبرّدًا بعد غليهِ فأتناولهُ باردًا.
سبحان اللَّهِ العظيم وبحمدهِ على ما أنعمَ علينا من نِعمٍ جليلة!
مشروب الموز باللبن ليسَ مشروبًا وحسب، بل هو غذاء صّحي للجسد؛ حيثُ يعمل على الحدّ من أمراضِ القلب، وتعزيز نمو الدماغ، وتقوية العِظام، وتحسين صّحة الجهاز الهضمي.
وكذلك من المشروباتِ الشهيّة والصّحية مشروب التمر باللبن؛ حيثُ يحتوي على نسبة جيّدة من مُضادات الأكسدة، ونسبة عالية من البروتين، ويعمل كفاتحٍ للشهيّة، كما يُساهم في علاجِ آلام المفاصل، ورفع جهاز المناعة، وتحسين صّحة القلب.
ويُعَدُّ مشروب التمر باللبن مصدر جيّد للكالسيوم والحديد؛ وبالتالي يُساهم في علاجِ حالات نقص الكالسيوم والحديد، بالإضافة إلى ذلك فإنَّهُ يَمُد الجسم بالمواد السُكّرية التي يحتاجها.
أذكُرُ حينَ تناولتُ مشروب الموز باللبن لأوّلِ مرّة خشيتْ عليَّ أُمّي حينَ رأتني لا أكُفّ عن تناولهِ، ونصحتني بالتقليلِ فكانَ ما أرادتْ، وأصبحتُ لا أزيد عن تناولِ لترٍ منهُ.