مالي أراكَ مهمومًا؟
أحُرِمَتَ نعمة كُنتَ تألفُها؟
أم جئتَ إلى الدُّنيا ولم يأتيكَ رزقُك؟
أخسرتَ مالك؟
أماتَ عيالك؟
أفقدتَ ساقك؟
أم شرٍّ أصابك؟
يا إنسان طالما أنَّكَ لم تُحرَم نعمة ويأتيكَ رزقك، ولم تخسر مالك ولا عيالك، وتسيرُ على قدمين دونَ شرٍّ أصابكَ فلتحمد اللَّه.
حتّى وإنْ حَدَثَ وحُرِمتَ نعمة تستطيع اِعادتها بالاستغفار، وكذلكَ إنْ مُنِعَ عنكَ رزقكَ فعليكَ بالاستغفار.
حتّى وإنْ حَدَثَ وخسرتَ مالكَ لا تحزن، فالذي رزقكَ إيَّاهُ سيرزقكَ خيرًا منه، فقط فوّض أمركَ للرحمٰن وتوكّل عليهِ سعيًا وأخذًا بالأسباب.
حتّى وإنْ حَدَثَ وماتَ عيالكَ فإنَّ للَّهِ ما أخذَ ولهُ ما أعطى وهو يعلمُ وأنتَ لا تعلم وهو علّامُ الغيوب، لتحمدهُ سُبحانَهُ وتعالى على أيّةِ حال.
حتّى وإنْ حَدَثَ وفقدتَ ساقكَ لا تغتمّ فإنْ كُنتَ فقدتَ واحدة فهُناكَ أُخرى، وهُناكَ مَن فَقَدَ الإثنين، ومع ذلكَ تراهُ حَمَّادًا فاحمد اللَّه.
حتّى وإنْ حَدَثَ وأصابكَ شرٌّ لا تَهتمّ، الجأ إلى الحيّ القيّوم الذي يعلمُ ما في السماوات والأرض وهو السميعُ العليم.
ناجهِ ليلَ نهار حتّى يُكشَفَ عنكَ الضُّر، لا تستبطئُ الإجابة؛ لأنَّ اللَّهَ ما ألهمكَ الدُعاء إلَّا ليستجيبَ لكَ فلا تيأس.
هي دُّنيا وليستْ جنّة.. حنانيكَ عليك، هوّنها عليكَ تَهون، ولا تُحمّل نفسكَ فوقَ طاقتها.