مَنَّ اللَّهُ علينا بصيامِ رمضان والذي هو الرُكنُ الرابع من أركانِ الإسلام، وزادنا فضلًا سُبحانَهُ وتعالى حينَ جَعَلَ لهُ شهرًا كاملًا، فلا هو يومٌ أو أسبوع وإنَّما ثلاثونَ يومًا، مُنحنا إيَّاها لنُضاعف الطاعات، كما هي مُضاعفة الأجور.
ومن شُكرِ اللَّهِ على مِنَحهِ حُسن اِستغلالها، والتأدُبِ معها، وعدم هدرها وتجاهُلها.
يستعدّ المُسلم لصيامِ شهر رمضان بعقدِ النيّة، والتجهيز النفسي والبدني، فالجسد حينَ يبدأ رمضان تراهُ رشيقًا قويًا نشيطًا، لا هو خامل أو مُتكاسل.
كما أنَّ أجهزةَ الجسدِ تسعد بالصيام؛ حيثُ تأخذ فترةَ راحة حينَ تخفّ الأعباء عليها، فالجهاز المناعي يَزداد قُوّة ومَنعة، والجهاز الهضمي يعملُ بخِفّة، والجهاز العصبي يسترخي، وكذا باقي الأجهزة تَقوى وتَنشَط.
شهر رمضان الفضيل، شهرُ الطاعةِ المُضاعفة، شهر المُنافسة والتسابُق على فِعلِ الخيرات، شهر التراحُم والمودّة، والسرور والمحبّة.
شهر رمضان هو مِنحة إلهية في حَدِّ ذاته؛ خَصَّ اللَّهُ بها عِبادهُ المُسلمون، وإنْ كانَ الصيام قد فُرِضَ على مَن كانوا قبلنا، إلَّا أنَّنا قد تفردنا بهِ على النحوِ المعلوم منهُ مُذ فُرِضَ على رسولنا _صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم_ في السنةِ الثانية من الهجرةِ النبوية.
وقد خَصَّ اللَّهُ سُبحانَهُ وتعالى شهر رمضان بعطايا عظيمة، وآلاءٍ جليلة، نذكُرُ بعضًا منها في المقالِ القادم.