مُراجعتي لكتاب (تعلّمتُ من هؤلاءِ)، لأستاذي الكاتب: حاتم سلامة.
---
الحمدُ لِلَّهِ الذي يَسَّرَ لي قراءة هذهِ التُحفة الأدبية.
سُبحانَ مَن خَلَقَ الحلم والصبر والعزيمة والإصرار!
(تعلّمتُ من هؤلاءِ) صفحاتٍ محبوراتٍ بأحرُفٍ ثمينة، وأسلوبٍ عذبٍ رقراق، بالإضافةِ لجزالةِ اللُغةِ وتنوّع مُفرداتها، وقوّة صياغتها، وحُسن بلاغتها.
(تعلّمت من هؤلاءِ) عنوانٌ إنْ دَلَّ على شيءٍ فإنَّهُ يَدُلّ على حُسنِ تربيةِ كاتبهِ وأصالةِ مَعدِنهِ، وتمتُّعهِ بالوفاءِ والإخلاص، وتميُّزهِ بشامةِ الإحسان.
مائةٌ وستةٌ وعشرونَ من الصفحاتِ التي سُطِرَتْ بعُصارةِ خِبرة مؤلفهِ، لتكونَ نبراسًا لمَن أرادَ أو انتوى شُكرِ مَن علّموهُ، ولو كانَ التعليمُ قاصرًا على ما تركوهُ من مؤلفاتٍ شاهقة!
أبدعَ الكاتب في اِختيارِ عنوانٍ جذّاب، كما نججَ في التعبيرِ عن فحوى الكتابِ بغُلافٍ مُناسب، كذلكَ فإنَّ لون الورق قد راقني كثيرًا؛ إذ أنَّ لونهُ العتيق يُعبّرُ قطعًا عن زمنٍ سالف، هو محور حديث الكاتب بتطرّقهِ لأزمنةِ مُعلّميهِ رَحِمَهم اللَّهُ جميعًا.
بدأ الكاتب أُولى شخصيات الكتاب والتي هي إحدى عشرَ شخصية، بدأها بعميدِ الأدب العربي الدكتور طه حُسين _رَحِمَهُ اللَّه_ وسردَ لنا بأسلوبهِ الماتع لمحاتٍ من حياةِ وزير الماء والهواء كما كانَ يُلّقب.
كذلكَ ذكرَ لنا ما تعلّمهُ من عميدِ الأدبِ رَحِمَهُ اللَّه، وما أثّرَ فيهِ من مواقفٍ صعبة عايشها طِيلة حياتهِ، ورّكزَ أديبنا على ردودِ أفعالِ مُعلّمهِ وبخاصّةٍ حالَ الإختلاف في الرأيمع غيرهِ.. وهكذا مع باقي الشخصيات.
(تعلّمت من هؤلاءِ) هديةٌ من قلبِ تلميذٍ وَفيٍّ لمُعلّميهِ الراحلون.
يُؤخذ على الكاتب عدم ذكرهِ باقي مَن علّموهُ من عُلماءٍ وأُدباء، فمثلُ حضرتهِ وراءَ خبرتهِ العِلمية والأدبية جيشًا من العُلماء، بالإضافةِ لمجهوداتهِ الذاتية، وتطلّعهِ لأنْ يكونَ حاتمًا فريدًا لا كَغيرهِ من الحواتم.