أثارتْ تصريحات الرئيس الأمريكي (دونالد جون ترامب) جدلًا واسعًا على الساحةِ العربيّة والدوليّة؛ إذ أنَّ عقلهُ الباطن قد صوّرَ لهُ أنَّهُ حاكم أمريكا والشرق الأوسط معًا، فظنَّ أنَّ أمرهُ نافذ عليهم.
الغريب في الأمرِ أنَّ السالف ذكره، قالها صريحة "أنَّهُ سيقوم بالسيطرة على قطاع غزّة"!
لم يَكُن المدعو (ترامب) يتوقع ردّ الفِعل العربي والدولي على تصريحاتهِ الصبيانيّة، فحاولَ جاهِدًا أنْ يظهرَ بمظهر المُصلِح الذي لا يهمّهُ سوى إعمار غزّة فحسب، وبررَ أنَّ وجود الغزّاويين على أرضهم يُعيق عملية الإعمار، لذا لا بُدَّ من تهجيرهم قسريًّا كي تتمّ عملية الإعمار، وبالتالي يتسنّى لهُ بمعاونة النتن سرقة القطاع وإحكام السيطرة عليه.
وهُنا جالَ بخاطري بعض المُصطلحات القديمة، والتي تُعبّر عن مدى التكاتُف العربي حينها، "مال العرب للعرب"، ما أجملها من عبارة!
حقًّا مال العرب لا بُدَّ وأنْ يكونَ للعرب، للعربِ وحسب؛ وهذا لن يتحقّق ما لم يَكُن الوطن العربي وطنًا مُنتجًا لا مُستهلكًا وفقط.
ما الذي سيحدُث إنْ تحوّلت الدول العربيّة من دولٍ مستوردة لدولٍ مُصدّرة، من دولٍ مُستهلِكة لدولٍ مُنتجة؟
سيحدُثُ الإكتفاء الذاتي، وحينها لن تكونَ تابعًا لأحد، ولا أمركَ مرهون بيدِ أحد؛ فأنتَ مَن تملك قُوُتك، وأنتَ مَن تصنع مُنتجاتك، وأنتَ مَن تزرع وتُصدّر.
الإنفتاح قد أخر علينا الإكتفاء الذاتي والإستقلال المالي؛ والآن قد آنَ الأوان لأنْ يكونَ المُنتَج العربي هو الموجود بالسوق العربي، مُنتجًا يَتفوّق على المنتج الأجنبي في الجودة والسعر.
لدينا كُلّ مقومات الإكتفاء الذاتي، من أيدٍ عاملة تتمتع بالمهارة، وكذا المادّة الخام، والعناصر الأساسيّة والمكان، والزمان طوع أيدينا إنْ نَحنُ عزمنا فتوكّلنا على اللَّه.
أما آنَ الأوان لأنْ يكونَ مال العرب للعرب؟؟؟